الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الطبيب "النبطشي" ضحية النظام الصحي في مصر.. يعمل 12 ساعة.. الضغط النفسي وتدني الأجور أبرز مشكلاته.. سعر اليوم الواحد يبدأ من 40 جنيهًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعددت الوقائع والنتيجة واحدة وهي غياب الطبيب عن مكان عمله، إنها مشكلة من المشكلات التي تتكرر خاصة بالنسبة للطبيب "النبطشي" فالتعدد هنا يتمثل في إطار العمل الخاص بالطبيب والذي يتضمن مشاكل عديدة أبرزها إما غياب الطبيب عن نبطشيته وموقعه الذي من المفترض وجوده فيه، أو تعرض الطبيب النبطشي للاعتداء من قبل أهالي المريض.
لسنا بصدد تنجيم أو ذكر وقائع لا صحة لها وإنما وقائع لوحظت خلال الفترة الأخيرة فنجد على سبيل المثال لا الحصر وهو ما حدث في الدقهلية بعد تعرض أطباء بمستشفى ميت سلسيل المركزي للاعتداء بالضرب من قبل مرافقي مريضة بالاستقبال، بدعوى إهمالهم في متابعة الحالة التي معهم. 
وفي واقعة مؤلمة لطبيبة انتحرت بعد 3 أشهر فحسب من زواجها لطبيب بسبب فترة نبطشية إضافية ليس هذا المؤلم فحسب بل قامت السيدة المنتحرة بقطع شرايين يديها وشنق نفسها بسلك التليفون في واقعة مأساوية وقعت خلال شهر فبراير الماضي.
ولا يكاد يمر وقت حتى نجد أخبارا تفيد بتحويل أطباء للتحقيق بسبب عدم تواجدهم في العمل أثناء أداء عملهم، فمنذ أيام ضئيلة في مدينة المحلة الكبرى تم تحويل الأطباء والعاملين بـ 5 وحدات صحية ومحلية للتحقيق بعد أن كشفت جولة لمدير المدينة إغلاق الخمس وحدات بصورة كاملة.
وقال الدكتور علاء غنام، عضو اللجنة القومية لتعديل قانون التأمين الصحى الشامل، أن الطبيب النبطشي يعد الفئة الأولى بالحماية داخل القطاع الصحي إجمالًا خاصة أنه يكون مطالبًا بالعمل لمدة تصل إلى 12 ساعة كاملة خلال فترة الليل ويتولى مسئولية كبيرة في الوقت الذي يعد في فترة شبابه، مؤكدا إنه يجب توفير ظروف عمل جيدة لهؤلاء الشباب تضمن حماية لهم خاصة أنهم معرضون للاعتداءات عليهم من الأهالي بجانب كفالة نظام عمل لائق وجيد من توفير وجبات غذائية وغيرها من الأمور وهي إجراءات يجب تنفيذها من قبل وزارة الصحة وتقع ضمن مسئوليتها مع مراعاة بند الأجور، مؤكدا أن أكبر المعوقات التي تحول دون العمل على الاهتمام بالاطباء هو تدني التمويل على الصحة في مصر.
ويؤكد الدكتور رشوان شعبان، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، أن طبيعة العمل القاسية التي يتعرض لها الطبيب بالإضافة إلى الظروف الشخصية هي سبب تغيب أو عدم تواجد الطبيب في مكان عمله في بعض الأحيان.
وأوضح أن الظروف القاسية تتمثل في أن الطبيب بجانب ساعات العمل الأساسية التي عليه أن يعملها والتي تبلغ حوالي 8 ساعات يوميًا عليه أن يقضي أوقات عمل إضافية "النبطشية" وهي فترة عمل عليه أن يقضيها داخل المستشفى ليلًا في المستشفى حتى صباح اليوم التالي، مشيرًا إلى أن طبيب التكليف عليه أن يقضي حوالي 14 يوما في الشهر كحد أقصى والنائب 12 يوما كحد أقصى والأخصائي 8 أيام كحد أقصى والاستشاري 4 أيام كحد أقصى في الشهر لافتًا إلى أن معدل التوقيت وعدد الساعات أمر يحدده طبيعة وظروف العمل داخل كل مستشفى.
وأضاف: بجانب هذا نجد رواتب متدنية مقارنة بالجهد الذي يبذله الطبيب خلال فترة الليل فنجد الطبيب المقيم يأخذ حوالي 40 جنيهًا لليلة والأخصائي 75 جنيهًا أما الاستشاري 100 جنيه والممرض يصل بدل النبطشية الخاص به إلى 12 جنيهًا فقط وهي أمور تحتاج إلى تعديل، لافتًا إلى إنه من غير الصحيح عدم تواجد الطبيب في مكان عمله وهو ما يعاقب عليه الطبيب حال عدم تواجده بالخصم لمدة 3 أيام من الراتب الشهري مؤكدًا ضرورة توفير المقومات التي تسهل على الطبيب أداء عمله.
قال الدكتور محمد عز العرب المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء واستشاري الكبد والجهاز الهضمي، أن نبطشية العمل تعرف على أنها فترة عمل خارج نطاق فترة العمل الأساسية وتتفاوت تلك الفترة من 8 ساعات إلى 12 ساعة بجانب ساعات العمل الإضافية حسب طبيعة كل قسم طبي فهناك أقسام تحتاج إلى العمل لمدة 24 ساعة يوميًا مثل أقسام الطوارئ ونقل الدم.
ولفت عز العرب إلى إنه إذا ما تخطى الطبيب حدوده ولم يحضر فترة العمل المخصصة له يتم تحويله للتحقيق واتخاذ الإجراء العقابي الذي يستحقه لافتًا إلى وجود سببين شائعين للتغيب عن النبطشية وهو إما بسبب ظروف قهرية أو بسبب التدني الشديد في مقابل النبطشية الواحدة مقارنة بالمستشفيات الخاصة
وأشار إلى أن أكبر مشكلة تواجه أطباء النبطشية تتعلق بتعرض المرضى أو أهالي المرضى لهم أث3ناء ممارسة عملهم وهي مشكلة تتجلى بأقسام الطوارئ التي لا يوجد بها حماية كافية سواء داخلية أو خارجية بما يساهم في إمكانية الوقوع في خلافات بسبب شعور هؤلاء الأهالي بالتقصير في حقهم.