الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

بالصور.. رحلة إنقاذ طفلين فقدا والديهما في حادث مرور من التشرد

الطفلين سيد أحمد
الطفلين سيد أحمد عثمان بيومي ومحمد أحمد عثمان بيومي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وجهت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، فريق "أطفال بلا مأوى"، بسرعة التحرك؛ لإنقاذ طفلين، كانت قد تلقت بلاغًا، يفيد بأنه عُثر على أخوين مشردين في الشارع، ذكرا أنهما يتيمان، فقدا والديهما، في حادث مرور وتوجد آثار عنف على أكبرهما، والذي أفاد بأنها نتيجة ضرب عمه له.

وروى الطفلان معاناتهما، مع عمهما، وظروف تركهما للمنزل، والانتقال إلى الشارع، وقسوته عليهما، وكيف ضرب الابن الأكبر "سيد"، على رأسه بعصا خشبية، ثم إقدامه على طرده مع شقيقه "محمد"، في شهر رمضان الماضي، من المنزل الكائن في منطقة ١٥ مايو، وشعور الطفلين باليتم؛ نتيجة مصرع الأب والأم في حادثة قبل عام.

وفي استجابة سريعة للبلاغ، تحول فريق شمال القاهرة لبرنامج حماية "الأطفال بلا مأوى"، للطفلين وحاول إقناعهما بضرورة الانتقال إلى دار لرعاية الأيتام؛ لحمايتهما من مخاطر الشارع، والاهتمام برعايتهما وتعليمهما، ولكنهما رفضا؛ رفضًا باتًا لاستجابة الفريق.

وأفاد الفريق، بأنها ليست المرة الأولى، التي يلتقي فيها بالطفلين، سيد أحمد عثمان بيومي، ومحمد أحمد عثمان بيومي، وكانت رحلة على مدى أشهر، خاضها فريق الشارع للبحث عن الشقيقين، ومتابعتهما؛ لإقناعهما بالانتقال إلى دار رعاية تحميهما من مخاطر الشارع، وكانت آخر مرة التقى فيها الفريق بالطفلين، في شهر مايو الماضي، وقد رفضا الذهاب لأي دار من دور الرعاية؛ بسبب النظرة السلبية القديمة لمؤسسات الرعاية وقد هربا من المنطقة، واختفيا تمامًا عن الأنظار بعد ذلك اللقاء

وعلى امتداد الـ3 أيام الأخيرة، تابع فريق الشارع بالوحدة المتنقلة الخاصة، ببرنامج "أطفال بلا مأوى"، الطفلين، والانتقال إليهما، لموقع تواجدهما كلما قاما بتغيره، وحاول الفريق التواصل معهما، ومحاولات جذبهما إلى الوحدة المتنقلة، واللعب بداخلها، وتوفير الاحتياجات لهما؛ لبناء الثقة بين الفريق والطفلين.

وآخر فصول هذه القصة، بدأ يوم الأربعاء الماضي، عندما كان الفريق متواجدًا بمنطقة الحلمية، وتلقى اتصالًا من قائد فريق الوحدات، يفيد بتواجد طفلين أخوين بمسجد الهجانة، بمنطقة عين شمس، وعلى الفور توجه الفريق لمكان تواجد الطفلين، داخل المسجد ليكتشف أنهما الأخوين "سيد ومحمد".

وقد طلب إمام المسجد، وعدد من أهالي المنطقة، من الفريق إبراز كارنيهات العمل، وبطاقاتهم الشخصية، وتم الاطمئنان بأنه فريق "أطفال بلا مأوى".

غير أنه ونظرا للتعامل الخاطئ، من طرف بعض الأهالي بالمنطقة، مع الطفلين، فقد أصيبا بالخوف، وحاولا الفرار، رافضين الذهاب مع الفريق لأي دار رعاية، وخرجا من المسجد دون جدوى

لكن الفريق لم يستسلم، واستكمل العمل بمنطقة عين شمس؛ للبحث عنهما، وتم العثور عليهما من جديد والتعامل معهما بمهنية شديدة داخل الوحدة، حيث شجعهما على القيام ببعض الأنشطة الجاذبة لهما، مثل ألعاب الأتاري، والرسم، وأخذا وعدًا منهما بانتظار الفريق باليوم التالي، في تمام الرابعة مساء داخل مسجد الهجانة؛ للانتقال معهما إلى دار للرعاية، لتنتهي قصة التشرد للطفلين في الشارع، حيث تم ذلك بالفعل أول أمس الخميس، في تمام الرابعة، عندما توجه الفريق لمسجد الهجانة، بمنطقة عين شمس، وكان الطفلان في الانتظار، ورحبا بالفريق، مؤكدان على أنهما قطعا وعدًا، وسوف يذهبان مع الفريق هذه المرة، مبديان رغبتهما في التعرف على دار الرعاية.

وأخيرًا، تم إيداع الطفلين بالمؤسسة؛ ليُسدل الستار على قصة البحث عن "سيد ومحمد"، من طرف فريق الشارع، على مدى عدة أشهر، وتنتهي بكسب ثقة الطفلين، وإقناعهما بالذهاب إلى المؤسسة، التي من شأنها أن تحميهما من مخاطر الشارع، بعد قسوة عمهما، أقرب الناس إليهما، الذي لم يرحمهما من اليتم، وفِراق الأب والأم مرة واحدة.