الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت المجاهدين الأفغان «4»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نستكمل اليوم ما بدأناه من قصص وحواديت ذكرها عبدالله عزام عن كرامات المجاهين الأفغان فى كتابه «آيات الرحمن فى جهاد الأفغان».
ومن محتويات كتاب «آيات الرحمن» الأخرى، ما يرويه د. عزام عن محمد شيرين، قال: «رأيت عبدالغياث بعد استشهاده بثلاثة أيام يجلس القرفصاء، فظننته حيًا، فاقتربت منه ومسسته فاستلقى على ظهره»! ومن كرامات المجاهدين قدرتهم على فتح عيونهم بعد الاستشهاد... والابتسام، يقول د. عزام: «حدثنى أرسلان: كان عبدالجليل طالب علم صالحًا، فأصابته قذيفة طائرة فاستشهد، وبعد صلاة الجنازة عليه (لأن الحنفية يصلون على الشهيد)، وكان الوقت عصرًا، أرسلوه إلى بيت أبيه وبقى حتى الصباح والمجاهدون عنده وهو يفتح عينيه ويبتسم، فجاء المجاهدون إلى أرسلان، وقالوا له إن عبدالجليل لم يمت، فقال: لقد استشهد، قال المجاهدون: لا يجوز دفنه حتى نتأكد من حياته، ولا بد من إعادة صلاة الجنازة عليه، قال أرسلان: إنه استشهد بالأمس، ولكن هذه كرامات الشهيد».
وهناك شهيد لم يكن يبتسم فحسب، بل كان يضحك فيما يروى د. عزام، «حدثنى محمد عمر قائد عام (بغمان) قال: استشهد معنا حميدالله، وعند دفنه وجدته يضحك، فظننت أننى توهمت، فخرجت ومسحت عيني، فوجدته كذلك».
وكانت كلاب أفغانستان تميز بين جثث الشهداء من المجاهدين وجثث أعدائهم، فيما ينقل د. عزام من روايات!
إذ يقول عن جلال الدين: «ما رأيت شهيدًا أكلته الكلاب، ولقد رأيت شهيدًا اسمه جلاب بقى ٢٥ يومًا، وحوله الشيوعيون أكلت الكلاب كثيرًا من الشيوعيين ولم تمس الشهيد».
وفى كتاب د. عزام نماذج قليلة جدًا من شهيدات النساء، ومنها ما يرويه «يوردل» ومساعده محمد كريم، وقد حدثا د. عزام عن «امرأة استشهدت وطفلتها، فجاء الناس يحاولون أن يفكوا الطفلة من أمها فأبت، فأفتى العلماء بالصلاة عليهما». ويضيف د. عزام أنه «فى المذهب الحنفى لا تجوز صلاة الجنازة على أكثر من واحد».
ونتساءل بعد قراءة كل هذه القصص والتجارب: هل كانت واقعية أم أنها من مبالغات وخيالات الرواة؟ وهل هى قابلة للتصديق أم لا بد من تمحيصها بالعقل؟ وإذا كان مجاهدو الأفغان قد نعموا بمثل هذه العناية والنصر، فلماذا فشل إسلاميون ومجاهدون آخرون فى مختلف الدول؟
ثم إن الأفغان لم يكونوا شعب الله المختار، إذ سرعان ما انقسموا وتطاحنوا، وكانت القبلية والمصالح والصراعات تكمن فى نفوسهم قبل انسحاب الروس، كما غرقوا بعد ذلك فى أتون حرب أهلية... فأين ذهبت تلك القدسية والروحانية؟ ثم ما دور المساعدات الخليجية والأمريكية؟ وما نصيب «مجاهدى طالبان» من هذه المعجزات اليوم؟
نقلًا عن «الجريدة الكويتية»