الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

احذروا "تطبيقات الهاتف المحمول".. فخ للنصب والاحتيال بإعلانات مضللة.. وظائف للفتيات تقودهن للمجهول.. قانونيون: لا يوجد تشريع يحاسب على جرائم الإنترنت واستغلال الجنس الناعم

إحدى عمليات النصب
إحدى عمليات النصب والاحتيال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن انتشار البرامج التطبيقية على الهاتف لها كثير من المميزات وتساعد في المعرفة وتوفير الوقت، ولكن بعض التطبيقات تقوم بالاستخدام السيئ للتكنولوجيا، وهذه البرامج بعضها ما زالت تعرض الإعلانات المغرضة التي تنتشر عبر التطبيقات الهاتفية التي تصل لأكبر عدد من مستخدميها، التي تسببت في كثير من المشكلات والجرائم والحوادث فى الفترة الأخيرة، لأن مصدرها غير معلوم، ومن خلال هذه البرامج تستقطب الرجال والنساء تحت مسمى الإعلانات وبيع سلع، ويتم التضليل والنصب على الأشخاص عن طريق استغلال حاجتهم لإعلان عن فرصة عمل أو بيع سلع محددة، فلا يوجد رقابة عليها نهائيًا.

في رحلة البحث عن عمل شريف للاعتماد على النفس لأن العمل عبادة، فحتمًا ستقابل في طريقك المستغلين والنصابين، وهذا ما تعرضت له أكثر من 8 فتيات، عندما وجدن إعلانا على تطبيق OlX أوليكس، المعروف بعرض سلع للبيع أو الترويج للإعلانات في كافة المجالات، حيث وجدن إعلان بعنوان "مطلوب سكرتيرة لشركة بالمهندسين".
وتحدثت "البوابة نيوز" مع إحدى الفتيات اللاتي تعرضن للنصب من إحدى شركات المتخصصة فى عرض إعلاناتها عن طريق البرامج التطبيقية للهاتف المحمول، حيث قالت "نهاد. م" إنها كانت تبحث عن فرصة عمل مناسبة لها من خلال تطبيق "OLX" الشهير بعرض إعلانات عن العمل وبيع السلع وأشياء أخرى، فوجدت إعلانا بعنوان "مطلوب سكرتيرة لشركة بالمهندسين"، لا يشترط وجود خبرة، وأن تكون مؤهلا عاليا والراتب متوسط، ومواعيد العمل من 10 إلى 6 مساء، فوجدت أن تلك الشروط تنطبق عليها، وعلى الفور قامت بالاتصال بالمعلن الذى ادعى أن اسمه "هشام"، وقام بتحديد موعد لها وعلى الفور ذهبت إلى مقر الشركة التى تقع بأحد شوارع المهندسين.

وأوضحت "نهاد. م" أن المكتب كان به 7 فتيات أيضًا لنفس الغرض، وهو الالتحاق بفرصة العمل، وقالت إن المدعو "هشام"، الذى يمتلك المكان كان قد بدأ الحديث معهن وعن كيفية إدارة العمل الذى يتكون من شركة للتنمية البشرية وعن كيفية التأقلم على الأسلوب الخاص للشركة، وأنهم سيقومون بتأهيل الفتيات لكل ما يستلزمه العمل، ولكن بشرط أن تأتى كل فتاة فى اليوم التالى ومعها جهاز "اللاب توب" الخاص بها لكى يتم تحميل "برنامج خاص بالشركة" عن كيفية تأدية وتعلم المهام الخاصة به.
وقالت إن المعلن حدد موعد اليوم التالي، وبالفعل قد جاءت الفتيات ومعهن الأجهزة الخاصة بهن، وجلسن فى المكتب مع المدعو "هشام"، وقال لهن إنه ينتظر المهندس الخاص بالشركة ليقوم بتحميل البرنامج على الأجهزة الخاصة بالفتيات، مضيفة أنه بعد عدة ساعات لم يأت أحد، ثم قال لهن: اعطونى الأجهزة وأنه سيعطيها للمهندس لتنزيل وتحميل البرنامج، بالطبع بعض الفتيات رفضت، لأنه يحتوى على صور خاصة بهن.
وقالت له نهاد: أنا معايا فلاشة.
وكان الرد بأنه لا بد من أخد كافة الأجهزة من الفتيات لكى يحمل البرنامج، وعندما سألته الفتيات: لماذا لم يجلس معنا المهندس لتطبيق البرنامج، قال "هو مبيكلمش ستات"، ثم أخد الأجهزة وخرج من المكتب.
وأوضحت أنه بعد عدة ساعات انتظار لم يأت ثم أغلق الهاتف الخاص به، ثم بحثت إحدى الفتيات عن المالك الأصلى للمكتب الذى استأجره منه.


وروت لها الواقعة، وهى تدعى "حنان" التي تقوم بتأجير المكتب الذى يقوم بالأساس على تعليم اللغة الفرنسية، فاستنكرت ما حدث وهاجمت الفتيات وهددتهن بأنها ستحرر محضرا ضدهن، وبالفعل قامت إحدى الفتيات بالاتصال بأخيها وتم تحرير محضر بالواقعة مع فتاة أخرى تدعى "يوستينا".
وتحرر محضر برقم 16875 جنح العجوزة بتاريخ يوم 12\7\2017، ضد مالكة المكتب التى قامت بتأجير المكان للشخص الهارب، وما زالت التحريات مستمرة.
ولم تكن هذه أول مرة التى يستغل بها حاجة الفتيات للعمل ووقت تلك الحادثة مرة أخرى في اليوم التالي بأحد المراكز بشارع أحمد عرابي بالمهندسين، وقام بالنصب والاحتيال على 9 فتيات بسرقة أجهزة اللاب توب الخاصة بهن، وبنفس الأسلوب، وأيضا استمر في النصب بأحد مكاتب مصر الجديدة وسرق 5 أجهزة.
ولا يزال الهارب مستمرا في عمله بعدة مناطق مختلفة.

وحول هذه النقطة، قال محمد عبدالمجيد، المحامي بحقوق الإنسان لـ"البوابة نيوز": حتى الآن لا يوجد قانون يجرم الإعلانات التي تنتشر على التطبيقات الهاتف أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية على تهمة المشاريع الوهمية أو النصب على الأشخاص بشكل مباشر، وهى تصنف إلى عدة أمور كالنصب أو السرقة أو التحرش.
وأوضح "عبدالمجيد" أن إعلانات البرامج التطبيقية أو التي تعرض على مواقع التواصل الاجتماعي تتسبب في نسبة كبيرة من انتشار الجرائم، فبعضها يقوم باستدراج الفتيات، والأشخاص سواء للمتاجرة بسرقة الأعضاء، أو التحرش واغتصاب الفتيات والنصب والاحتيال، فكل شخص يستطيع أن يؤسس صفحة وهمية ينشر من خلالها الإعلانات المغرضة؛ لأنه لا يوجد قانون يحاسب هؤلاء النصابين عبر التطبيقات الهاتفية وغيرها.

وأكد أنه من ثبتت عليه تهمة إقامة المشروعات أو الإعلانات الوهمية سيتخذ القانون طريقه في معاقبته بالحبس لمدة 3 سنوات بتهمة النصب، وأيضا تتم معاقبة كل من يقوم بتأجير مكان لشخص ما دون أخد كافة الإجراءات التأمينية والقانونية، ناصحا جميع من يبحثون عن فرصة بالاحتياط من التطبيقات أو مواقع الإنترنت المختلفة، لأنها ستؤدي بهم إلى التهلكة والوقوع في مصيدة النصب.