رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أمير قطر "ينتحر" في خطاب رسمي.. مراقبون: تصعيد للأزمة ومغازلة للغرب.. وصحف خليجية: حديث "مهزوز لكيان مرتبك" ويظهر انعدام الحكمة في التعامل.. والدول الداعمة لمكافحة الإرهاب تشدد على مطالبها الـ13

تميم بن حمد آل ثاني
تميم بن حمد آل ثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أن أطل تميم بن حمد، أمير دولة قطر، فى أول خطاب له منذ مقاطعة الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب لبلاده فى 5 يونيو الماضي، بسبب دعم بلاده للإرهاب وتمويل الجماعات المتطرفة فى المنطقة، وأصر على المضي قدما فى سياساته، توقع مراقبون أن تصر فى المقابل دول المقاطعة الأربعة على مطالبهم الـ13 كشرط لحل الأزمة، جاء هذا بينما اعتبرت صحف خليجية أمس أن خطاب تميم لم يفاجئ أحدا، وكان دون مستوى الأزمة التي تعانيها قطر.

ومساء أمس الأول، قال تميم فى خطاب متلفز: إن بلاده لا تتفق مع السياسات الخارجية لبعض دول الخليج، وأن هناك اختلافا مع البعض بشأن مصادر الإرهاب، وزعم تميم أن الحياة تسير بشكل طبيعي في بلاده وأن الدوحة "تكافح الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط"، على حد تعبيره.
وأوضح أن الوزارات ومؤسسات الدولة تعاملت مع الأزمة بنجاح ووفرت كل السلع المطلوبة، لافتا إلى أن قطر ستعمل على تنمية كافة مصادر "قوتها الناعمة" دوليا.
وجاءت كلمة تميم قبل يوم من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقطر والسعودية والكويت في محاولة لحلحلة الخلاف، حيث يدعم أردوغان الدوحة في هذه الأزمة، ويسعى لجذبها بعيدا عن أشقائها.
من جانبها، أكدت صحف الإمارات الصادرة أمس أن خطاب أمير قطر تميم "لم يفاجئ أحدًا من المتابعين"، ورأت أنه "كان دون مستوى الأزمة التي تعانيها قطر".

وأشارت صحيفة "الخليج" في افتتاحيتها تحت عنوان "خطاب مهزوز لكيان مرتبك" إلى أن الحالة القطرية الراهنة هي سليلة هذا الخطاب، ولا يمكن إلا أن تنتج خطابًا كهذا، وفيما لم يفاجئ خطاب تميم أحدًا من المتابعين والمراقبين، وكأنه يعلن، على رءوس الأشهاد، عن نهاية قريبة.
وأضافت: أن خطاب تميم الذي ألقاه في ساعة متأخرة ليلة أمس مهزوز وهزيل وفج، وينبئ عن مدى الارتباك الذي وصلت إليه قطر مطوقًا بجحافل الحيرة من كل صوب، فبعد طول صمت، تكلم الأمير الصغير، ويا ليته سكت، يا ليته راجع الضمير والمبدأ ولم يعتمد على عزمي بشارة وفريقه الفاشل الساقط".
أما صحيفة الوطن فأكدت في افتتاحيتها تحت عنوان "سيزداد ألمك"، أنه بعد كلمة تميم بن حمد في أول إطلالاته منذ قرار المقاطعة، عبر كلمته التي تعمد توجيه أغلبها للداخل القطري في محاولة للتقليل من حجم الانهيار الذي يعاني منه، كان واضحًا حجم المعاناة التي يحاول إخفاءها بالعبارات والألفاظ التي استخدمها، وكان يحاول أن يبدو متماسكًا رغم تناقضاته التي وردت خاصة حين تعمد وضع تعريف للإرهاب أراده مفصلًا على قياسه.
وأضافت: ما ظهر جليًا في خطابه الذي حاول فيه مغازلة الغرب -هذا الغرب الذي يعرف تمامًا حجم انخراط قطر بالإرهاب- أكد من خلاله تميم أن أزمة بلاده تشتد، وأن العبث والمعاندة الجوفاء والمكابرة السخيفة متواصلة، دون أن يقدم أي جديد من الناحية العملية، سوى أنه أكد سوداوية الوضع في بلاده وأنه يبحث عن أي منفذ يخرجه من المكان الذي وضع نفسه وبلاده فيه، وخلصت إلى أن الخطاب كان دون مستوى الأزمة التي تعانيها قطر، ويعكس قصورًا عن إدراك خطورة المرحلة، ويبين انعدام الحكمة في التعامل مع ظرف قد يكون مصيريًا.
وفى الرياض، قالت صحيفة "اليوم" في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "الحوثيون وحكومة قطر وسقوط الأقنعة": إن حفاوة الحوثيين بتصريحات وزير الدفاع القطري خالد العطية، ومطالبة قطر بالمضي قدمًا في ذات الطريق تكشف عن حجم التناغم ما بين الموقفين، وهو تناغم يستمد محتواه من وحدة الهدف، ووحدة الرسالة، ووحدة المرجعية، حيث يلتقيان معا على المورد الإيراني، ويشربان من ذات الساقية، خدمة لأطماع معمميها.
وقالت الصحيفة: لا يزال لدينا الثقة أن عملية سقوط الأقنعة عن نظام قطر وأدواره المريبة لن يقف عند هذا الحد، حيث يتكشف عبر التقاط ما يصدر عنه ويتردد صداه عند حلفائه الطبيعيين، إما على غرار زلات اللسان، أو على هيئة ردود فعل، وإنما سيمتد حتما ليصل إلى مرحلة انكشاف القرائن، وبزوغ الأدلة لكل ذي عينين، لأن من اعتاد على العمل في الغرف المظلمة سيعميه ضوء الشمس، وأن من رتب سياساته على قاعدة الطعن في الظهر سيسقط في يده بالتأكيد عندما يُلتفتُ إليه قبل أن يتمكن من التخلص من أدوات جريمته، أو يحاول إنكار علاقته بها.
وقال مراقبون سياسيون: إن الخطاب يحتوي على كثير من التناقضات، واصفين إياه بأنه تضليلي ويعبر عن انتحار سياسي، لأنه يوحي بأن الأمور جيدة وأنها ستمضي في طريق جيد.
وشدد رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية علي النعيمي، فى تصريحات نقلتها تقارير إعلامية إماراتية أمس، على أنه يجب على قطر احترام التزاماتها وعلى الاتفاقيات التي وقعت عليها في الرياض، وأن الخطاب يبعث برسالة بأن الدوحة لن تتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية.

من جهته، قال الباحث السياسي عبدالله الطاير: إن الدوحة ومؤسساتها تعيش حالة سلبية في النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ولا يمكن تعزيز الاستثمارات الاقتصادية في ظل هذه الاضطرابات التي سببها دعم الدوحة للإرهاب، والخطاب يعبر عن أزمة حقيفية تمر بها قطر.
وقال سعود القحطاني، مستشار بالبلاط الملكي السعودي، على حسابه على تويتر: "كلمة إنشائية أعدها عزمي بشارة لتميم لو كتبها طالب بالمرحلة المتوسطة في حصة التعبير لرسب"، وأدان أيضا معلقون استضافتهم قناة العربية كلمة الشيخ تميم.