جزيرة كيمادا جراندى البرازيلية «قطعة من جهنم على الأرض»، أُطلق عليها «المحرقة الكبرى»، فى إشارة إلى اللعنة التى قد تحلّ على كل من تسول له نفسه النزول فيها. وليس السبب حرارتها الملتهبة فقط، ولكن لأن أكثر أنواع الأفاعى شرًا وخبثًا احتلت كيمادا جراندى احتلالًا، فأحالتها إلى مستوطنة مستحيلة العيش على البشر.
تضم الجزيرة أكبر عدد من الثعابين فى العالم، على مساحة ٢٣٠ ألف متر مربع فقط؛ حيث تعيش ٢٥٠٠ كوبرا من النوع المسمى «جاراراكا» أحد أكثر الثعابين سُمية، إلى جانب أنواع الحيّات الأخرى التى لا تقل خطورة. ومن يسلم من الأفاعى، قد لا يسلم من عناكب الرتيلاء الشريرة، المنتشرة فى الجزيرة، فضلا عن مئات الأنواع من الحشرات السامة.
ويقتصر زوار الجزيرة على البحرية الوطنية البرازيلية، والبعثات العلمية، وبعض صائدى الثعابين المحنكين. فثمة مختبرات صيدلانية كثيرة، لا سيما فى الولايات المتحدة، تدفع أثمانًا مغرية للحصول على الأفاعى، لا سيما الأنواع النادرة منها، لاستخدام سمومها فى تركيبات بعض العقاقير والمستحضرات.
كما أن أى بعثة تزور الجزيرة لأغراض علمية أو إعلامية، تلتزم باصطحاب طبيب متخصص فى السموم وارتداء عُدّة خاصة، تضم جزمة سميكة تصل إلى الركبة، لكنها وقاية نسبية جدًا، إذ تعجّ الأشجار والأدغال الكثيفة فى الجزيرة بأعشاش الثعابين، التى قد يُسمع فحيحها إنما تظل غير مرئية، وربما تهجم فى أية لحظة من أعلى، فتلدغ الوجه أو العنق أو الرقبة.
