الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

أكذوبة "كليات القمة".. رموز مصر تخرجوا في "كليات الشعب"

ندوة حول «ما وراء الثانوية العامة» بشعار «أنت أهم من مجموعك»

العالم المصري أحمد
العالم المصري أحمد زويل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زويل «علوم» والفقى «سياحة» وجلال عامر «آداب» والشعراوى «لغة عربية»
خبيرة تنمية بشرية: مجموع الطالب فى الثانوية ليس معيار النجاح الوحيد

«كليات القمة.. وكليات الشعب»، مصطلحان عرفا فى المستويين الرسمى والشعبي، منذ سنوات طويلة، كما دأبت وسائل الإعلام على استخدامهما ما رسخ مفاهيم مغلوطة فى ذهن كثير من الطلاب والأهالى، ليصبح مستقبل الطالب يحدد فى مجموع الثانوية العامة، فكلما كان المجموع أكبر كانت الفرصة فى الالتحاق بكليات القمة والمستقبل أفضل، لكن هناك قصصا كثيرة لشخصيات استطاعت كسر هذه القاعدة وأثبتت خطأها، ونجح أصحابها من غير خريجى كليات القمة فى تحقيق نهضة كبيرة وسجلوا أسماءهم فى كتب التاريخ بحروف من نور، وحصدوا عشرات الجوائز المحلية والدولية.
الأمر دفع عددا من خريجى الجامعات وطلاب الثانوية العامة لتشكيل فريق لتنظيم فعاليات لتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة بدأت أولها، أمس الإثنين، بمكتبة مصر العامة فرع غمرة بعنوان «ما وراء الثانوية العامة» رافعين شعار «أنت أهم من مجموعك.. مفيش كليات قمة.. بس توجد قمم فى الكليات».
يقول القائمون على الفريق إنهم يهدفون لتوعية الطلاب بأنه من الممكن الوصول للقمة دون الدخول فيما تُعرف بكليات القمة، حيث سنعرض عليهم نماذج ناجحة من خريجى كليات مختلفة، لكن نماذج واقعية أثبتت خطأ هذه المفاهيم والمصطلحات، واستطاعت وضع بصمة مضيئة عبر التاريخ، أبرزهم العالم المصرى الأمريكى أحمد زويل، الذى تخرج فى كلية العلوم بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام ١٩٦٧م، وعين معيدًا بالجامعة قبل أن يحصل على درجة الماجستير عن بحث فى علم الضوء بتقدير امتياز، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه فى علوم الليزر من جامعة بنسلفانيا ثم عمل باحثًا فى جامعة كاليفورنيا، وانتقل للعمل فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أحد أكبر الجامعات العالمية، كما حصل على أكثر من ٢٩ جائزة دولية أبرزها نوبل للسلام ١٩٩٩ وقلادة النيل وهى أعلى وسام مصري، كما وضع اسمه فى قائمة الشرف لـ٢٩ شخصية بارزة شاركت فى النهضة الأمريكية.
والمثال الآخر، الدكتور إبراهيم الفقي، أحد أكبر خبراء التنمية البشرية فى مصر والعالم، وشغل منصب رئيس مجلس إدارة المركز الكندى للتنمية البشرية، وتخرج فى كلية السياحة والفنادق، وعمل فى تنظيف الأطباق بأحد فنادق كندا، وحارسا لأحد المطاعم، وتدرج حتى أصبح مديرًا لأحد أكبر الفنادق، وحصل على شهادة الدكتوراه فى التنمية البشرية، ودرب أكثر من ٦٠٠ ألف شخص فى محاضراته حول العالم، كما أنه حاضر ودرّب بثلاث لغات الإنجليزية والفرنسية والعربية.
نجاح آخر حققه الكاتب الساخر جلال عامر، الذى تخرج فى الكلية الحربية ودرس بكليتى الآداب والحقوق بجامعة الإسكندرية، ويعد أحد أهم الكُتاب الساخرين فى مصر والعالم العربي، فضلا عن نجيب محفوظ الروائى المصرى الكبير، وهو أول عربى حاصل على جائزة نوبل فى الأدب، تخرج فى كلية الآداب قسم فلسفة، من جامعة القاهرة عام ١٩٣٠، كتب منذ بداية الأربعينيات واستمر حتى عام ٢٠٠٤، وتدور أحداث رواياته عن مصر.
شخصية أخرى لا يمكن إغفالها، هو الشيخ محمد متولى الشعراوي، الذى تولى أيضًا وزارة الأوقاف سابقا، ويعد أكبر وأشهر مفسرى القرآن الكريم فى العصر الحديث، واستطاع جذب شعبية هائلة حول العالم حتى لقب بإمام الدعاة.
التحق الشعراوى بكلية اللغة العربية عام ١٩٣٧م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فحركة مقاومة المحتلين الإنجليز سنة ١٩١٩م اندلعت من الأزهر الشريف.
وتقول بسمة سليم خبيرة التنمية البشرية، إن التفوق ليس له نهاية، ومجموع الطالب فى الثانوية العامة ليس نهاية النجاح لكنه خطوة نحو النجاح، «فكل طالب يدخل المجال اللى بيحبه هينجح فيه».
وأضافت لـ«البوابة»، أن هناك نماذج ناجحة فى المجتمع ليست من كليات القمة، مؤكدة أن الإعلام لم يعط فرصة كبيرة لكثير من النماذج الناجحة فى المجتمع للظهور وعرض تجربتها أمام الناس، مطالبة بعمل برامج تحكى قصصا لنماذج ناجحة بعد أن تتقصى منها لتكون ذات مصداقية لدى المشاهدين، للعمل على تغيير ثقافة المجتمع المترسخة فى آذان الطلاب وأهاليهم حول ما يسمى كليات القمة.