الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

في بلد المعزول.. من هنا بدأ الإرهاب

معاقل العنف فى الشرقية

الرئيس المعزول محمد
الرئيس المعزول محمد مرسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شارات رابعة وعبارات مسيئة للجيش والشرطة على جدران القرية
مواطن: «ربنا ياخد الإخوان ويخلصنا منهم»

على بعد ١٠ كيلومترات من مدينة الزقازيق، عاصمة محافظة الشرقية، تقع قرية «العدوة» التابعة لمركز ههيا، «مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسى»، حيث تمتد المساحات الزراعية وشريط السكة الحديد على جانبى طريق السيارات، وحين تطأ قدماك مدخلها تستقبلك شارات رابعة العدوية والعبارات المسيئة للجيش والشرطة والرئيس عبدالفتاح السيسى التى كتبها أعضاء تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية على جدران شوارعها.
«البوابة» خاضت مغامرة صحفية جديدة فى «العدوة» البالغ عدد سكانها حوالى ٢٠ ألف نسمة، ويشتهرون بالزراعة، كما تمثل معقلا لجذور عائلة المعزول وأنصار جماعته المتطرفة، وكادت أن تصبح خارج سيادة الدولة المصرية خلال الأعوام الماضية بسبب الغياب الأمنى وسيطرة الإخوان عليها قبل اندلاع أحداث ثورة ٣٠ يونيو، التى أسقطت نظام حكمهم المستبد، وأطاحت برموزهم المتأسلمين ووضعتهم فى مزبلة التاريخ تحقيقا لإرادة الشعب.

ترقب وخوف
الترقب والتوجس يسيطران على مشاعر كل من يسير بشوارع القرية.. خوفا من الملاحقات الأمنية المفاجئة، التى قد تشنها قوات الشرطة للقبض على الإرهابيين، وتأخذ «العاطل فى الباطل»، وبمناقشة مجموعة من الأهالى كانوا يسيرون على أطراف الطريق المؤدى للبلدة قالوا: «نعيش فى قلق دائم نظرا لأن نسبة الإخوان فى القرية تبلغ أكثر من ١٥ ألف نسمة ويتسببون فى خلق الذعر والهلع بيننا بأفعال الشغب والعنف التى يرتكبونها يوميا أثناء تظاهراتهم التى ينظمونها ويستخدمون فيها الشماريخ ويطلقون الألعاب النارية فى الهواء ويقطعون الطريق بإشعال النيران فى إطارات السيارات، ما يؤدى لتوقف الحركة المرورية ويصيبها بالشلل التام، فضلا عن مواجهاتهم المتوحشة لقوات الأمن التى يرشقونها بالطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة أثناء محاولتها التصدى لهم وملاحقتهم حفاظا على أرواح المواطنين».

ربنا ياخد الإخوان
وأضاف المواطن «ي.ع» ٣٦ عاما موظف، من أهالى القرية، «بقيت أخاف أروح أى مكان عشان الشرطة متسألنيش عن بطاقتي، وتعرف إنى من العدوة عشان هيبقى فيها (س) و(ج) واحتمال يقبضوا عليا لحد ما يعرفوا إنى راجل غلبان وماشى فى حالى»، ثم نظر حوله قائلا فى خوف وحزن «ربنا ياخد الإخوان اللى فى البلد كلهم ويخلصنا منهم على خير، لأنهم شبهونا وخلونا نستعر من بلدنا ونعيش فى معاناة ومحدش طايقهم لأنهم بيشكلوا خطر على البلد والشعب المصرى كله».

أفكار شيطانية
بينما قال عدد من الأهالى: «إحنا مش كلنا إخوان.. بس مبقيناش بنحبهم رغم كوننا جيران وأقارب بسبب توجهاتهم السياسية، لأنهم ورثوا العدوانية والأفكار الشيطانية الهدامة اللى بتدفع الإنسان لأن يعادى وطنه ويسفك دم أهل بلده بدون أسباب، وفى الآخر يتعدموا أو يقضوا عمرهم فى السجن ويموتوا وربنا غضبان عليهم ويتحشروا مع الكفار ويبقوا ضحية قيادات الجماعة الهربانين عند أعدائنا فى قطر وتركيا وبتصدر الشباب للهلاك».
أما بالنسبة لأهالى «العدوة» فأغلبهم ناس طيبون «ملهمش فى الطور ولا فى الطحين» ولكن «إخوان إبليس» قدروا يسيطروا على عقول نسبة كبيرة من فقراء البلد ويغروهم بالانضمام ليهم مقابل مدهم بالمساعدات والفلوس والزيت والسكر والتموين، خاصة فى أيام الانتخابات، ويسخروهم لأعمال قطع الطرق وشريط السكة الحديد وتنظيم المظاهرات ودعم الحركات اللى بتتبنى العنف زى «العقاب الثورى» و«المقاومة الشعبية» وغيرها من الحاجات اللى كل الناس عرفاها.

تعليمات أسعد شيخة
وأشاروا إلى أن كل الأعمال الإرهابية كانت تتم بتعليمات مباشرة من «أسعد شيخة» الذى كان يمثل اليد اليمنى لـ«محمد بديع» المرشد العام للإخوان وخيرت الشاطر، وواحد من أبناء العدوة، قبل أن يصبح مسئولا بمكتب الإرشاد فى المقطم بالقاهرة، وأضافوا أن تمويل الجماعة فى القرية يكون من خلال التزام أعضائها بدفع اشتراك شهرى يقتطعونه من دخلهم الشهرى أو من خلال طرق أخرى «مشبوهة» وغير معلومة ويستخدم هذا الدخل فى الإنفاق على أسر المسجونين وزوجاتهم وشراء أعلام رابعة والشماريخ التى يتم استخدامها فى التظاهرات «على حد قولهم».

المعزول فى الشرقية
وحول المعزول «محمد محمد مرسى عيسى العياط» فخرج من «السجن» هاربا إبان أحداث ثورة ٢٥ يناير للجلوس على «كرسى الرئاسة» فى القصر الجمهورى، وكان يزور الشرقية مستقلا السيارات الفارهة هو وزوجته نجلاء محمود وأبنائهما (أحمد، شيماء، أسامة، عمر، وعبدالله) بين كل حين وآخر ويقضون مدتهم بشقة يمتلكونها فى إحدى العقارات بمنطقة فيلل الجامعة بمدينة الزقازيق وسط حراسات مشددة.
علما بأن اثنين من أولاده يحملان الجنسية الأمريكية، وهما أحمد وشيماء، حيث كان وزوجته يعيشان فى الولايات المتحدة الأمريكية عند ولادتهما، بينما كان ملتحقا ببرنامج الدراسات العليا هناك وابنه الأكبر أحمد، متزوج، ويعمل طبيبا فى السعودية. أما ابنته، فمتزوجة وحاصلة على بكالوريوس العلوم من جامعة الزقازيق ويحمل ابنه أسامة شهادة فى الحقوق، بينما يحمل عمر شهادة البكالوريوس فى التجارة، وابنه الأصغر هو عبدالله الذى تم القبض عليه أثناء تعاطيه مخدر الحشيش، ويشتهر بواقعة تطاوله على ضابط شرطة من المكلفين بتأمين منزلهم بالزقازيق قائلا له «هقلعك البدلة الميرى وأقعدك جنب أمك».

عائلة الإرهاب
وكان «مرسى» أكبر أشقائه الذين يسكنون منزلا بسيطا جدا بالطوب الأحمر وآيلاً للسقوط، ويقع فى حى مجمع المدارس وهم كل من: «حسين» ٤٧ عاما مدرس رياضيات و«سعيد» ٣٥ عاما مشرف فنى بالوحدة المحلية بالزرزمون و«السيد» ٥١ عاما أمين مدرسة و«فاطمة» التى توفيت عن عمر يناهز ٦٧ عاما وأصغرهم تدعى «عزة» عمرها ٢٧ عاما وكان والدهم يعمل مزارعا ووالدتهم ربة منزل.
وجميعهم ينتمون للإخوان حسب عقيدتهم التى توارثوها عن أجدادهم، ولكن يشغلهم العمل فى أراضيهم الزراعية وتربية المواشى مثل باقى الفلاحين الذين يعيشون فى القرية حتى بعد تولى شقيقهم رئاسة الجمهورية إلى أن تم عزله وحبسه، فانخرطوا فى تنظيم المسيرات فى شوارع القرية والتحريض على ارتكاب أعمال الشغب والعنف التى تتمثل فى مقاومة السلطات وتدمير أبراج الكهرباء وقطع طريق الزقازيق أكثر من مرة للمطالبة بالإفراج عنه وعودته لنظام الحكم، ليس ذلك فحسب بل كان نجل شقيقه الطالب «محمد سعيد مرسى» مسئولا عن تنظيم فعاليات الإخوان وحشدهم للتظاهر فى حرم جامعة الزقازيق إلى أن تم القبض عليه هناك فى مواجهات مع قوات الأمن، وحبسه بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية محظورة والتظاهر بدون تصريح وتكدير السلم العام، بالإضافة لضبط نجل عمه المدعو «عمرو حسين» الطالب بالثانوية العامه يوم ٢٥ أكتوبر من العام الماضى بعد هروبه من تنفيذ الحكم الصادر ضده من دائرة الإرهاب بالحبس لمدة ٥ سنوات بتهمة التحريض على العنف وزعزعة أمن واستقرار البلاد.
فضلا عن الحملة الأمنية الموسعة التى شنتها مباحث مديرية أمن الشرقية على القرية بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطنى خلال العام الماضى، وأسفرت جهودها عن ضبط المذكور «سعيد مرسى» شقيق المعزول ثم أفرجت عنه عقب الانتهاء من فحصه نظرا لعدم وجود أحكام ضده أو صدور قرارات ضبط وإحضار بشأنه.

اغتيال هشام بركات
وفى سياق متصل تعددت الحوادث الإرهابية التى تشهدها محافظة الشرقية منذ سقوط المعزول مرسى، والتى نفذتها عناصر الجماعة الإرهابية بمحافظات أخرى، كان أبرزها اغتيال النائب هشام بركات أثناء توجهه لعمله بالقاهرة على أيدى ثلاثة من أبناء المحافظة وآخرين بتكليف من القيادات الإخوانية الهاربة فى تركيا والذى تبين أن بينهم ٣ أشخاص من أبناء محافظة الشرقية ومن عائلات تمثل خلايا نشطة فى جماعة «الدم والإرهاب».

عادل حبارة
يذكر أن الإرهابى عادل حبارة أحد أبناء مدينة أبوكبير، وكانت تتم محاكمته قبل إعدامه على خلفية تورطه فى ارتكاب العديد من وقائع الشغب والعنف وضرب مفاصل الدولة واستهداف عناصر الجيش والشرطة وقتلهم وزعزعة أمن واستقرار البلاد وقلب نظام الحكم، ومقاومة السلطات ونجحت الشرطة فى ضبط خلايا تكفيرية على اتصال بتنظيم داعش بذات الناحية.