بدا واضحا أن الصراع على رئاسة اللجان النوعية بمجلس النواب، برئاسة الدكتور على عبد العال، اشتعل مبكرا رغم الإجازة البرلمانية إلا أن ائتلاف دعم مصر استغل العطلة البرلمانية وحشد نوابه لتغيير رغباتهم باللجان وللانضمام إلى اللجان الملتهبة، لحسم رئاستها لصالح الائتلاف بدور الانعقاد الثالث الذي سيبدأ أوائل شهر أكتوبر المقبل.
وكشفت مصادر برلمانية لـ"بوابة البرلمان " أنه من المقرر أن يعلن الدكتور عبدالعال في بداية دور الانعقاد الثالث إجراء انتخابات اللجان النوعية طبقًا للدستور وتنفيذًا للمادة 115 من الدستور المصرى.
ولفتت المصادر إلى أن التربيطات والتحركات بدأت عبر رسائل sms في عدد كبير من اللجان لدعم شخصيات معينة فى رئاسة اللجان، وإحكام السيطرة على اللجنة، وتم اقناع عدد من النواب الموالين لحزب أو تيار بتغيير الرغبات من لجنة إلى أخرى لكسب الدعم وضمان أصواتهم فى انتخابات اللجان النوعية القادمة.
وأكدت مصادر برلمانية أنه من المتوقع أن تشهد انتخابات اللجان النوعية معركة شرسة، حيث يتسابق عدد من كبار النواب على رئاسة هيئات مكاتب هذه اللجان الـ 25، وتشمل رئيسا ووكيلين وأمين سر لكل لجنة.
حيث يتم ضم كل رؤساء اللجان النوعية إلى عضوية اللجان العامة، ويعامل رئيس اللجنة معاملة الوزير في الحكومة، إلى جانب أن هذه اللجان هي مطبخ مجلس النواب.
ويسعى ائتلاف "دعم مصر" إلى الفوز برئاسة عدد من هذه اللجان خاصة اللجان السيادية والمهمة، ومنها الخطة والموازنة واللجنة الاقتصادية والثقافة والاعلام والشئون الإفريقية والتعليم والأمن القومي والزراعة ولجنة الشئون الدستورية والتشريعية.
وكشفت المصادر إلى أن هناك لجانا نوعية تم الاستقرار على رئاستها وبالأخص لجنة الخطة والموازانة برئاسة الدكتور حسن عيسى ولجنة الصناعة برئاسة المهندس سمير والدفاع والأمن القومي برئاسة اللواء كمال عامر.
والسياحة والطيران برئاسة سحر طلعت مصطفي والثقافة، والاعلام برئاسة أسامة هيكل فيما تشهد لجنة الشئون الإفريقية صراعا شرسا بين رئيس اللجنة الحالى مصطفى الجندي واللواء حاتم باشات الذي أعلن ترشحه على رئاسة اللجنة في دور الانعقاد الثالث.
كما أنه من المتوقع أن تشهد لجنة الإسكان صراعًا شرسا بين المهندس معتز محمد محمود، رئيس اللجنة السابق، والمهندس علاء والى، الرئيس الحالى للجنة، والذى حسم الصراع على رئاسة اللجنة بفرق صوت واحد فقط بدور الانعقاد الثاني حيث بدأ الطرفان مبكرا وقبل وأثناء الإجازة البرلمانية فى الحشد والاستعداد للمعركة، والصراع مبكر حيث يراهن علاء والى، رئيس لجنة الإسكان الحالى على تربيطات داخل اللجنة للتكتلات الموجودة، بالإضافة إلى سعيه للعمل على عودة من انضموا للجنة فى بداية دور الانعقاد أثناء الانتخابات واختفوا بعدها، ليظهروا فى الصورة مرة أخرى ليكونوا مصدر قوة فى جبهته، بالرغم من عدم تأثيرهم أو مساهمتهم فى أى دور فى أعمال اللجنة طيلة دور الانعقاد الحالى.
معتز محمود، الرئيس السابق للجنة الإسكان يراهن على العصبية القبيلة من خلال نواب الصعيد، أعضاء اللجنة والذين كان لهم دور كبير فى دعمه فى الانتخابات السابقة، ويعمل على تحفيز وإلقاء الضوء على سرد ما قامت به اللجنة والذى يراه المراقبون بأنه دور ضعيف ولم يقدموا شيئًا يذكر.
وكشفت المصادر البرلمانية أن لجنة الشئون الصحية سوف تشهد صراعًا مبكرًا أيضًا بين الدكتور مجدى مرشد، الرئيس السابق للجنة، والدكتور محمد خليل العمارى، رئيس اللجنة الحالى والاثنان عضوا ائتلاف الأغلبية، ويسعى كل منهما إلى استقطاب النواب لدعمه فى الانتخابات القادمة.
أكد النائب مجدى مرشد، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أنه قرر الترشح على رئاسة اللجنة لدور الانعقاد التشريعى الثالث، لافتا إلى أن دور اللجنة خلال الدور الثانى افتقد بشكل ملحوظ، مشددا أنه سيسعى لاستعادة دور اللجنة للمشاركة فى التخطيط واتخاذ قرارات جادة فى الدورة البرلمانية المقبلة تستجيب لمطالب الشارع.
وأشار د مرشد أن مشاكل التأمين الصحى على رأس أولوياته خلال الدورة البرلمانية الثالثة بما فيها إقرار مشروع قانون التأمين الصحى الشامل، ومناقشة مشكلة الدواء والوصول لحل جذرى بشأنها.
وأضاف أنه سيتم أيضا مناقشة مشروع قانون مزولة المهنة للصيادلة، والاستماع لجميع الأطراف بشأنه لحل أزمة مطالب البيطرين وتوافقها مع الأطراف الآخرين.
ودخل الدكتور أيمن أبوالعلا، وكيل اللجنة فى السباق، حيث أعلن نيته الترشح لرئاسة اللجنة معتمدًا على أصوات حزبه، ودعم علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية للمصريين الأحرار.
في الوقت ذاته تشهد اللجنة الاقتصادية معركة شرسة والتى كان يترأسها النائب السابق الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتى آلت رئاستها إلى النائب عمرو غلاب، عضو المكتب السياسى لائتلاف دعم مصر، وشهدت الانتخابات التى أتت به على رأس اللجنة جدلًا كبيرًا لولا تدخل الدكتور على عبدالعال الذى حسم الأمر لصالح غلاب.
يواجه غلاب منافسة شرسة فى الانتخابات القادمة من وكيل اللجنة النائب مدحت الشريف الذى أعلن نيته الترشح لرئاسة اللجنة، معتمدًا على أدائه فى الفترة الماضية سواء فى لجنة تقصى حقائق القمح أو ملف الصناديق الخاصة.
أما لجنة الشئون التشريعية فكشفت المصادر إلى أنها ستشهد هي الأخرى صراعا شرسا على رئاستها بين للمستشار بهاء أبوشقة ووكيل اللجنة أحمد حلمي الشريف والذي ارتفعت أسهمه بعد أن تقدم بمشروع قانون الإجراءات الجنائية والكيانات الإرهابية وتعديل قانون السلطة القضائية.
فيما يرى فريق آخر ضرورة الإبقاء على المستشار بهاء الدين أبوشقة لرئاسة اللجنة بفضل مجهوداته الكبيرة وحكمته فى إدارة أهم لجان البرلمان والتى فاز برئاستها بالتزكية فى دور الانعقاد الثاني، وكذلك للنشاط الكبير فى إنجاز القوانين المحالة للجنة والتى أظهر فيها براعة كبيرة بفضل خبرته الكبيرة كإحدى قامات القانون.
وفي لجنة الشئون العربية ستشهد صراعا بين اللواء سعد الجمال والسفير محمد العرابي الذي قال، إنه سابق لأوانه إعلان ترشحه أو عدم ترشحه لرئاسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان في بداية دور الانعقاد الثالث بأكتوبر المقبل.
وأضاف العرابي أنه لم يحسم بعد القرار، مشيرا إلى أنه شعر بحرية الحركة حينما كان عضوا باللجنة وليس رئيسا لها، مؤكدًا أنه من المفيد أن يكون هناك تغيير مستمر في كل دور انعقاد على رئاسة لجنة العلاقات الخارجية.
وقال إنه بعد دورتين أصبح أعضاء اللجنة لديهم وعي كامل بمن يستطيع أن يضع اللجنة في مكانها المأمول، والذي من المفترض أن تكون فيه حيث إنها لجنة ذات طابع خاص ودبلوماسي.
وفي لجنة الشباب والرياضة برئاسة المهندس فرج عامر تشهد إجماعا للإبقاء على «عامر» لرئاسة دور الانعقاد الثالث، مرجعين ذلك للنجاح فى خروج قانون الرياضة بعد سنوات.
لجان أخرى تشهد استقرارًا وشبه حسم لمقاعدها وهى لجنة التضامن الاجتماعى التى يترأسها الدكتور عبدالهادى القصبى، ولجنة الشئون الدينية والأوقاف التى يترأسها الدكتور أسامة العبد، ولجنة الاتصالات التى يترأسها الدكتور نضال السعيد؛ نظرًا إلى قلة أعضاء اللجنة. وتشهد لجنة الطاقة إجماعًا، أيضًا، على النائب الوفدى طلعت السويدى، وتشهد لجنة السياحة حالة من الاستقرار على الابقاء على سحر طلعت مصطفي لرئاسة اللجنة.
كما تشهد لجنة الادارة المحلية حالة من الاستقرار على المهندس احمد السجيني لرئاسة اللجنة لدور الانعقاد الثالث.
كما تشهد لجان حقوق الإنسان والنقل والاتصالات والمشروعات الصغيرة والإدارة المحلية حالة من الاستقرار وبيانات التأييد على رؤساء اللجان الحاليين.
