ذكرت مجلة "نيويورك مجازين" الأمريكية، أن الأمور أصبحت واضحة بشكل أكبر بشأن أن الحكومة الروسية ساعدت بالفعل الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، في الانتخابات الأمريكية الماضية، وأن هناك بعض الشخصيات في حملة ترامب قد قبلت مساعدة الروس بالفعل.
وأضافت المجلة الأمريكية أن ترامب يكافئ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على تلك المساعدات الآن في عدد من الملفات أبرزها العقوبات الأمريكية تجاه روسيا وأيضا الملف السوري.
العقوبات الأمريكية
لم تؤثر العقوبات الأمريكية على الطبقة الحاكمة في روسيا، بل ان الكثير من الروس الأثرياء، بما في ذلك الشخصيات الذين تربطهم علاقة بترامب وبوتين يرغبون في أن تكون قادرة على السفر، وإنفاق المال، والقيام بأعمال تجارية في الولايات المتحدة وأوروبا بحرية أكبر مرة أخرى، وبهذا فان العقوبات لم تؤثر على روسيا بشكل كبير.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد فرض مجلس الشيوخ عقوبات جديدة على روسيا فى يونيو الماضى لمعاقبة الكرملين على تدخله الانتخابى، وانه على علم تام برضا ترامب المفرط على علاقاته مع بوتين، وقد ضغط ترامب منذ ذلك الحين على الكونغرس ليعطيه مزيدا من المرونة في فرض العقوبات على روسيا ام لا، وتبذل ادارته ما في وسعها لتخفيف العقوبات.
الأمن السيبراني
إذا استمر بوتين في منصبه كرئيس لروسيا، فيبدو أن الانتخابات الأمريكية الماضية لن تكون آخر انتخابات أمريكية تشوبها تدخل المخابرات الروسية.
ومن الواضح أن ترامب لا يفعل شيئا لمنع روسيا أو الجهات الفاعلة المعادية الأخرى من التدخل في الشئون الامريكية وخاصة الانتخابات، وبدلا من ذلك، فإنه يوجه طاقته في صيد الملايين من الناخبين الأمريكيين، واتفق هو وبوتين على إنشاء وحدة مشتركة للأمن السيبراني في اجتماع مجموعة العشرين الذي سيكون من قبيل الشراكة مع الإمبراطورية اليابانية لإنشاء نظام مشترك للإنذار المبكر لعمليات القصف الجوي في منطقة المحيط الهادئ في عام 1942.
حلف الناتو
كانت حملة ترامب ضد حلفاء الناتو لعدم دفع نصيبهم العادل من تكاليف الدفاع الدول الاعضاء في الحلف، حيث أن ترامب يقول ان حلف الناتو ضعيفا من دون دعم الولايات المتحدة، وهذا من شأنه أن يعطيه حرية أكبر لإعادة تأكيد مجال نفوذ روسيا في أوروبا الشرقية وخاصة في ودول البلطيق.
أوروبا
ترامب لا يثق بثقة كبيرة في القادة الأوربيين، ويبدو أن التغلب على أوروبا هو من بين أهداف سياسته، والآن تشعر ألمانيا بالقلق من أنه سيبدأ حربا تجارية، ومن ناحية أخرى، وبهذا ستسعى أوروبا إلى شركاء آخرين، مثل اليابان، لذت فان هذا الامر قد يكون في صالح الروس، وقد يكون هناك تعاون واضح بين روسيا وامريكا بشأن التجارة.
سوريا
تبقى أهداف روسيا في سوريا دائما الإبقاء على بشار الأسد في السلطة، والإسلاميين خارج السلطة، وإن تردد ترامب في الاطاحة بالأسد كان مناسبا لبوتين أفضل بكثير من خطط المرشحة السابقة بالانتخابات الامريكية، هيلاري كلينتون بمزيد من المشاركة المباشرة.
وعقب اجتماع مجموعة العشرين، اعلن ترامب وبوتين ان الولايات المتحدة وروسيا واسرائيل والاردن توسطوا بوقف اطلاق النار فى جنوب غرب سوريا الذى دخل حيز التنفيذ يوم الاحد الماضى، وبينما يؤكد وزير الخارجية ريكس تيلرسون أن هدف الولايات المتحدة الطويل الأجل لسوريا هو أن يتنحى الأسد، فإن الاستراتيجية السورية الجديدة التي انبثقت عن الاجتماع ستتركه في السلطة، على الأقل في الوقت الحاضر.
وستحد الولايات المتحدة من جهودها في سوريا لمكافحة عمليات الإرهاب وهزيمة داعش، مع التأكيد على مساعدتها للجماعات المتمردة السورية المعتدلة.
وينص اتفاق وقف اطلاق النار على اقامة اربعة "مناطق لتخفيف حدة التصعيد" تعينها روسيا بالتنسيق مع تركيا وايران التي تعتبرها المعارضة السورية حيلة لتجميد الخطوط الامامية ومنح قوات الأسد ميزة.
وقال النقاد: إن خطة وقف إطلاق النار غير قابلة للتنفيذ، وقالت إنها تتجاهل دور إيران فى الصراع، وادعت أن الخطة تنطوي على استسلام لخطة روسيا التى ستخرج منها إيران فائزة.
