الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

اليوم.. الاحتفال ببداية فصول الفيضان عند المصريين القدماء

أحمد عامر باحث آثري
أحمد عامر باحث آثري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طوال أربعة آلاف عام، احتفظ المصريون القدماء بالتقويم المصري القديم، ويغلب على ثقافة المصري القديم طابع الزراعة، وفيضان النيل، فكان المصريون القدماء يحتفلون في ذلك اليوم الموافق 18 يوليو 2017 ببداية فصول الفيضان، وحددوا لسنتهم الشمسية 12 شهرًا وثلاثة فصول كل منها أربعة أشهر، وهى فصل الفيضان، ثم فصل البذر، ثم فصل الحصاد.
ويقول الباحث الأثري أحمد عامر: إن ثقافة المصريين القدماء يغلب عليها الزراعة والتأثر بنهر النيل وفيضانه المنتظم كل عام، وكان الفلاحون يتابعون دورة إرتفاع وإنخفاض مياه النيل ويربطون نشاطهم الزراعي بها، ولما كانت مياه الفيضان تأتي من مصادر لم يصلوا إليها فكان عليه الاستعانة بظاهرة فلكية تدلهم على موعد الفيضان وهي ظهور ألمع النجوم الثابتة قُبيل شروق الشمس من جهة المشرق ووضعوا تقويمًا امتداده سنة نجمية للفترة الواقعة بين ظهور نجم الشعري مرتين متتاليين.
وأضاف: كما قسموا هذه السنة إلى 360 يومًا ووزعوها على 12 شهرًا، كل شهر 30 يومًا، يُضاف إليها خمسة أيام في آخر العام، عُرفت بأيام "النسئ" لاستكمال عدد أيام السنة، وهي 365 يومًا، كما جعلوا أربعة أشهر تمثل فصلًا يرتبط بنشاط معين فكانت السنة المصرية القديمة تتكون من ثلاثة فصول، هم فصل "آخت" وفيه تغمر مياه الفيضان الأراضي وتمدها بالغرين وقد يتحول نشاط الفلاح إلي إصلاح بيته أو المشاركة في بناء الأهرامات، وفصل "برت" وهو فصل النماء وممارسة أعمال الزراعة من بذر الحبوب وغرس النبات، وأخيرًا فصل "شو" التحاريق حيث تنضج خلاله المحاصيل المختلفة حسب فترة نماء كل محصول، وفي عام 237 ق.م.
وأوضح "عامر"، أن الكهنة المصريين قد أدركوا أن السنة التي تشمل 365 يومًا فقط، لا تتطابق تمامًا مع دورة ظهور نجم الشعري اليمانية، فأضافوا إلي السنه الرابعة من كل أربع سنوات يومًا ليُصبح عدد أيامها 366 يومًا، وهو النظام المعروف اليوم بنظام السنة البسيطة، والتي يبلغ عدد أيامها 365 يومًا، والسنة الكبيسة والتي يبلغ عدد أيامها 366 يومًا، وهذا يعني أنه أصبح متوسط عدد أيام السنة القديمة 365 يومًا وربع يوم.
وأشار الى أن السنة الفرعونية إحتوت على العديد من الاعياد وايام العطلات، وكان للفراعنة أعياد كثيرة منها أعياد الزراعة التى تتصل بمواسمها والتى إرتبط بها تقويمهم إلى حد كبير، حيث حددوا لسنتهم الشمسية بأثنى عشر شهرا،ً وثلاثة فصول كل منها أربعة أشهر وهى فصل الفيضان، ثم فصل البذر، ثم فصل الحصاد، ومصر كبلد زراعى من الدرجة الاولى فقد إحتفل المصريون القدماء بعدد لا بأس به من الاعياد الزراعية مثل أعياد النيل، أعياد الحصاد فى جميع انحاء مصر مثل الاعياد المخصصة لـ "رننوتت" الهة الحصاد "الصيف"، وفى شهر "كياك" كانت تقام أعياد حرث الأرض التى يمثل فيها "أوزيريس" الذى يموت ثم يبعث من جديد مثل الارض التى ينمو فيها الزرع، وأثناء هذه الأعياد كانت تضاف أناشيد للطقوس وتزين المعابد وتضاء وتقدم القرابين، ومن أهم طقوس الاعياد ان يرى الشعب تمثال سيدة الاله التى كانت تخرج من المقصورة وتنقل الى مكان ظاهر بعد أن تُزين بالتمائم وقلائد الذهب وتوضع فى قارب، وكانت توضع أمام الإله أعلام مزينة بصور الهية مثل "ابن اوى" "وب واوت" أى فاتح الطرق وعند الدخول للمعبد يوضع تمثال الإله على قواعد حجرية عالية ليراها كافة الناس ويقدمون القرابين والبخور والادعية.
وأكد "عامر" أنه في تلك الفترة يتم الإحتفال بعيد "فيضان النيل" وهو ما يعرف الان بعيد "وفاء النيل"، وهو أحد الأعياد المصرية التى ترجع إلى العهد المصرى القديم منذ سبعة الآف عام، ومازال المصريون يحتفلون به حتى اليوم، لم يتغير من الإحتفال شئ سوى أن المصريين لم يعودوا يلقون بعروسِ خشبية في النيل مثلما كان يحدث في الماضي البعيد بل إقتصر الأمر على الإحتفال على ضفاف النهر، لافتًا الى أن هناك مفهوم خاطئ لدى الغالبية العظمى بأن المصريين القدماء كانوا يلقون فتاة لتغرق كقربان للنيل، موضحًا أن ما كان يحدث هو رمي دمية خشبية على هيئة فتاة كقربان رمزي، وكان المصريين القدماء في شهر أغسطس من كل عام يقومون بإهداء الأضاحي بأشكال وأنواع متعدده، وكان الهدف من ذلك زيادة خصوبة النيل وإنتشار الرخاء وكثرة الزرع واهبًا الحياة والأمل للأرض.
وأوضح أن رأس السنة الفرعونية تبدأ من شهر يوليو، لافتًا إلى إن احتفالات الفراعنة هي نفس احتفالات الاقباط في رأس السنة الميلادية، مشيرًا إلي أن كلمة الكريسماس مشتقة من كلمتين: "كريست" مشتقة من اللغة اللاتينية وتعني المسيح، وكلمة "ماس" مشتقة من كلمة اللغة المصرية القديمة واللاتينية وتعني رمسيس.
ولفت الى أن الاحتفال برأس السنة الفرعونية يتزامن مع توقيت احتفالاتنا برأس السنة من كل عام، لافتا الى انه من شهر يوليو حتي شهر نوفمبر يتم الاحتفال ببداية الفصول عند الفراعنة، وهو فصل الفيضان الذي تبدأ احتفالاته من اليوم.