الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"ارتفاع الحرارة".. الإنسان يدفع ثمن عبثه بـ"الطبيعة"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الطبيعة تأن تحت وطأة التغيرات المناخية، والإنسان يدفع ثمنا فادحا لعبثه بها، ورغم محاولات دول العالم الطموحة للحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض، إلا إن التغيرات المناخية التي تحدث في العالم مازالت تلقي بوطأتها الشديدة، وعواقبها السيئة على الكثير من الدول، التي شهدت موجات مفاجئة من ويلات الطبيعية، تعبيرا عن سخطها واحتجاجها على عبث الإنسان بها وبتوازنها البيئي، حيث يشكل الإنسان السبب الرئيسي في ارتفاع درجة الحرارة بنسبة 95 % من الأسباب الكامنة وراء ارتفاع درجة حرارة الطقس، وتداعيات مناخية إن لم يتم تقليلها فإن الضرر سيعود على الإنسان على سطح الارض إينما كان، وتحذيرات مستمرة ودائمة من خطورة التغيرات المناخية كنتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري، كافية لإثارة الرعب والخوف على مستقبل كوكب الأرض والحياة البشرية عليه.
تغيرات تنوعت ما بين قيظ وحر شديد، أعاصير وسيول، فيضانات وزلازل، خلفت جميعها خسائر بشرية ومادية، دون جدوى أو التزام وانصياع لما تضمنه اتفاق باريس المناخي التاريخي الذي وقعت عليه دول العالم في ديسمبر الماضي، وانشقت عنه الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا.
ففي صيف هذا العام شهدت مصر ودولا كثيرة سلسلة متتالية في الارتفاعات القياسية وغير المسبوقة في درجات الحرارة، فاق ما سجله العقد الأول من القرن الواحد والعشرين (2001 - 2010)، والذي تم اعتباره الأكثر ارتفاعا في الحرارة منذ عام 1850، وتأكدت زيادة معدلات الحرارة على سطح الكرة الأرضية، وتأكد أيضا ارتفاع مستوى المحيطات وتسارع ذوبان الجرف الجليدي، كوقائع علمية لا ريب فيها، إذ أن العالم بأسره ترتفع درجة حرارته بشكل أسرع.
وقبل يومين، رصد قمر اصطناعي أمريكي انفصال واحد من أكبر جبال الجليد في التاريخ عن القارة القطبية الجنوبية التي تعد أبرد نقطة على سطح الأرض، جبل قدرت مساحته بحوالي 6 آلاف كيلومتر مربع، ووزنه تريليون طن تقريبا، انفصال توقعه العلماء منذ أكثر من عشر سنوات، حيث كانوا يتابعون تطور حدوث شرخ كبير في الجليد الذي يكسو الجرف الجليدي "لارسن سي"، مع تزايد عمقه بشكل متسارع قبل 3 أعوام، مما رجح احتمالية انفصال هذا الجبل الجليدي، الذي يبلغ سمكه أكثر من 200 متر، وحجمه 4 أضعاف حجم العاصمة البريطانية لندن.
وعلى مدى الفترة الماضية، شهدت أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة اضطرابات مناخية، من بينها ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة على طول الساحل الشرقي الأمريكي، وأعاصير وفيضانات في الجنوب ووسط الغرب الأمريكي، وفي اليابان حدثت أسوأ موجة فيضانات تشهدها البلاد منذ عقود، إذ فاض 12 نهرا دفعة واحدة، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي أشارت إلى أن أسوأ موجات الجفاف والفيضانات لا تزال آتية وهو ما يعتبر مؤشرا مقلقا لوكالات الإغاثة الإنسانية.
ووفقا لما رصده باحثوا مركز "هلمهولتس لأبحاث المحيطات"، وباحثون في جامعة جونز هوبكينز الأمريكية في بالتيمور، فإن هناك تحولا متسارعا في المحيط المتجمد الشمالي، يمهد لتحوله من محيط يغطيه الجليد طوال العام إلي محيط تخلو مساحات واسعة منه من الجليد في الصيف، متوقعين في دراستهم التي نشرت في مجلة "ساينتفيك ريبورتس"، أن يحدث ذلك خلال عقود قليلة. 
والتغيرات المناخية في القطب الشمالي لا تهم دول هذه المنطقة لوحدها، بل تهم كل دول العالم الموجود على هذا الكوكب، نظرا لأنه يمثل "ثلاجة العالم"، التي تحافظ على برودة كوكب الارض، وحرق الوقود الأحفوري، الذي يؤدي إلى ذوبان الجليد ويشبه ترك باب الثلاجة العالمية مفتوحا، وهناك خطر آخر يهدد هذا القطب وينذر بذوبان الجليد وهو إطلاق غاز الدفيئة القوي جدا "غاز الميثان"، الذي يفوق تأثيره الاحتراري على المدى القصير بعدة مرات تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب وجود رواسب الميثان داخل الدائرة القطبية الشمالية، في مكان ما داخل الثلج أو الجليد.
ومن جهتها، أثبتت الدراسات العلمية، أن التغيرات المناخية التي تحدث في العالم تترك تأثيرا بالغا على الثروة النباتية، وتؤدي إلى هجرة الطيور في وقت مبكر سنويا نتيجة للارتفاع الشديد في درجات الحرارة حول العالم، وأكد العلماء أن التغيرات المناخية سوف تؤثر سلبا على العديد من أنواع الحيوانات والطيور والزواحف، خاصة المهددة بالانقراض، وكذلك على الشعاب المرجانية التي توجد في المحيطات.