الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في ذكرى توليه العرش.. قصة حاكم مصري باع قناة السويس بسبب "المكرونة"

محمد سعيد باشا الأبن
محمد سعيد باشا الأبن الرابع لمحمد علي باشا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محمد سعيد باشا الابن الرابع لمحمد علي باشا، ولد في عام 1822 وتلقى تعليمه في باريس، بفرنسا، ولذلك عرف عنه النزعة الغربية والميول للغرب على عكس ما كانت عليه الدولة العثمانية في ذلك الوقت من حروب مع معظم الدول الأوروبية، واختار له والده المجال البحري، فانتقل إلى الأسطول البحري وتعلم القواعد العسكرية وتدرج في المناصب حتى وصل لقائد الأسطول البحري.


وتحل علينا اليوم ذكرى توليه عرش مصر، وذلك في الرابع والعشرين من شهر يوليو عام 1854 وحتى عام 1863، وذلك خلفا للوالي عباس الأول، بعدما صدر قرار من الباب العالي بتعيينه واليًا على مصر، على الرغم من ميوله للمصريين، وعدم حبه للأتراك والشراكسة، والذي كان يفضل أبناء الغرب عليهم.
إنجازاته 
لمحمد سعيد العديد من الإنجازات أبرزها 
1- أسس البنك المصري في عام 1854.
2- قام بتخفيض الضرائب على الفلاحين وأسقط الديون المتأخرة والتي بلغت حوالي 8 ملايين جنيه، كما أصدر قانون اللائحة السعيدية في 5 أغسطس عام 1858 والذي أعطى الفلاحين الحق في تملك الأراضي، مما كان له انطباعًا جيدًا لدى الفلاحين الذين شعروا بالراحة والطمأنينة تجاه الوالي الجديد، كما ألغى ضريبة "الدخولية" والتي كانت تؤخذ من الأهالي والمتاجر وتسبب ارتفاع الأسعار واشتداد الغلاء. 
3- قام بتطهير ترعة المحمودية، كما أتم خط السكة الحديد بين القاهرة والإسكندرية، والذي بدأه عباس الأول، كما مد خطًا جديدًا بين القاهرة والسويس مما عاد بالخير على التجارة وميناء القناة فيما بعد. 
4- اهتم بالملاحة الداخلية والخارجية فأنشأ شركة نيلية عام 1854 كما أنشأ أخرى بحرية عام 1857. 
5- أصدر لائحة المعاشات للمتقاعدين كما نظم القضاء الشرعي ومنع نقل الآثار المصرية إلي الخارج بعدما كانت تنهب من قبل التجار والعملاء وخصص مكانًا لحفظها ببولاق.
6- أصلح مسجد السيد البدوي ومنع الاختلاط بين التقويم الهجري والميلادي والقبطي لكل منهم وظيفته. 
7- قصر مدة الخدمة العسكرية وعممها على جميع الشباب وجعلها سنة واحدة مما جعل الجميع يطمئن إلى هذا الوالي، كما حرص على توفير المسكن والغذاء والملبس المناسب للجنود وترقية الضباط، خاصة المصريين. 



حروبه
خاضت مصر في عهد محمد سعيد حربين هما
1- حرب القرم، والتي استمرت بعد وفاة عباس وقام محمد سعيد بإرسال قوات كانت سببًا في تحقيق النصر لتركيا على الروس، وإبرام إتفاق صلح بينهما في باريس عام 1856.
2- حرب المكسيك، والتي لم تكن لمصر علاقة بها ولكن صداقة محمد سعيد مع نابليون الثالث، دفعته لأن يرسل قوات مساعدة لنابليون في حربه، ولكن على الرغم من كل تلك المميزات والأعمال التي قام بها محمد سعيد إلا أنه ارتكب جرمًا في حق المصريين عندما جعلته صداقة الطفولة ينسى حق الدولة عليه بعدما أعطى إمتياز قناة السويس لصديق طفولته فردينان دي ليسبس، والذي كان دائما ما يمده بالمكرونة في بيتهم عندما كان والده قنصلا فرنسيا في الإسكندرية، في صغرهما، وكانت لها مفعول السحر فيما بعد على الخديوي، وعرض على الخديوي سعيد فكرة حفر قناة السويس ووافق الخديوي على الفور، وقد تساهل مع صديقه لدرجة أنه أعطى الشركة الفرنسية الحق في امتلاك وإدارة القناة بالتساوي مع الدولة، وحق استثمارها وأخذ منافعها لمدة 99 عاما. 
كما لن ينسى المصريون لسعيد مقولته "أمة جاهلة أسلس قيادة من أمة متعلمة" وهو الأمر الذي دفعة لأن يغلق الكثير من المدارس والكليات العليا التي افتتحها محمد علي. 
كما أغرقت مصر في عهده بالديون، حيث لجأ لأخذ قروض من البنوك الأوروبية، وهو ما سمح بالتدخل الأجنبي في شئون الميزانية المصرية وتدهور أحوال البلاد.