الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت المجاهدين الأفغان "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اشتهر فى المكتبات الإسلامية وبين مناصرى الجهاد الأفغان كتاب بعنوان «آيات الرحمن فى جهاد الأفغان»، بقلم منسق المجاهدين الأفغان العرب د. عبدالله عزام، أحد قادة الإخوان المسلمين فى الأردن، ومن المتشددين الجهاديين فيهم.
كان للجهاد فى أفغانستان ضد الاحتلال السوفييتى أو الروسى خلال ثمانينيات القرن العشرين دور معروف فى انطلاق التشدد الإسلامى وبداية ظهور التنظيمات الإرهابية فيما بعد، حيث تكدست فى مدن باكستان وأفغانستان جموع من شباب العالم العربى والدول الخليجية، وشهدت دول وعواصم الخليج وأماكن كثيرة أخرى حملات التبرع للقضية الأفغانية التى تجاوز الاحتفاء بها القضية الفلسطينية نفسها.
وقد أضفى «الإخوان المسلمين» والسلف وغيرهم هالات المجد على الجهاد الأفغانى والمقاومة الإسلامية، وما رافق ذلك الجهاد من «كرامات ومعجزات»، وعرض د. عزام الكثير منها مصدقًا ومروجًا لها، فكان من يشكك فيها يعرض نفسه لما لا تحمد عقباه.
وقد اضطر د. عزام نفسه عام ١٩٨٥ فى الطبعة الرابعة من الكتاب، وهو كتيب سهل القراءة فى نحو ٢٠٠ صفحة، إلى التخفيف من الهالة التى أحاطت بمحتوياته وبجهاد الأفغان، بعد الانتقادات التى وجهت لما جاء فى الكتاب، فدعا إلى شيء من الموضوعية فى تقييم الأفغان، قائلًا: «هذا الشعب فيه الصالح وفيه مَن دون ذلك، وفيه نقائص البشر وضعفهم، فمنهم المبتدع (يقصد صاحب البدعة!) ومنهم الكاذب والجاسوس والسارق والمدخن والمتعاطى بالحشيش» (طبعة ١٩٨٥، ص٣٠).
وفيما يلى بعض «الكرامات والمعجزات» التى سجلها عزام:
١ - الطيور... والطائرات العسكرية المقاتلة
يقول د. عبدالله عزام: حدثنى أرسلان، قال: نحن نعرف أن الطائرات ستهاجمنا قبل وصولها، وذلك عن طريق الطيور التى تأتى وتحوم فوق معسكرنا قبل وصول الطائرات، فعندما نراها تحوم نستعد لهجوم الطائرات. وحدثنى مولانا جلال الدين حقانى (وهو أشهر مجاهدى الأفغان على الإطلاق)، قال: لقد رأيت مراتٍ كثيرة جدًا الطيور تأتى تحت الطائرات تحمى المجاهدين من قذائف تلك الطائرات.
وحدثنى عبدالجبار نيازى أنه رأى الطيور تحت الطائرات مرتين، وحدثنى مولوى أرسلان أنه رأى الطيور كثيرًا تدافع عنهم، وحدثنى قربان محمد أنه رأى الطيور مرة، وقصفتهم الطائرات بشدة، وكانوا ثلاثمئة فلم يجرح أى واحد. وحدثنى «الحاج محمد جل»: (وهو مجاهد فى كنر): رأيت الطيور مع الطائرات أكثر من عشر مرات، الطيور تسابق طائرات الميغ التى سرعتها تقريبًا ثلاثة أضعاف سرعة الصوت.
٢ – من المتواتر أن أجساد كثير من شهداء مجاهدى أفغانستان لا تتغير ولا تتعفن.
ويضيف د. عزام: حدثنى عمر حنيف فى بيت نصر الله منصور (قائد جبهة الانقلاب الاسلامي) فقال: لم أنظر (أرَ) شهيدًا واحدًا متغير الجسم أو منتن الرائحة، ولم أرَ (أشاهد) شهيدًا واحدًا نهشته الكلاب، رغم أن الكلاب تأكل الشيوعيين، لقد كشفت عن اثنى عشر قبرًا بنفسى بعد سنتين أو ثلاث، ولم أجد واحدًا متغير الرائحة، ولقد رأيت شهداء بعد أكثر من سنة جروحهم حية تنزف دمًا.
وأضاف عمر حنيف متحدثًا لعزام: «حدثنى إمام، قال: رأيت الشهيد عبدالمجيد محمد بعد قتله بثلاثة أشهر، كما هو ورائحته كالمسك، وحدثنى عبدالمجيد حاجي: رأيت إمام مسجد قرية «لايكي» بعد استشهاده بسبعة أشهر كما هو إلا أنفه. وحدثنى الشيخ مؤذن (عضو مجلس الشورى للجهاد) أن الشهيد نصار أحمد مكث تحت التراب سبعة أشهر ولم يتغير. وحدثنى عبدالجبار نيازي: رأيت ٤ شهداء، بعد ٣-٤ أشهر، فأما ثلاثة منهم فهم كما هم، وطالت لحاهم وأظافرهم، وأما الرابع فقد ظهر تلف فى جزء من وجهه».
٣ - شهيد يصافح أباه
يقول د. عزام: استشهد منا أربعة شهداء منهم ابن «جنة جل» ومعناه بالعربية ابن ورد الجنة، فدفناه فى أرض المعركة، وبعد ثلاثة أيام جئنا ونقلناه إلى بيت والده ليدفنه فى المقبرة، جاء والده (جنة جل) وقال له مخاطبًا: يا بنى إن كنت شهيدًا فأرنى آية (علامة) أنك شهيد، فإذا بالشهيد يرفع يده ويسلم على أبيه وبقى مصافحًا والده مدة ربع ساعة ثم نزعها ووضعها على جرحه، قال والده: كادت يدى تُكسَر وهو يضغط عليها. قال عمر حنيف: رأيت هذا بعيني.
وحدثنى أرسلان: استشهد معنا عبدالبصير، طالب علم، وفى الظلام جئت أبحث عنه مع مجاهد آخر اسمه فتح الله، فقال لى فتح الله إن الشهيد قريب، لأنى أشم رائحة طيبة ثم بدأت أشم نفس الرائحة، فوصلنا إلى الشهيد متتبعين رائحته، ولقد رأيت لون الدم فى الظلام على النور الذى ينبعث من الجرح.
٤- الشهيد عمر يعقوب ورشاشه الممسك به لا يفترق عنه:
«حدثنى عمر حنيف فقال: كان أحد المجاهدين عاشقًا كبيرًا للجهاد واسمه عمر يعقوب، ثم استشهد وجئنا إليه وإذا به يحتضن رشاشه، فحاولنا أخذه منه فلم نستطع؟فوقفنا برهة ثم خاطبناه قائلين يا يعقوب: نحن إخوانك؟ فإذا به يفك الرشاش لنا.
نقلا عن «الجريدة الكويتية».