الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ضجيج في العاصمة.. ضوضاء تتجاوز المعدلات العالمية.. جيولوجي: الورش والمصانع أبرز أسبابها.. وطبيب: تصيب بالصمم وتؤثر على الصحة النفسية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
74 ديسبل، هذه هي شدة الضوضاء التي وصلت إليها محافظتا القاهرة والجيزة وفق ما أعلنت عنه وزارة البيئة كنتيجة لانتشار الورش والمصانع والكثافة السكانية التي عززت من انتشار الأصوات المرتفعة داخل تلك المحافظات، وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل ما معنى الوصول إلى تلك النسبة من الضوضاء وما خطورة ذلك؟
قال ممدوح سلامة، خبير جيولوجي، ومفتش سابق بوزارة البيئة، إن هناك العديد من مصادر التلوث التي انتشرت في مصر نتيجة اهمال العمل بقواعد وقوانين العمل، فنجد الضوضاء منتشرة بسبب انتشار الورش والمصانع الحرفية التي أصبحت جزءا طبيعيًا من المدن والقرى والتي لا تلتزم بمواعيد عمل ثابتة وتوجد بجانب التجمعات السكنية ولا يوجد ما يحكمها للعديد من الأسباب مثل وجود ثغرات في القانون أو من خلال التحايل على القانون مثل تغيير مسميات الأنشطة مع ثبات الغرض من الاستغلال هذا بجانب الأصوات المعروفة مثل أصوات آلاف السيارات وغيرها من مصادر الضوضاء التي أصبحت شائعة في العاصمة.
ولفت إلى أن القانون ينظم مسألة انتشار الضوضاء من عدمها ولكنه لا يطبق بصورة كاملة، هذا علاوة على انتشار الكثافة السكانية الأمر الذي ساهم في زيادة معدل الضوضاء، ففي المــــــــادة ٤٢ مــــــــن القــــــــانون رقـم ٤ لعام ١٩٩٤ والمعـدل بالقـانون ٩ لـسنة ٢٠٠٩ ينص القانون على التزام جميـع الجهـات والأفــراد عنــد مباشــرة الأنــشطة الإنتاجيــة أو الخدميــة أو غيرهــا وخاصــة عنــد تــشغيل الآلات والمعدات واسـتخدام آلات التنبيـه ومكبـرات الـصوت بعـدم تجـاوز الحـدود المـسموح بهـا لمـستوى الــصوت وعلــى الجهــات مانحــة التــرخيص مراعــاة أن يكــون مجمــوع الأصــوات المنبعثــة مــن المصادر الثابتة والمتحركة في منطقة واحدة في نطـاق الحـدود المـسموح بهـا والتأكـد مـن التـزام المنشأة باختيار الآلات والمعدات المناسبة لضمان ذلـك .


وأكد الدكتور محمد وائل، المختص في أمراض السمع والاتزان والدوار وأمراض الأذن، أن التعرض للضوضاء بصورة مستمرة يؤدي لإحداث الصمم المؤقت للأذن والذي يستمر لساعات حيث تقل قدرة الاذن على السمع ثم تعود إلى سابق قوتها بعد مرور تلك الساعات إلا إن هذا الصمم المؤقت يتحول إلى تأثيرات تراكمية تؤدي إلى صمم مستديم يستمر بعد أعوام من التعرض للضوضاء بصورة كبيرة.
ولفت إلى إن الــضوضاء المرتفعة تؤدي إلى تغييرات فسيولوجية في جسم الانسان مثل انقبــاض الــشرايين والــشعيرات الدمويــة وزيــادة ضــغط الــدم وزيــادة ضــربات القلــب وســرعة التــنفس وتقلــص العــضلات، وقــد تتوقــف عمليــة الهــضم وعمليــات إفــراز اللعــاب وبعــض عصارات المعدة، كما تساهم في إحداث اضطرابات في وظـــائف الأذن والأنـــف والحنجـــرة ويختـــل إفـــراز بعـــض الهرمونات وتحـدث اضـطرابات في وظـائف المـخ فتـؤدى بالتبعيـة إلـى تقليـل الـشهية للطعام وتقل القدرة على التركيز وزيادة الشعور بالإجهاد الذهني، لافتا إلى إن شدة الصوت تكون عادية عند 60 ديسيبل وتزداد الخطورة على السمع كلما زاد الصوت فحينما تصل إلى 90 ديسيبل فهذا يعني التعرض للضرر إذا ما استمر التعرض لهذا الصوت لفترة.


وقال الدكتور صلاح هاشم، أستاذ التنمية والتخطيط، إن أبرز الأسباب في تفشي الظاهرة هو الزيادة السكانية في مصر وغياب وجود تخطيط عمراني بصورة مخططة وهجرة المواطنين من مختلف المحافظات إلى القاهرة والجيزة نتيجة غياب الخدمات وتدني مستوى المعيشة هناك فالبيئة المتواجدة هناك بيئة طاردة للسكان وتجذب المواطنين للانتقال إلى المحافظات المليونية التي ينتشر بها العمران وبيئة العمل، مشيرا إلى أن الدولة حاليًا تعكف على تنفيذ المشروعات الجديدة داخل تلك المحافظات مثل صعيد مصر للقضاء على البطالة وتوفير فرص عمل للشباب المتواجد هناك وهو ما يسهم في تخفيف حدة الكثافة السكانية ويعمل على تحقيق توازن في الإنتشار السكاني وهو ما يسهم في تقليل نسبة الضوضاء بنسبة معينة خاصة أن الضوضاء ظاهرة ترتبط بالكثافة السكانية.