الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور: في ذكرى ثورة 23 يوليو منزل عبدالناصر "آيل للسقوط" وابن عمه "كل وعود من زاروا المنزل بالتطوير وهمية"

منزل عبد الناصر
منزل عبد الناصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالرغم من أن الزعيم جمال عبدالناصر لم يقض سنوات طويلة بقرية بني مر إلى أنها ارتبطت باسم الزعيم الراحل وعرفها الجميع "قرية عبدالناصر" ومع اقتراب الاحتفال بذكرى ثورة ٢٣ يوليو التي قضت على الإقطاع توجهت "البوابة" لمنزل مفجر الثورة ببلدته لنعرف حقيقة الأنباء التي تواردت حول تدهور منزل الزعيم واقترابه من السقوط.
على بعد نحو 6 كيلو مترات شمال شرقي مدينة أسيوط، تقع قرية بنى مر التابعة لمركز الفتح، والتي يرجع إليها أصل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وفى مدخل القرية تجد لافتة زرقاء اللون مضيئة، مكتوب عليها "منزل الزعيم جمال عبدالناصر"، وسيرًا على الأقدام لنحو ١٠ دقائق من مدخل القرية، تصادف لافتة أخرى بنفس الوصف وبنفس الكلمات وعلى الرغم من المكانة التي حظي بها "عبدالناصر" إلا أن قريته بني مر لم تحظ بالاهتمام من قبل الحكومات التي تعاقبت على مدار عشرات السنوات الماضية ويظهر ذلك بالطرق والشوارع داخل القرية والإضاءة فتجد البساطة الشديدة لمداخل ومخارج القرية والمعاناة تظهر على وجوه الأهالي فيما يتنافى مع شهرة المكان.
الوصول للمنزل:
بعد المرور باللوحتين تشعر بأنك تائه وأنت تحاول الوصول للمنزل بين الشوارع المكسرة ككل قرى الصعيد وتحاول الوصول مستعينًا بالمارة وساعدنا في الوصول رجل كبير بالسن يدعى الحاج مصليحي، قائلا: "دايما الناس تيجي تسأل على البيت ومحدش مهتم بيه وظهرت على وجه الشكاوى من الإهمال وانعدام الخدمات ببلد الزعيم موجهًا عتاب ولوم للدولة "احنا بلد الزعيم لازم يهتموا بينا" وصلنا بعد ذلك لحارة ضيقة وإذ بباب مفتوح قد أحاطت به الأتربة والطين يمنعه من الإغلاق أو فتحه كاملًا، لمنزل يتكون من طابقين، مبنى بالطوب اللبن والطين، وبالدخل حجرة بها "مسطبة بلدي" على شكل سرير، ومدخل آخر لمنطقة متسعة، يظهر على أرضية هذه المنطقة طفح الآبار للمنازل الجانبية، لعدم وجود صرف صحي بالقرية، وعددًا من العجلات الهوائية، لجأ مواطنين لتركها بالمنزل المهجور.
التطوير الوهمي للمنزل:
عوامل التطوير التي لحقت بالمنزل كانت عبارة عن عمود خرساني، يسند عليه عرق خشبي من المكونات الأساسية لسقف البيت وتم إنشاء هذا العمود، وقتما قامت وفود سياحية بزيارة المنزل منذ نحو 3 سنوات حسب وصف أحد الأهالي وبجوار العمود سلم متهالك، صعدنا عليه، لنجد أنفسنا أمام القمامة والمخلفات الملقاة من المنازل المجاورة، وأبواب عتا عليها الزمان، ويحتوى الدور الثاني من المنزل على أربع غرف تسمى في قرى أسيوط بـ"الرواق"، تاريخ منزل عبدالناصر أنشئ المنزل عام ١٩٠٠ قبل مولد عبدالناصر بـ١٨ عامًا وشهد على تاريخ مصر خلال عصرها الملكي وشهد على اجتماع الضباط الاحرار عندما كان "عبدالناصر" ضابطا بالمنطقة الجنوبية العسكرية للاطاحة بالنظام الملكي أوشك المنزل على الانهيار بسبب الإهمال من قبل الحكومة والمحافظة؛ حيث تحول الآن لمكان مهجور لا يسكنه إلا الأشباح بالرغم من تاريخه السياسي.
المهندس علي عطية حسين ابن عم الزعيم الراحل عبدالناصر يتحدث لـ"البوابة" هذا المنزل للحج خليل جد جمال عبدالناصر هو مسقط رأس جمال عبدالناصر وعندما كان يخدم في جيش منقباد هو وزملاؤه كان جدي الحاج حسين يستضيفه هو وزملاؤه في المنزل وكانوا بصفة مستمرة يأتون في فسحة إلى القرية ولكن للأسف قبل ثورة 52 توفى جد عبدالناصر الحاج حسين وتأثر به كثيرا عبدالناصر لوفاته وعلى الرغم من تأثره بوفاة جده إلا انه لم يتوقف عن اجتماعات الضباط الأحرار حيث اجتمع أكثر من مرة بهم بمنزل جده بالقرية وكانوا يجلسون على "مسطبة" طينية لأن المنزل مبني بالطين والطوب اللبن وسقفه من الجريد والعروق الخشبية وكان على رأس الحاضرين معه الرئيس محمد نجيب. وكانت القرية في استقبالهم وقام عمدة القرية ماهر على بدعوتهم لتناول الغداء وبعد الغداء ألقى عبدالناصر أول خطبة له في القرية، وعندما أراد بعض المنافقين التفخيم في عبدالناصر قال لهم في خطبته إنني أنا جمال عبدالناصر حسين وكلكم تعرفون عائلة الحاج حسين إنني من عائلة فقيرة، واعدكم أنني سوف أعيش وأموت فقيرا ويضيف "عطية" أن عبدالناصر جاء لقريته اكثر من مرة وكلما كنا نحدثه عن صعوبة الظروف كان رده "لا املك الا مرتبي واصرفه على ابنائي".
شخصيات زارت المنزل بعد وفاة عبدالناصر:
قال ابن عم الزعيم: بعد وفاة عبدالناصر حضر إلى منزل العائلة السادات وحسين الشافعي وبعض قيادات الثورة وقاموا بأداء واجب العزاء، وقال السادات في المنزل "هذا منزل عبدالناصر والذي به طوبة حمراء وطوبة خضراء، كان عبدالناصر يملك أن يرفع هذا الطوب ويجعله طوبة من ذهب وطوبة من فضة ولكنها كانت مبادئ عبدالناصر أن يبقى كما هو حتى الموت، وبكى السادات.
عتاب ابن الزعيم للدولة:
وجه المهندس علي عطية ابن عم الزعيم عتابا للدولة لإهمالها مكانا عريقا كمنزل الزعيم جمال عبدالناصر الذي أصبح الآن آيلا للسقوط نتيجة الاهمال الشديد وتكريما للقرية جميعا، مضيفا أن هناك زيارات كثيرة جاءت لزيارة المنزل وجميعهم وعدوا بتأهيل المنزل بالشكل اللائق للزعيم وجميعها كانت وعود وهمية مطالبا بتجديده وجعله مزارا سياحيا ونوه ان المهندس ابراهيم محلب تفقد المنزل وبالرغم من ذلك لم يصدر اي قرارات بشأنه وكذلك حلمي نمنم وزير الثقافة ولم يتخذ اي اجراءات تجاه المنزل الأمر الذي أثار علامات استفهام لماذا هذا التجاهل لمنزل الزعيم.
مطالب اهالي قرية الزعيم:
طالب اهالي قرية الزعيم المسئولين بالنظر إلى قريتهم من كل الخدمات كالطرق والمياه والصرف الصحي وناشد محمد جاد لله كبير شيوخ القرية المختصين بالاهتمام وتعزيز مكانة قرية الزعيم التي تعاني الفقر وسوء المياه وانقطاعها لساعات طويلة ورصف الطرق او الشوارع المؤدية لمنزل الزعيم وليس فقط الاكتفاء بلافتة تحمل اسمه فبلدة الزعيم تستحق الكثير وعلي الثقافة والسياحة اعادة النظر في منزل مفجر ثورة 23 يوليو عبدالناصر.