طريق «الكوامل» وجامعة
سوهاج طريق الموت لا يمر أكثر من شهر وتجد حادثة على هذا الطريق لا يقل ضحاياها عن
7 أو 8 أفراد بسبب المنحدرات والارتفاعات التى توجد على الطريق وحالة الأسفلت
السيئة والإضاءة غير الكافية، وفى ظل انعدام الرقابة على الطريق قام الأهالى بنشر
المطبات العشوائية أمام كل منزل ومدخل، غير مراعين لحقوق مستخدمى هذا الطرق الذى يؤدى
إلى مدينة سوهاج (العاصمة الإدارية للمحافظة) أكثر الطرق هلاكًا.
«البوابة نيوز» التقت عددًا من
الأشخاص الذين يستخدمون طريق «الكوامل» لكشف ما يرونه على هذا الطريق الذى حصد
آلاف الأرواح بلا أى ذنب غير الإهمال والفساد الذى أدى إلى تردى حالة الطريق ما
جعله سببًا رئيسيًا فى اغتيال الأبرياء من المواطنين الذين يستقلونه لقضاء
حوائجهم، «معظم هؤلاء المغتصبة أرواحهم شباب جاءوا من على هذا الطريق قاصدين
جامعتهم أو باحثين عن عمل» بحسب حديث أصدقائهم وأقاربهم.
وفى هذا السياق، أكدت دينا أحمد، طالبة بجامعة سوهاج، أنها تمر
على هذا الطريق للذهاب إلى الجامعة ودائما تجد حوادث على طريق الكوامل، تقول دينا
لا يمر أكثر من شهر وتجد حادثة يروح ضحيتها ما لا يقل عن ثمانى أشخاص، وأضافت دينا
أن السبب فى ذلك أن الطرق الفرعية التى تربط بطريق الكوامل طرق سيئة للغاية لما
يوجد عليها من منحدرات ومطبات ولا تصلح للسير.
وأشارت دينا إلى أن من الأسباب المؤدية للحوادث أيضا سير
السيارات فى اتجاه واحد شمال ويمين، وأكدت دينا أن المسئولين فى سوهاج بعد كل حادثة
على الطريق تجد منهم من يقول سوف يتم رصف الطريق وتوسعته، ولكن لا يحدث شيء من ذلك.
فيما قال محمود عمر موظف: إنه قدم أكثر من شكوى لرصف الطريق
بسبب كثرة الحوادث التى تحصل عليه، ولكن كل المسئولين لا يستجيبون وكأنهم لا يرون
ولا يسمعون عن تلك الحوادث التى تحصل على هذا الطريق الذى يسميه بعض الأشخاص بطريق
الموت.
وقال إبراهيم عثمان سائق على طريق الكوامل: إن طريق الكوامل لا
يصلح للسير نهائيا، وأن الطريق متهالك بسبب سوء حالت الطريق التى لم يتم رصفها منذ
زمن بعيد، وأشار عثمان إلى أن غالبية الطرق الفرعية بحالة يرثى لها.
كما أن الطرق غير
مضاءة ليلا، رغم أهميتها كطريق رئيسى، كما أكد عثمان أن طريق الكوامل فى الشتاء
تتحول إلى بركة مياه بسبب هطول الأمطار عليها وتتركم المياه فى الطريق بسبب
المستنقعات والمطبات التى توجد بالطريق.
من جانبه، قال إبراهيم صابر مدير أمن سوهاج السابق: إن السبب فى الحوادث يرجع
إلى مساحة الطريق فمساحة الطريق عرضا صغيرة جدا، وسبق وطلبنا من المحافظة تمشيط
الطريق وتوسعتها.
وأضاف صابر أن السبب أيضا يرجع إلى مطبات الطريق، فالطريق لا يصلح وطلبنا
أكثر من مرة برصف الطريق، وأن الطريق حالته متردية جدا، رغم أهميته القصوى لربط
أكثر من عشر قرى ببعض، ناهيك عن أنه هو الطريق الوحيد المؤدى لجامعة سوهاج بالكوامل.
وفى نفس السياق، قال محسن النعمانى محافظ سوهاج: إن السبب فى الحوادث التى تحدث
على طريق الكوامل بسبب وجود مصرف وترعة بجانب الطريق، بالإضافة إلى ضيق الطرق، وأن
السيارات فى الطريق تسير فى اتجاهين عكس كل منهما الآخر، وأشار النعمانى إلى أن من
أهم أسباب وقوع الحوادث عامة وبشكل خاص على طريق الكوامل هو السرعة وعدم احترام
قوانين المرور.
وأضاف النعمانى أن بعد
عمل الطريق الجديد الذى يوجد بجوار الجامعة قلت الحوادث بشكل ملحوظ، حيث قال
النعمانى إن الطريق محمى من الجانبين.
وقال محمد عبدالجليل مهندس طرق: إنه عند عمل تصاميم لا يوجد فيها مسافة توقف
ولا مسافة رؤية وعمل منحنيات صغيرة ولا يوجد بها توسعة.
يذكر أن طريق الكوامل شهد منذ فترة قصيرة مصرع وإصابة 18 طالبة، توفى منهن 10
طالبات فى حادث مروع، وجميعهم من مراكز متفرقة، كما شهد انهيار للكوبرى عقب
افتتاحه بـ7 أشهر، وأثار ذلك استياء بين أهالى محافظة سوهاج، وأطلقوا عليه طريق
"الموت" وشهد أيضا وقوع حادث سير منذ أقل من شهرين، ما نتج عنه مصرع 7 أشخاص
وإصابة شخصين آخرين.
