في إطار التصدي للفكر المتشدد والمتطرف في الشارع المصري، أسوة بالدور الذي يلعبه الأزهر، ووزارة الأوقاف، بدأت الطريقة الرفاعية في اتخاذ خطوات إيجابية لنشر الفكر الوسطى من خلال الاستعانة ببعض علماء الطريقة الرفاعية المنتمين للأزهر، وذلك بعد الاتهامات التي التصقت بالطريقة الرفاعية وعلاقتها بالإخوان عقب القبض على نجل شيخ الطريقة الرفاعية محمود الرفاعي، والإفراج عنه مؤخرًا بموجب قرار العفو الرئاسي.
وكشف طارق
الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية، موعد انطلاق القوافل الدعوية إلى محافظات الصعيد والوجه البحري،
التى ستنطلق من الجيزة مطلع أغسطس القادم، يعقبها قوافل أخرى إلى جميع محافظات
مصر، ويشارك فيها العديد من العلماء والأساتذة بجامعة الأزهر الشريف من أجل
التأكيد على الدور الذى تلعبه الطريقة الرفاعية فى نشر الفكر الوسطى والتصدى للفكر
المتطرف.
وأضاف شيخ الطريقة الرفاعية، فى تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن
القوافل ستشارك فى موالد "أبوالحسن الشاذلي"، و"أحمد البدوي"،
و"إبراهيم الدسوقي"، مشيرًا إلى أن الطريقة ستضخ خطة على مدار العام
يكون الهدف منها تنظيم مؤتمرات القافلة فى كافة موالد واحتفالات الصوفية فى مصر.
وأكد الرفاعى أن الطريقة الرفاعية اتخذت خطوات إيجابية ملموسة لتنظيم العديد
من المؤتمرات والندوات التى تدخل تحت فى إطار القوافل الدعوية التى ستنظمها،
لافتًا إلى أن الطريقة ليس لها أى علاقة بجماعة الاخوان الإرهابية، وعلى ذلك هذه
القوافل سيكون الهدف منها تحذير الناس من فكر هذه الجماعة المتطرفة وتحذيرهم أيضا
من فكر الجماعات السلفية المتشددة.
وتابع "الرفاعي": "دور الطرق الصوفية فى مواجهة خطر الفكر
المتشدد فى مصر لا يقل أهمية عن الدور الذى يلعبه الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف
إلا أن الصوفية دعوتهم الوسطية لها تأثير أكبر فى الشارع المصرى، نظرًا للمشاركة
الكبير التى تحظى بها موالد واحتفالات الصوفية من قبل المحبين للصوفية وعلى ذلك
نؤكد دائما أن الصوفيين دعوتهم وفكرهم له تأثيره فى عقول العامة من الناس، خاصة أن
الصوفية لم يخرج منهم متطرف واحد".
من جانبه، قال الدكتور أيمن أبوالخير، من علماء الطرق الصوفية: إن القوافل الدعوية التى تتبناها الطريقة الرفاعية أو غيرها من
الطرق الصوفية سيكون لها تأثير كبير فى الشارع المصري، خاصة أن الآلاف يشاركون فى موالد
الصوفية بدافع الحب للأولياء والصالحين.
وأضاف أبوالخير، فى تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن مؤسس الفكر
الرفاعى الصوفي، كان له دور كبير فى التصدى للمتشددين فى عهده حيث انتشر المتطرفين
والغلاة فى الدين بالعراق وبلاد الشام وتصدى وقتها لهذا الفكر ونجح هو ومريديه فى استئصال
الفكر الخارج عن صحيح الإسلام، وعلى ذلك فالطريقة الرفاعية لها باع طويل فى هذا
الشأن.
فى سياق متصل، قال الشيخ قنديل عبدالهادى كبير الدعاة بالطرق الصوفية: إن القوافل الدعوية التى تنظمها الطرق
الصوفية سيكون دورها أعظم وأكبر من القوافل التى ينظمها الأزهر والأوقاف، خاصة أن
هذه القوافل تشارك فى الموالد والاحتفالات الصوفية المنتشرة فى جميع أنحاء
الجمهورية، ما يجعل اختلاط علماء هذه القوافل بالجمهور العام من المصريين، مشيرًا
إلى أن الأزهر والأوقاف ينظمون مؤتمراتهم فى قاعات، ولكن الصوفية وعلماؤهم ينزلون إلى
الشوارع والقرى والنجوع ويلتقون بالناس وجها لوجه لإعلامهم بخطورة الفكر المتشدد
والمتطرف.
