الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إعصار "الاستقالات" يعصف بالبيت الأبيض.. سبايسر "الغاضب" آخر ضحايا ترامب.. ورجال الأعمال يستحوذون على مقاليد الأمور في الإدارة الجديدة.. ووسائل الإعلام تشن حملة بسبب التدخل الروسي بالانتخابات

الرئيس الأمريكي،
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضرب إعصار الاستقالات البيت الأبيض، خلال الأيام الأحيرة، في ظاهرة تحدث لأول مرة في عهد رئيسًا لأمريكا، وتحديدًا في عهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي استقال في عهده حتى الأن ما يقرب من خمس مسئولين أمريكيين وكان أخرهم المتحدث بأسم البيت الأبيض، شون سبايسر، الذى أرجع استقالته احتجاجا على تعديل في فريق الاتصالات الحكومي، حسبما أفادت تقارير.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن سبايسر استقال لاستيائه من تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمدير جديد للاتصالات. وكان ترامب عين انتوني سكاراموتشي، رجل الأعمال والمستثمر في وول ستريت، في منصب مدير الاتصالات الحكومية الذي كان يشغله سبايسر جزئيا.
وكان هناك دائما اهتمام إعلامي بالإفادات الصحفية لسبايسر، لكنه غاب عن الكاميرات في الأسابيع الأخيرة.

وفي وقت سابق، ظهر سبايسر على محطة فوكس نيوز الإخبارية وقال: إن تعيين سكاراموتشي مخاطرة بـ "كثير من الطهاة في المطبخ" في إدرة الإعلام بالبيت الأبيض.
وأضاف أن قال للرئيس ترامب: إنه "يود البقاء لأسابيع قليلة لإنجاز انتقال سلسل".
وانتقد بشدة ما سماه بـ "التحيز الإعلامي" قائلا: "كنت أشعر بإحباط شديد بسبب الطريقة تدير بها وسائل الإعلام هنا عملها أو تقوم به او لا تقوم بها".
ويتزامن هذا التعديل وسط تحقيقات تطال البيت الأبيض في الاتهامات المتعلقة بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي، وإذا كان فريق حملة ترامب قد تواطأ مع موسكو.
وذكرت نيويورك تايمز أن سبايسر عارض "بشدة" تعيين سكاراموتشي، ويعتقد أن ذلك "خطأ كبير" من جانب الإدارة الأمريكية.

وقال سبايسر، الذي كان قد أعلن أنه سيستقيل الشهر المقبل، في حسابه على تويتر، إن كان "من الشرف خدمة الرئيس."
فى المقابل، ذكرت بعض التقارير الصحفية أن لروسيا أصابع فى هذا الشأن، حيث أن المخابرات الأمريكية سمعت سفير روسيا يقول إنه ناقش أمور الحملة مع جيف سيشنز وزير العدل المستقيل قبل أيام.
وفي هذا، قالت صحيفة واشنطن بوست، نقلا عن مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين إن وكالات المخابرات الأمريكية تناقشت مع سفير روسيا في واشنطن، سيرجي كيسلياك، حول أمورا متعلقة بالحملة الانتخابية بما في ذلك قضايا مهمة لموسكو مع جيف سيشنز خلال انتخابات الرئاسة في 2016.
وقال المسئول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه إنه لم يكن هناك أي شيء غير ملائم بشأن مناقشة سيشنز أمورا خاصة بالسياسة أو حتى أسلوب تفكير ترامب بشأنها مع دبلوماسي أجنبي.
وقال مسئول ثان مطلع على هذه المحادثات وتحدث شريطة عدم نشر اسمه إن "السؤال هو ما إذا كان قد تجاوز وناقش معلومات سرية أو تحدث عن صفقات مثل رفع العقوبات إذا كان الروس مهتمين بالاستثمار في الولايات المتحدة أو كانوا يعرفون شيئا سيئا عن الوزيرة (هيلاري) كلينتون.

ولم يكشف سيشنز في البداية عن اتصالاته مع كيسلياك ثم قال بعد ذلك: إن الاجتماعات لم تكن بشأن حملة ترامب.وكوزير للعدل تنحى سيشنز في مارس الماضي عن الأمور المرتبطة بتحقيق لمكتب التحقيقات الاتحادي بشأن تدخل الروس في انتخابات 2016 أو أي صلات بحملة ترامب في أعقاب اعترافه بأنه أجرى محادثات مع السفير الروسي.
ونفي سيشنز مناقشة قضايا خاصة بالحملة مع المسئولين الروس مؤكدا أنه لم يلتق مع كيسلياك إلا بوصفه عضوا في مجلس الشيوخ.
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن سيشنز أدلى بتصريحات "مضللة" "تتناقض مع أدلة أخرى". 
وقالت الصحيفة: إن مسؤولا سابقا قال: إن معلومات المخابرات تشير إلى أن سيشنز وكيسلياك أجريا مباحثات "موضوعية" بشأن أمور من بينها مواقف ترامب إزاء قضايا لها صلة بروسيا ومستقبل العلاقات الأمريكية الروسية في ظل إدارة ترامب.

وحامت الشكوك حول صحة هذا الموضوع، حيث قالت سارة إيسجور فلوريس وهي متحدثة باسم وزارة العدل الأمريكية: "لا يمكنني بشكل واضح التعليق على مصداقية ما أوردته مصادر مجهولة في تقرير التقطته المخابرات غير مؤكد ولم تطلع عليه واشنطن بوست ولم يُقدم لي".
وترجع التقارير تلك الاستقالة الى العلاقات المتوترة مع سبايسر وكبير موظفي "البيت الأبيض" رينس بريبوس.
يذكر أن مايكل دوبكي مدير الاتصالات في البيت الأبيض كان قد قدم استقالته بعد أن شغل منصبه لثلاثة أشهر فقط، الى جانب استقالة مايكل فلين، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتنذر الاستقالات المتكررة داخل صفوف الإدارة الأمريكية بمزيد من الضغوط على الرئيس ترامب الذى يواجه حملة انتقادات واسعة بسبب عدم حسمه فى قضية التدخل الروسي فى الانتخابات الأمريكية، وعلى الأثر ظهرت تسريبات تشير إلى تورط قريبين من ترامب بينهم نجله الأكبر وصهر جاريد كوشنير، كما عصفت الحملة فى بداية حكم ترامب، بمستشاره للأمن القومي مايكل فيلين الذى استقال بعدما كشفت الصحف الأمريكية عن تواصله مع السفير الروسي، ومن ثم تتصاعد الأصوات داخل الكونجري المطالبة بالضغط من أجل عزل ترامب وتعيين نائه مايك بينس.