استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون بقصر الإليزيه، وفد ممثلي الجاليات العربية والإسلامية بأوروبا بزعامة الشيخ الفرنسي من أصول تونسية حسن الشلغومي، منظم مسيرة مسلمون ضد الإرهاب في أوروبا، وهي حركة ناشئة تهدف إلى تغيير الصورة النمطية عن المسلمين لدى الغرب، والتي ارتبطت بالإرهابي قاتل الأبرياء.
وتدعو الحركة إلى عدم ربط المسلمين بجرائم ترتكب باسم الإسلام وهو منها براء، فالعناصر الإرهابية تهدف من وراء أعمالها الإجرامية خدمة أهداف مرسومة لأجهزة مخابرات دولية، وهي تجسيد حي لمفهوم الإسلام ضد الإسلام.
وفي تصريحات للشيخ الشلغومي رئيس منتدى أئمة فرنسا، قال: إن رسالتنا واضحة...لا يمكن ربط الإسلام بهؤلاء الوحوش والمجرمين" الذين يقتلون باسم الله.
شارك في المسيرة التي طافت بالحافلات عدة عواصم أوروبية 30 إمامًا من إيطاليا والبرتغال وبلجيكا، وأكدوا جميعهم على الخطر الذي تجسده قطر على أمن المسلمين في الداخل والخارج من خلال دعمهما للجماعات الإرهابية، وأثنوا على الخطوات التصعيدية التي اتخذتها الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب ضد قطر، مؤكدين رفض المسلمين للإرهاب والتطرف كونه يتنافى وتعاليم الدين الإسلامي، والتي تدعو إلى التضامن مع ضحايا الإرهاب.
وانطلقت المسيرة من شارع الشانزليزية كما زارت مسرح الباتكلان في باريس، وهي أماكن شهدت أعمالا إرهابية نفذتها داعش ومن وسط باريس توجهت إلى برلين بألمانيا ثم بروكسل ببلجيكا.
وخلال لقائهم الرئيس الفرنسي ماكرون وزوجته بحضور وزير الداخلية جيرار كولومب أكد الوفد الممثل للمسيرة على ضرورة ممارسة ضغوط دولية على دولة قطر لتغيير سلوكياتها السياسية الداعمة للإرهاب والتطرف، خاصة بعد الأدلة التي قدمتها دول المقاطعة.
ويعمل الشلغومي منذ هجرته إلى فرنسا عام 1996 على تقديم صورة المسلم المعتدل المنفتح على كل الثقافات، ولا يرفض الآخر، وأقام علاقات واسعة مع رجال الدين اليهودي والمسيحي في فرنسا، كما قام بزيارة غزة وإسرائيل عام 2009 عقب العدوان الإسرائيلي على القطاع، فيما عرف بعملية الرصاص المصبوب.
ويخضع الشلغومي لحراسة مشددة من قبل أجهزة الأمن الفرنسية بعد تكفيره من قبل الجماعات الإرهابية واتهامه بالعمالة لإسرائيل.
وقد أعد تنظيم الدولة الإرهابي داعش خطة لاغتيال الشلغومي أثناء وجوده بمدينة قمرت التونسية، لكن المحاولة فشلت بعد علم المخابرات الإيطالية بالعملية قبل وقوعها، حيث أخبرت السلطات التونسية بأن تنظيم داعش كلف أحد عناصره ويدعى رودي تيرانوفا إيطالي الجنسية لاغتيال الشلغومي بتونس.
