الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

كاتب بريطاني: "يمكن إقناع الشعب بإجراء استفتاء ثانٍ على بريكسيت"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رصد الكاتب البريطاني جدعون راخمان، زخمًا تكتسبه حملة إيقاف عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت)؛ ورأى أن أوضح دليل على ذلك هو تزايد الثرثرة حول استفتاء ثان. 
ولفت -راخمان في مقاله بصحيفة (فاينانشيال تايمز)- إلى أن السياسيين السابقين أمثال توني بلير ونيك كليج هم بالأساس من لا يزالون يُصرّحون برغبتهم في منع المملكة المتحدة من مغادرة الاتحاد الأوروبي؛ فيما يميل السياسيون النشطاء إلى الحديث عن "خروج سهل" والذي يراه البعض بمثابة تعبير مريح أو مرحليّ عن هدفهم الحقيقي والمتمثل في إيقاف بريكسيت كليةً.
ونبّه الكاتب إلى أن أسباب حذر الساسة المؤيدين للبقاء من التصريح برفضهم لـ"بريكسيت" تتمثل في تخوفهم من أن يبدو مثل هذا التصريح تصرفا غير ديمقراطي؛ وفي ظل تصاعد الأدلة على أن "بريكسيت" بات خبرًا سيئا على الصعيد الاقتصادي، فإن المؤيدين للخروج باتوا يُرددون بقوة حجة أساسية هي أن "الشعب قال كلمته، ومهما كانت التكاليف الاقتصادية فإن عملية بريكسيت يجب أن تمضي للأمام، وما عدا ذلك فهو إهانة للديمقراطية". 
ورأى راخمان أن مؤيدي البقاء يتعين عليهم في سبيل منْع بريكسيت أن يجدوا جوابا للمسألة الديمقراطية؛ وستصبح تلك المهمة سهلة بمرور الوقت وسط اتضاح التناقضات في مشروع بريكسيت.
ونوّه الكاتب عن أن نسبة الـ 52% التي اختارت الخروج من الاتحاد الأوروبي كانت في حقيقة أمرها عبارة عن أقليتين صوتت كل منهما لصالح فكرتين غير متناغمتين؛ ويبدو أن الأقلية الكبرى فيهما صوتت لصالح "خروج صعب" يُقدّم التحكم في الهجرة على دخول السوق الموحدة؛ لكن أقلية لا يستهان بها صوتت للخروج أيضا تضع أولويةً أكبر للتجارة الحرة على التحكم في الحدود؛ تحولت هاتان الأقليتان إلى أغلبية لأن حملة الخروج نجحت في إقناع ما يكفي من الناخبين بأن ليس ثمة خيار يمكن صُنعه.
وأكد صاحب المقال أن فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي دونما ألمٍ بات من الواضح أنها كانت مجرد وهْم؛ ومع اتضاح الخيارات الحقيقية، فإن الأقلية الصغرى المؤيدة للخروج يمكن أن تتراجع عن موقفها؛ هذا هو أغلب الظن لأن استطلاعات الرأي تقول بثبات أن غالبية الناخبين ليسو على استعداد لدفع ثمة اقتصادي شخصي لتأمين عملية الخروج؛ وكلما زاد وضوح وهمية الفكرة الأصلية لحملة الخروج (من أنه يمكن أن يتم بلا ألم) فإن ذلك يصحبه تناقصٌ في إصرار القائمين على تلك الحملة بأن إجراء استفتاء ثان هو أمر غير ديمقراطي.
ونبّه راخمان إلى أن دعاة حملة الخروج برروا الدعوة للاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بأن هذا الاتحاد تغير بشكل كبير عمّا كان عليه في عام 1975، وهذا تبرير كاف؛ وبنفس المنطق فإن عملية الخروج التي سيعانيها الشعب البريطاني مختلفة تماما عن تلك التي صوت الكثيرون لصالحها؛ وإذا كانت معلومات جديدة قد بررّت لإجراء استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي، فلم لا يُبرّر ظهور معلومات جديدة عن عملية بريكسيت إجراءَ استفتاء ثان عليها؟
ورأى الكاتب أن السؤال الحقيقي هو ما إذا كان الجمهور البريطاني يمكن إقناعه بالحاجة إلى إجراء استفتاء ثان؟ وهو أمر ممكن بكل تأكيد؛ وثمة احتمال كبير بأن يشهد العامان المقبلان لحظات كاشفة تتمخض عن مطالبة واضحة لإجراء استفتاء ثان؛ ومن أمثلة تلك اللحظات أن تنهار المفاوضات على نحو ينذر بضياع الصفقة؛ كما أن انعدام الكفاءة والاقتتال الداخلي بحكومة تيريزا ماي يمكن أيضا التعويل عليهما في تقويض الحجج التي تستند عليها عملية بريكسيت.
وأكد راخمان - في ختام مقاله - أن مرحلةً معينة ستأتي، قد يصل الشعب البريطاني فيها إلى نتيجة واضحة هي أن الداعين للخروج أخذوا فرصتهم وفشلوا، وأن الوقت حان لاستعادة زمام الأمور.