السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الدبلوماسية "الصدامية" تضع أنقرة على طريق العزلة

الرئيس التركى رجب
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رأى محللون غربيون أن السياسة الخارجية التركية، بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في منتصف يوليو من العام الماضي، أوجدت تحولات عميقة أثرت على خطوط توجه حكومة أنقرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكشفت عن اتخاذها منحى صداميًا، وأنها باتت تعيش في عزلة بفعل تلك السياسات.
وجاءت تحركات حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على مدار العام الماضي، لتقدم إجابة عن السؤال المتعلق بكيفية تأثير ما حدث في تركيا على سياساتها الخارجية، لا سيما إزاء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية.

تركيا وأمريكا
وأشارت الصحيفة إلى أن أجواء غير مستقرة سادت العلاقات الأمريكية التركية، حيث دعمت واشنطن أكراد سوريا، ولا سيما حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا، في وقت تصنفهم فيه حكومة أنقرة بأنهم عناصر إرهابية يسعون لزعزعة الأمن القومي التركي.
وشكل الدعم الأمريكي للأكراد مع تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم نقطة خلاف بين الطرفين.
وفي هذا الإطار يقول أوزجور أونولهيساريكلي، مدير مركز «جيرمان مارشال فاند» في تركيا ومقره واشنطن إن «أنقرة كانت متفائلة جدًا برئاسة ترامب لكن أيًا من آمالها لم يتحقق ولو جزئيًا»، بحسب مجلة «ذى أتلانتك» الأمريكية.

توتر مع أوروبا
وعلى صعيد العلاقات مع أوروبا، انعكست الإجراءات العقابية الشديدة التي اتخذتها أنقرة بحقّ المعارضين توترًا مع الاتحاد الأوروبي، إذ اعتبرت ألمانيا أن إعادة تفعيل عقوبة الإعدام فى تركيا، ستكون بمثابة إعلان نهاية مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.
وللدول الغربية انتقادات حادة لسياسات أردوغان الداخلية والخارجية انعكست في توتر العلاقات بين تركيا والدول الغربية، إذ إن العام الماضي، كان حافلًا بالأحداث التى دمرت حياة عشرات الآلاف من الأتراك، بين اعتقال وطرد من العمل وهروب من البلد، وشملت مختلف فئات المجتمع وقطاعاته، الجيش والشرطة والتعليم والصحة والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، تحت سيف قانون الطوارئ الذى تم تمديده المرة بعد الأخرى.
وبات أردوغان أقوى من أى وقت مضى، ويتهمه منتقدوه باستغلال حالة الطوارئ المطبقة منذ الانقلاب، لخنق أي شكل من أشكال المعارضة ولا سيما وسائل الإعلام التي لا تقف في صفه.
وشملت عملية التطهير التي تجاوزت إطار من اتهموا بمناصرة فتح الله كولن، الأوساط المؤيدة للأكراد، الذين زج بأبرز قادتهم السياسيين في السجن، رغم أنهم عارضوا الانقلاب، وصحفيين معارضين، وناشطين في منظمة العفو الدولية غير الحكومية.

حقوق الإنسان

كما قوبل إعلان حالة الطوارئ في تركيا وتعليق العمل بالاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، بانتقادات أوروبية لاذعة، فضلا عن دخول أنقرة في أزمات متكررة مع عواصم أوروبية عديدة من بينها برلين وفيينا وأمستردام، ردا على رفضها استضافة مؤتمرات جماهيرية يحضرها مسئولون أتراك على أراضيها سواء خلال مرحلة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التركية في منتصف إبريل الماضي، ومؤخرا لإحياء ذكرى محاولة الانقلاب.

وبعد عام على نجاته من أخطر تجربة في حياته السياسية، يبدو أردوغان في الواقع في أوج قوته، فقد استعاد الإمساك بالجيش الذي قام بعدد كبير من الانقلابات في تاريخ تركيا، وحصل على تعديل للدستور يتيح له نظريا البقاء في الحكم حتى ٢٠٢٩.

عمليات تطهير

وقال مارك بياريني من مركز «كارنيجي أوروبا» إن «تركيا تعيش نوعا من العزلة منذ محاولة الانقلاب في يوليو ٢٠١٦، لأن شركاءها في حلف شمال الأطلسي فوجئوا بالأمر، ولأن عمليات التطهير التي تلتها تجاوزت كل ما كان يمكن توقعه بشكل كبير»، بحسب مجلة «نيوزويك» الأمريكية.

كما أدى فرض أنقرة حالة الطوارئ المطبقة منذ الانقلاب، إلى خنق أي شكل من أشكال المعارضة ولا سيما وسائل الإعلام، وأوجد توترات شديدة فى علاقاتها بالغرب.

وقال جان ماركو، الباحث المشارك فى المعهد الفرنسي للدراسات الأناضولية، إن «تأثير الانقلاب الفاشل كان كبيرا»، مشيرًا إلى أنه تبعته «إعادة تشكيل لمؤسسات الدولة» ترافقت مع «عمليات تطهير منهجية وجذرية»، بحسب إذاعة «فرانس إنفو» الفرنسية.