تمكن المجلس التصديري للحاصلات الزراعية بالتعاون مع الحجر الزراعي المصري وجمعية تنمية وتطــوير الصادرات البستانية – هيا ومكتب التمثيل التجاري المصري ببكين ومعهد وقاية النبات في فتح السـوق الصيني أمام صادرات العنب المصري لأول مرة في تاريخ صادرات الحاصلات الزراعية المصرية، حيث أصدر الحجر الزراعي الصيني اليوم قــراره بفتح السوق الصيني أمام العنب المصري، وجاءت هـذه الخطوة بعد الجهود المضنية والمفـاوضات الشـاقـة التي خاضها الجانب المصري مع نظيره الصيني والتي استمرت لأكثر من سنتين تخللها سفر وفد مصري للصين واستقبال وفـود صينية بمصر.
وكان قد نشب صراعًا بين وزارتي الصناعة، والزراعة، بشأن نسب تصدير العنب إلى دولة الصين، وأعلنت كل وزارة منهما أنها وراء نجاح الأمر، بينما اختلفا على موعد بدء التصدير، فبينما أعلنت الأولى بدئه من الأربعاء، قالت الثانية إنه بدأ من الجمعة.
وأعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن نجاحها في فتح سوق جديدة للعنب المصري في الصين، وذلك خلال زيارة الدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة، إلى بكين.
وقال البنا: إن الإدارة الصينية وافقت رسميًا على قيام مصر بتصدير محصول العنب إلى بكين، بداية من الجمعة 14 يوليو، وذلك من خلال المزارع ومحطات التعبئة المصرية التي اعتمدها الجانب الصيني من خلال زيارته الميدانية للقاهرة مؤخرًا.
وأشار إلى أن ذلك يأتي في إطار قيام الوزارة وأجهزتها المختلفة، بالدور المنوط بها فى النهوض بقطاع الزراعة، وزيادة الصادرات الزراعية المصرية وفتح أسواق جديدة أمامها بالخارج.
في المقابل، أعلن المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، أن الصين وافقت على تصدير العنب المصري للأسواق الصينية اعتبارًا من الأربعاء 12 يوليو، مشيرًا إلى أنه تم اعتماد 15 مزرعة و15 شركة تعبئة مصرية للتصدير للسوق الصينية خلال المرحلة المقبلة، موضحًا أن هذا القرار جاء استجابة للمباحثات المكثفة التي أجراها مع ممثلي الحكومة الصينية العام الماضي لتصدير العنب المصري للسوق الصينية.
فيما كان المجلس التصديري للحاصلات الزراعية أول من أعلن عن التصدير وذلك بالتعاون مع الحجر الزراعي المصري وجمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية ومكتب التمثيل التجاري المصري ببكين ومعهد وقاية النبات، في فتح السـوق الصينية أمام صادرات العنب المصري لأول مرة في تاريخ صادرات الحاصلات الزراعية المصرية.
وقال عبدالحميد دمرداش، رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية: إن هـذا القرار جاء بعد اقتناع الجانب الصيني خلال زيارته الأخيرة لمصر، بالمنظومة التي وضعها الجانب المصري للرقابة على عمليات إنتاج وتعبئة العنب المصدر، مضيفًا أن المجلس يأمل مضاعفة صادرات مصر من العنب، خلال الفترة المقبلة، والتي وصلت الموسم الماضي إلى 120 ألف طن، بعد النجاح في فتح هذه السوق المهمة والواعدة، وهو ما حدث للموالح المصرية والتي قفـزت صادراتها للصين من ألف طن، موسم 2005 - 2006 لتصبح 105 آلاف طن، بقيمة تصل إلى 54 مليون دولار، خلال الموسم التصديري الحالي 2016 - 2017.
وأشار إلى أنه بفتح السوق الصينية، أمام العنب المصري، أصبح لدى مصر منتجين مهمين، يتم تصديرهما إلى السوق الصينية، هما الموالح والعنب، وأن المفاوضات مع الجانب الصيني، ستستمر للسماح بدخول بعض المنتجات الزراعية الأخرى التي تتميز بها مصر إلى الأسواق الصينية.
وطالب المزارع المعتمدة والتي ستقوم بتصدير إنتاجها للصين، بالالتزام الكامل بمتطلبات الجانب الصيني لضمان عدم حدوث أي مشكلات عند وصول هذه الشحنات للصين، وكسب ثقة المستهلك الصيني في جودة العنب المصري.
من جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم الدسوقي، رئيس مجلس إدارة منتجي ومصدري الحاصلات البستانية بوزارة الزراعة الأسبق، أن العنب المصري يتميز بأنه ينضج قبل العنب الأوروبي بشهرين، ويتم تصديره أواخر شهر مايو ويونيو والنصف الأول من شهر يوليو إلى أن ينضج العنب الأوروبي.
وأضاف «الدسوقي» أن العنب المصري يتميز بارتفاع أسعاره ومعه الفراولة عن باقي المنتجات الزراعية مثل الخضروات التي يصل سعر الكيلو إلى نصف دولار فقط بينما كيلو العنب سعره 2 دولار في التصدير وأن دول أوروبا تشترى بسعر أعلى من الدول الأخرى، مشيرا إلى أن الصين ليست من الأسواق التصديرية للعنب أو الفاكهة لبعدها مقارنة بالدول الأوروبية، كما أنها تتميز بإنتاج الفاكهة.
وقال إن دخول مصر السوق الصينية باعتبارها سوقا واعدة لزيادة عدد المستهلكين وتصدير كميات كبيرة، مشيرا إلى أن التصدير للدول الأوروبية أفضل، حيث إن سوق الصين ودول شرق آسيا ترفع تكلفة الشحن ويحتاج للنقل بالطائرات بخلاف الأسواق العربية.
وأضاف أن أهم الأسواق المستوردة للعنب المصري، تتمثل في أسواق المملكة المتحدة، وباقي الأسواق الأوروبية والأسواق العربية، خاصة منطقة الخليج والسعودية.
يأتي ذلك، فيما أكد تقرير للمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أن المنتج المصري يواجه مشكلات تنافسية كل عام، حيث يتعرض المصدرون لضغوط من جانب المنافسين تجبرهم على رفع الأسعار فى الدول المستوردة، مما يقلل الطلب على العنب المصري إلى حد ما.
وأشار إلى أن المستوردين يحصلون على احتياجاتهم من الدول الأخرى بأسعار أقل، لأن لديهم كميات كبيرة من العنب المحفوظ في الثلاجات، الذى يعتبر أقل جودة من نظيره المصري، ورغم ذلك فإن توفر السلعة لدى تلك الدول كان يؤثر سلبًا على حجم صادرات العنب بنسبة تتراوح بين ١٠ و١٥٪ بسبب تباطؤ حركة البيع.
