الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حفتر والسراج يتعهدان بوقف إطلاق النار وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.. خبراء: أجواء إيجابية وتوافق بين الأطراف الليبية بباريس وانزعاج إيطالي من المبادرة الفرنسية

حفتر والسراج
حفتر والسراج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقد قطبي الأزمة الليبية المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي ظهر أمس الثلاثاء اجتماع ثنائي بقصر سان كلو بضاحية باريس الغربية بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وذلك في إطار مساعٍ تبذلها فرنسا من أجل إنهاء الصراع الليبي.
وقد خيمت أجواء إيجابية على اللقاء الثاني للفاعلين الرئيسيين للأزمة الليبية بعد أول لقاء جمعهما خارج ليبيا بالعاصمة الإماراتية ابوظبي مايو 2017. 
وتعهد حفتر والسراج خلال لقائهما بالعمل على وقف إطلاق النار والدعوة الى اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال الاشهر الاولى من العام 2018. 
وتطرح فرنسا مبادرة تقوم على ضرورة تعديل الاتفاق السياسي والمعروف باتفاق "الصخيرات" الموقع بين الأطراف الليبية في ديسمبر 2015 بما يرضي كل الفرقاء الليبيين ويسمح بتوحيد القوات المسلحة الليبية تحت قيادة عسكرية واحدة وتشكيل مجلس رئاسي من رئيس ونائبيين بدلا من رئيس و8 نواب. 
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم الاتحاد الأوروبي خطوة المصالحة الوطنية التي حدثت اليوم بين الليبيين.
وفي مؤتمر صحفي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الليبية فايز السراج والقائد العسكري خليفة حفتر، أكد ماكرون أن "عدم الاستقرار في ليبيا سببه "داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية وعلينا القضاء عليها".
وأضاف أن "هناك إرادة مشتركة بين حفتر والسراج للعمل معا، وأن الطرفين اتفقا على إجراء انتخابات في الربيع المقبل".
وصدر بيان مشترك بعد اللقاء الذي جمع القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر برئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في باريس برعاية الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون.
وجاء في البيان المشترك أن الحل في ليبيا لن يكون إلا سياسيا، مع التعهد بالسعي لتأسيس دولة مدنية موحدة.
واستضافت القاهرة الأسبوع الماضي وفدا عسكريا ليبيا ضم ممثلين عن الجيش الوطني الليبي والمجلس العسكري لمدينة مصراتة لمناقشة سبل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية.
وأجرت فرنسا قبيل استضافتها للفرقاء الليبيين مباحثات واسعة للوقوف على أبعاد الأزمة وذلك مع دول الجوار المباشر لليبيا مصر والجزائر وتونس وتولي باريس اهتماما خاصا بالأزمة الليبية باعتبار ان ليبيا دولة حدود لدول الساحل الإفريقي من جهة الجنوب وترى ان استفحال ظاهرة الارهاب في ليبيا تمثل خطر حقيقيا على مصالحها في النيجر وتشاد وموريتانيا ومالي وهي دول تحظى بنفوذ فرنسي واسع وقريبة من الجنوب الليبي.
وفي تصريح خاص للبوابة نيوز اكد الدكتور عبدالله عثامنة رئيس مؤسسة تمدن للتطوير والتدريب والإعلام بلندن، أن "هناك انزعاج إيطالي وجزائري وتجاهل بريطاني وعدم اكتراث أميركي بالمبادرة الفرنسية".
واوضح عثامنة: هناك تطلع للنفوذ من قبل الدول الكبرى داخل ليبيا البلد الغني بالنفط والغاز وان بعض الاطراف الدولية ترى في تغييب مجلس الامن وبعض الاطراف السياسية الاخرى عن المبادرة الفرنسية لن يحل الازمة وسينتج عن ذلك حلا مبتورا يضاعف من وتيرة الصراع في ليبيا.
واضاف عثامنة: نبارك اي جلوس للأطراف الليبية داخليا وخارجيا، ونرحب باي تقارب ليبي ليبي ونتمني نجاح هذا اللقاء ولكني لا اثق بنتائج لقاء باريس واخشى ان يصبح مجرد حبر على ورق مثل نتائج لقاء ابوظبي مايو الماضي والسبب في كون الطرف العسكري ممثلا في خليفة حفتر له قدرة وسلطة تمكنه من تنفيذ التزاماته، اما السراج فاني اجزم انه لن يستطيع تنفيذ اي شرط ولو كانت نواياه حسنة لأن فاقد الشئ لا يعطيه، وهذا ما اقر به السراج نفسه.
ورأى الدكتور محمد ابوراس الشريف – المحلل السياسي الليبي - إن لقاء حفتر والسراج بباريس وما نجم عنه من تعهد من الدعوة الى انتخابات برلمانية ورئاسية في اقرب وقت ووقف اطلاق النار خطوة جيدة في اتجاه تسوية الازمة الليبية.
وأضاف الشريف في تصريح خاص للبوابة نيوز: الدعوة للانتخابات والاحتكام للصندوق هي السبيل الافضل للخروج من الوضع الراهن لا سيما وانها تضع الشعب الليبي كاملا في المشهد.
وأشار الشريف الى وجود مساعي من بعض الاطراف لعرقلة اي تقدم في اتجاه الحل خاصة الاطراف المستفيدة من استمرار الأزمة بما فيها الجماعات الارهابية. واكد الشريف: قدرة فرنسا على ممارسة ضغوط على كافة الاطراف للالتزام بما تم الاتفاق عليه بباريس وان الانتخابات ستضمن انخراط كافة الاطراف في تسوية الصراع الليبي بما يضمن تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة على اسس ديمقراطية ثابته تمكن الدولة الليبية من استعادة عافيتها بكامل مؤسساتها.