السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

قرقاش مطالبًا برقابة دولية في أزمة قطر: ضغط الدول الأربع "بدأ يثمر"

وزير الدولة الإماراتي
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أرجع وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش، تفاقم الأزمة الخليجية الحالية إلى "انعدام الثقة" بين الدول الأربع المقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر وبين الدوحة، مطالبا بضرورة التوصل إلى حل إقليمي للأزمة يخضع لمراقبة دولية.
وقال قرقاش، في خطاب ألقاه بمعهد تشاتام هاوس البريطاني: أن سلوك قطر يمثل قلقا عالميا بسبب ثرواتها الضخمة، واصفا مواقفها بأنها تشبه "ثائرا يبحث عن قضية" وقد وجد ضالته في التيارات الجهادية.
كما وصف قرقاش الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة ثانية بأنه "جدي"، قائلا: "الأمر ليس مجرد خلاف يتضمن دولا خليجية ومعها مصر، مبرزا الخطر المترتب على وجود دولة فائقة الثراء مع 300 مليار دولار من الاحتياطيات المالية قررت ربط نفسها بالإرهاب والجهاد هو أكبر بكثير من ذلك".
ورفض قرقاش تبرير أسباب الأزمة بمواقف قطر المغايرة للدول الأربع المقاطعة، لافتا إلى أن الكويت وعمان لديهما مسارات دبلوماسية مستقلة اتخذتها دون إحداث أزمة، نافيا كذلك ربط الأزمة بقضايا حرية التعبير التي أكد أنها "غير موجودة أصلا في قطر".
وأضاف قائلا: "الحرية التي تزعم قطر توفيرها مخصصة فقط للتصدير الخارجي".
كما نفى وزير الدولة الإماراتي ربط الأزمة مع قطر بوجود قيادة سياسية جديدة في السعودية أو أمريكا، مشيرا إلى أن الرئيس الأول لدولة الإمارات العربية، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان له مواقف عبّر فيها عن قلقه من توجهات ولي عهد قطر آنذاك، الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة، ودعاه إلى العمل ضمن روحية مجلس التعاون الخليجي.
وأكد قرقاش كذلك أن الأزمة لا تتعلق بإيران بشكل أساسي رغم محاولة طهران الاستفادة من السلوك القطري، لافتا إلى أن القضية الرئيسية تتعلق بالدعم الذي قدمته طوال العقدين الماضيين واحدة من أغني دول العالم إلى الحركات الجهادية في الشرق الأوسط، وإلى أشخاص وتنظيمات، بعضها على صلة بالقاعدة.
وشدد قرقاش على أن قطر قامت بإنفاق المال لزعزعة أمن المنطقة ودولها، بما فيها مصر.
وأوضح قرقاش أنه يدرك قلق العديد من الدول حول العالم بسبب الأزمة التي تعصف بالخليج، إلا أن كثيرًا من المسئولين في أمريكا وأوروبا يدركون أيضا ما وصفها بـ"الازدواجية القطرية"، مشيرا إلى أن الحكومات الغربية تدرك "الدور التدميري الذي لعبته قطر في سوريا وليبيا"، مسلطا الضوء على تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الذي يشير إلى تمويل قطر لجبهة النصرة.
كما أبرز قرقاش دور لقطر بدعم التنظيمات الإسلامية المتشددة في ليبيا وبينها "الجماعة الإسلامية المقاتلة" و"أنصار الشريعة".
وطالب قرقاش بضرورة التوصل إلى حل إقليمي ومراقبة دولية، قائلا: "يجب أن نكون متأكدين بأن قطر التي تمتلك 300 مليار دولار من الاحتياطيات المالية لن تكون بعد اليوم راعية رسمية أو غير رسمية للإرهاب والجهاد".
وأشار قرقاش إلى أن الضغط الذي مارسته الدول الأربع على قطر "بدأ يثمر"، حيث قامت الدوحة بتوقيع مذكرة تفاعل مع الولايات المتحدة لمحاربة تمويل الإرهاب.
وشدد قرقاش على أن الدول المعنية مصرة على مواصلة السير في هذا الخيار الذي اعتبره الأصلح للرؤية الدينية الإسلامية الصحيحة وللقوى التي تناضل من أجل المستقبل.
ومن جانبه، أكد السفير محمد المنيسي، سفير مصر الأسبق في الدوحة، أن مطالبة وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش بفرض مراقبة دولية على قطر هو مقترح صحيح للغاية، لافتا إلى أن قطر عادة ما تتنصل من وعودها، وبالتالي فلابد من التأكد من التزامها بما تقطعه على نفسها من وعود خاصة فيما يتعلق بالتوقف عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية.
وأضاف المنيسي، في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، أن الدوحة نكثت بالوعود التي قطعتها عام 2013، وبالتالي فمن المتوقع ألا تلتزم بوعود جديدة، داعيا إلى وضع آلية محددة للمراقبة الدولية على الوعود والاتفاقيات القطرية، خاصة تلك التي تلزم الجانب القطري بوقف دعمه للجماعات الإرهابية وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، والتوقف عن آثارة القلاقل والتوترات على أراضيها.
وأوضح السفير جلال الرشيدي، عضو وفد مصر الدائم في الأمم المتحدة سابقا، أن قطر لا تتوانى عن استخدامها أموالها في دعم الإرهاب وخدمة مصالحها بأي شكل من الأشكال.
وأضاف الرشيدي، في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، أن النظام القطري يستغل أمواله في تمويل الصحف ووسائل الإعلام والمراكز البحثية وغيرها من المنصات الإعلامية من أجل دعم آرائه وتصدير أفكاره المتطرفة إلى العالم وإقناع المجتمع الدولي بها.
ودعا الرشيدي النظام في الدوحة إلى التوقف عن استخدام الأموال الطائلة في دعم الإرهاب وتوظيفها في أعمال أكثر إيجابية ونفعًا لمواطنيه ولخدمة القضايا العربية.
وفي سياق متصل، استمرت جهود الوساطة على الساحة الإقليمية والدولية، حيث زار الرئيس عمر البشير الإمارات العربية المتحدة اليوم الاثنين، على أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية غدا الثلاثاء.
وأكدت وزارة الإعلام السودانية، في بيان لها، أن موقف الحكومة السودانية ثابت تجاه الأزمة الخليجية وسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا ويثير توترا بينها وبين مصر.