رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء: القضاء على داعش لن يوقف خطر الجماعات المتطرفة.. مركز أبحاث: 33 فصيلًا متطرفًا يتبنى فكره ويسعى لإعلان دولة الخلافة.. وانحساره بسوريا والعراق يجعل التعامل معه أمرًا صعبًا

أعضاء بتنظيم داعش
أعضاء بتنظيم داعش الإرهابي - أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعددت الأسباب والأزمات التي انتجت تنظيم "داعش" الإرهابي، خاصة بعد حالة الترهل التي شهدتها بعض الدول العربية بعد ثورات الربيع العربي عام 2011، الأمر الذي ساعد التنظيم كثيرًا في التغلغل داخل الدول العربية وفرض سيطرته داخل أماكن مهمة، لتحقيق حلم خلافة الدولة الإسلامية التي يزعمونها.


ورغم من سيطرة التنظيم داخل العراق خاصة لسنوات، استطاع خلالها أن يكون له خلايا وساعد في انتشار عناصره، إلا أن بعد الانتشار الواسع الذي حققه "داعش" في العراق وسوريا وليبيا، إلا أن الانشقاقات التي عانى منها التنظيم وإخفاقاته المتتالية، التي كبدته كثيرًا من الخسائر المادية والمالية، ساعدت في القضاء على التنظيم، خلال فقده لكثير من عناصر ومساحات كبيرة للأراضي كانت تقع تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.

وفي تقرير سابق نشره "مركز الأديان والجغرافيا السياسية"، ذكر أن القضاء على تنظيم "داعش" لا يعني القضاء على خطر التنظيمات الإرهابية، بل إن في حال هزيمة التنظيم عسكريًا ستقوى التنظيمات المتطرفة الأخرى لتحل محل "داعش"

وقد أحصى التقرير أن هناك أكثر من 33 فصيلًا متطرفًا تتبنى الفكر الأيديولوجي لتنظيم "داعش"، والتي تسعى لإقامة دولة خلافة تحكمها الشريعة.


في هذا السياق قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن الحديث انتهاء تنظيم "داعش" الإرهابي بصورة كاملة غير صحيح، مبينًا أن التنظيم على الأقل سيبقى كفكرة أيدلوجية.

وأوضح "فهمي"، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن أخطر ما يمكن مواجهته الآن بعد انحصار التنظيم في العراق، هو تمدد عناصر داعش من العراق وسوريا إلى مناطق أخرى في الإقليم بأكمله، وبالتالي يجعل التعامل مع انتهاء التنظيم أمر صعب.

وأشار إلى أن القضاء على تنظيم "داعش" وانحصاره دخل العراق وسوريا، لن تؤثر على مستقبل التنظيمات المتطرفة المتواجدة في تلك المناطق بصورة تؤدي إلى القضاء عليها، مضيفًا أن قياسًا لما عانى منه تنظيم "القاعدة" ورغم فقده الكثير من عناصره إلا أنه حتى الآن لا يزال للتنظيم والتنظيمات الفرعية التابعة له تواجد وانتشار في دول كثيرة.

وتابع أن هناك تأثيرًا سيطول تلك التنظيمات المتطرفة لكن لن تصل إلى حد القضاء عليها، مضيفًا أن خطورة تنظيم "داعش" لن تقتصر فقط على سيطرته على مساحات واسعة، وإنما تكمن الخطورة الحقيقية للتنظيم في الأفكار الأيدلوجية التي سيتم التسويق لها من خلال التنظيمات الأخرى التابعة لها، والتي تحمل مبادئ العنف والدماء على غرار تنظيم "داعش".


واتفق معه الرأى الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قائلًا: إن القضاء على تنظيم "داعش" عسكريًا لن تنهي وجود خطر التنظيمات الإرهابية الأخرى، طالما لم يكن الجهود المبذولة في القضاء مرفوقة بجهود بهزيمة فكرة وفقهية للأيدلوجيا الخبيثة التي تقودها.


وقالت سها البغدادي، الباحثة في الحركات الإسلامية: إن تنظيم "داعش" الإرهابي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وخصوصًا بعد تقدم الجيوش العربية، ومحاصرة التنظيم في العراق وسوريا وليبيا، مبينة أن زوال "داعش" لا يعني القضاء على التنظيمات الإرهابية.

وأضافت "البغدادي"، أن تعدد التنظيمات الإرهابية والتي يصل عددها لأكثر من 200 فصيل، خرجوا جميعهم من رحم تنظيم الإخوان الإرهابي، يمارسون نهجًا وفكرًا واحدًا وهو العنف والدماء.

ولفتت إلى أن الدول الممولة لظهور مثل هذه التنظيمات، التي تخدم مخطط تقسيم الوطن العربي، لن تهدأ في حال القضاء على "داعش"، بل سيكون هناك آلاف التنظيمات التي تعمل لنفس الهدف بمسميات مختلفة، مضيفة أن الخطر الأكبر على المجموعة الدولية هو تلك التنظيمات التي تتقاسم نفس الأيدلوجية مع تنظيم "داعش"، ولكن يتم تجاهلها حاليًا في معركة القضاء على "داعش".