السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

شباب الشام بين مطرقة "داعش" وسندان قوات سوريا الديمقراطية

الخطف والتجنيد الإجبارى فى انتظارهم

قوات سوريا الديمقراطية
قوات سوريا الديمقراطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقع الشباب السورى فريسة بين «قوات سوريا الديمقراطية»، التى تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقرى، وقوات ما يسمى «تنظيم الدولة الإسلامية». 
وأكد بعض المدنيين، من أهالى ريف الرقة الشمالى، للمرصد السورى للحقوق الإنسان، أن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» تقوم بين الحين والآخر بحملة اعتقالات عشوائية تطال الشباب، تاركين الأطفال ما دون الـ١٥ عامًا، أما البقية فيتم سوقهم ضمن صفوف ميليشيا «قسد»، والزج بهم على جبهات القتال مع تنظيم «داعش»، وتقديمهم على أنهم متطوعون.
هذا وقد قامت قوات «قسد» بشن حملة اعتقالات ضمن حملة التجنيد الإجبارى فى كل من مدن تل أبيض، وسلوك، وعين عيسى، شمال مدينة الرقة، حيث أقدمت على قتل شاب وإصابة آخر أثناء مطاردتهما للتجنيد جنوب قرية الحويجة قرب مدينة تل أبيض.
كما أشارت بعض العائلات التى نزحت من الرقة لناشطين سوريين باتجاه الريف الشمالى للمدينة، جراء القصف المتواصل والمكثف عليها منذ بداية شهر رمضان، أشارت إلى أنه بمجرد وصولهم تقوم قوات «قسد» بالاستفسار عما إذا ما كان معهم شباب، لسوقهم إلى الخدمة فى صفوفهم.
ولم يكن الشباب فى مدينة الرقة والمناطق الواقعة تحت تنظيم داعش بأوفر حظًا من الشباب فى مناطق سيطرة ميليشيا «قسد»، منذ إحكام التنظيم سيطرته على الرقة. 
تجنيد «داعش»
ومن ناحية أخرى، يقوم أيضًا تنظيم داعش بإجبار الشباب والقادرين على حمل السلاح للانخراط ضمن صفوفه، خصوصا أن لديه ما يكفى من الأساليب للإيقاع بهم، عن طريق إغرائهم بالرواتب، والجوائز، والمكافآت، وغسل أدمغتهم من خلال تسليمهم مناصب فى التنظيم.
ولكن مع ضعف إمكانية التنظيم القتالية، نتيجة ما يتلقاه من قصف واستهداف لنقاط قوته من قبل طيران التحالف جوًا، وقوات ميليشيا «قسد» برًا، ضعُف تأثير «داعش» فى الضغط على الشباب، فيما يسميه الجهاد ضمن صفوفهم، خصوصا أن جسد التنظيم أصبح خائر القوى، وعاجزًا عن التصدى للقوى المهاجمة.
فالتنظيم اليوم يقوم بتسليم المناطق المسيطر عليها، حال وجد نفسه لا يستطيع مواصلة التصدى لقوات «قسد»، فإنه أثناء انسحابه يقوم بحملة اختطاف تطال العشرات من شباب المناطق المُسلمة، واقتيادهم إلى جهات مجهولة، وهذا ما حدث فى قرية رطلة قبل عدة أيام، واقتيادهم إلى جهات مجهولة، إذ يرجح ناشطون بأنه يتم اقتيادهم إلى جبهات القتال، لسد قلة الأعداد فى مناطق تعانى من نقص عناصره، خصوصا أن التنظيم فقد الكثير من عناصره وقادته خلال الهجمة الشرسة على الرقة.
الأطفال ضحية التنظيم 
كما ذكر مراقبون دوليون أن الأطفال ما دون الـ١٥ عامًا ضحية التنظيم أيضا، إذ يُعتبرون بالنسبة لـ«داعش»، أسهل تغريرًا بهم من الشباب، حيث يستغلهم لسهولة حركتهم، وتسللهم، وتفجير أنفسهم داخل التجمعات.
فلم يكن أمام الشباب فى سوريا، خصوصا فى الرقة، عتق أنفسهم من التجنيد فى صفوف «قسد» أو الانخراط فى صفوف تنظيم داعش، سوى أن يلوذوا بأرواحهم، فلم يكن لهم إلا الفرار باتجاه الحدود التركية، ليُقابلوا أحيانًا بنيران الجيش التركى، وبذلك فإما تجدهم فى مواجهة الاعتقال، والقتل فى حال رفضهم الانصياع للقوى المسيطرة على مناطقهم، والانخراط ضمن صفوفهم، وإما تجدهم شقوا طريق الهجرة باتجاه القارة العجوز «أوروبا»، مُبعدين عن ديارهم وأهليهم، ليواجهوا فى هجرة الموت إلى الموت مصيرًا مجهولًا أكثر مما هو عليه الآن.
التحالف يحصد المزيد
ومن ناحية أخرى، أكد لقمان خلیل، قائد القوات السوریة، بحسب المرصد السورى فى مدینة الرقة القديمة، أن القتال ما زال مستمرا، فقد خسر تنظيم داعش الإرهابى حتى الآن نحو نصف مساحة المدينة القديمة، كما يتواصل القتال فى عدد من المواقع فى القسمين الغربى والجنوبى من المدينة وفى ضواحيها.
وقد استعانت قوات سوريا الديمقراطية بالتحالف الدولى، أثناء قتالها بغارات جوية شنتها طائرات التحالف الدولى برئاسة الولايات المتحدة على مواقع فى المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش. 
وقد قام مقاتلو «داعش» بمواصلة قتالهم، واستخدموا السيارات الملغمة (كما فعلوا فى الموصل) وقاموا بمهاجمة قوات سوریا الديمقراطية، وقد فجر مقاتلو التنظيم سیارة ملغمة بالقرب من ثكنات قوات سوريا فى شرق مدینة الرقة. 
وأفادت التقارير بسقوط قتلى فى صفوف قوات سوريا الديمقراطية، بحسب شبكة الشام الإعلامية، وفى غرب المدينة قام مقاتلو تنظيم داعش الإرهابى بزرع عبوة ناسفة فى سیارة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المقاتلين، كما جاء فى التقارير الإخبارية للمرصد السورى، أن مقاتلى قوات سوريا الديمقراطية أسقطوا طائرة بدون طيار أطلقها تنظيم داعش فى حى الصناعة فى مدينة الرقة. 
محافظة حلب 
وتقوم جبهة فتح الشام المعروفة بجبهة النصرة، ذراع «القاعدة» فى الفصائل السورية، بحملة واسعة ضد مقاتلى تنظیم داعش، وقد جاءت هذه الحملة على أثر تزاید هجمات التنظیم على عناصر الفصائل المشاركة فى الائتلاف، وأثناء الحملة تم اكتشاف خلیة كبیرة من مقاتلى التنظیم كانت تعمل فى المنطقة الغربیة من محافظة إدلب، تم اعتقال قائد الخلیة وثمانیة عناصر، وضبطت بحوزة المعتقلين أسلحة وسیارات ملغمة، وأثناء التحقیق معهم تبین أن الخلیة كانت تعمل بتوجیه مباشر من تنظیم داعش، اعترف أعضاء الخلیة بتنفیذ أكثر من عشرین عملیة ضد أهداف مدنية وعسكرية.