السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

رئيس تحرير صحيفة "زمان" المعارض: الشعب التركي يغلي.. والمستقبل مظلم.. وأردوغان يستغل الانقلاب الفاشل لتصفية الدولة والقضاء على مؤسساتها

المعارض التركى ورئيس
المعارض التركى ورئيس تحرير جريدة الزمان إسحاق إنجى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الاقتصاد يتدهور والتدخل فى شئون الدول العربية وأوهام العظمة تتحكم في «القامع بأمره»
قال المعارض التركى ورئيس تحرير جريدة «الزمان» إسحاق إنجى إن محاولة الانقلاب الفاشلة منحت الرئيس التركى رجب طيب أردوغان سلطات واسعة، وساعدته على اعتقال آلاف المعارضين، وعزل آخرين فى سلوك قمعى هدفه الانتقام والتشفي.
وأضاف فى حوار مع «البوابة» فى الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب التى وقعت يوليو 2016، أن الاقتصاد التركى يتدهور يومًا بعد يوم، وخاصة بعد محاولة الانقلاب، والوضع سيئ جدا، مؤكدا أن الشعب أصبح فى حالة غضب.
وأوضح أن أردوغان قتل الديمقراطية بجمعه جميع الصلاحيات فى يده، مشيرا إلى أنه لن يسقط إلا بالصناديق.
وفيما يلى نص الحوار.
■ بعد عام على محاولة الانقلاب فى تركيا، كيف جرت الأمور؟
- بعد عام على محاولة الانقلاب وقعت الكثير من الأحداث، والأرقام خير شاهد، فقد أقيل ١٣٤ ألفًا و١٩٤ شخصًا، واعتقل ٩٧ ألفًا و٨٤٥ شخصًا، بجانب أكثر من ٤٨ ألفًا آخرين فى السجون دون محاكمة، فضلًا عن إغلاق ١٤٩ مؤسسة إعلامية، وتلك الأرقام تظهر أن الرئيس أردوغان كان ينتظر تلك المحاولة لتصفية حساباته مع كل من يعارض.
■ تحدثت تقارير عن انخفاض قيمة الليرة التركية.. هل تأثر الاقتصاد بشدة جراء محاولة الانقلاب؟
- منذ محاولة الانقلاب والاقتصاد يتدهور يومًا بعد يوم، وذلك دفع العديد من الأشخاص الذين كانوا مؤيدين لأردوغان للتذمر، فبعد الانقلاب تمت مصادرة أملاك عدد من رجال الأعمال، بجانب إغلاق نحو ٥٠ مؤسسة وشركة كبرى من بينها «إيبك جروب».
الاقتصاد سوف يواصل التدهور، لأن أردوغان حاليا منشغل بالسياسة ولا يهتم بالاقتصاد، لذا أعتقد أن تركيا ينتظرها مستقبل اقتصادى سيئ.
■ المظاهرة المليونية الأخيرة هل ستؤثر على النظام التركي؟
- المظاهرة الأخيرة التى شارك فيها أكثر من مليون شخص، وفاقت توقعات أردوغان نفسه، لن يكون لها تأثير كبير على النظام، ولكن إيجابياتها تكمن فى التغطية الإعلامية الكبيرة، وخروجها بدون أى حوادث خاصة أنها كانت سلمية وليس من أهدافها إسقاط النظام، فالطريق الصحيح لإسقاط أردوغان يجب أن يكون بالصناديق، وتلك المسيرة منحت الشعب الشجاعة.
■ تحدثت تقارير إعلامية غربية أن أردوغان قتل الديمقراطية.. كيف فعل ذلك؟
- المحاولة الفاشلة للانقلاب منحت أردوغان قبلة الحياة، حيث أعطته قوة كبيرة، فعجزت أمامه مختلف مؤسسات الدولة، فأردوغان حاليًا هو القاضى الكبير، ورئيس الأركان وكل شىء فى البلاد، ولا يستطيع أى شخص التحرك ضده، ولهذا الديمقراطية ماتت.
■ هل يمكن للمعارضة الظهور فى الأيام المقبلة، أم سيظل العدالة والتنمية يسيطر على مقاليد الأمور؟
- هناك محاولة لتأسيس أحزاب معارضة فى الأيام المقبلة، وكان الحزب القومى معارضًا لأردوغان قبل الانقلاب، ولكن بعد الانقلاب تغيرت الأمور، فقد استسلم الرجل لأردوغان وأصبح يسانده، وهناك نواب من الحزب القومى يحاولون تأسيس حزب جديد، ولكن لا توجد دلائل للنجاح، فلا أرى معارضة قريبة.
■ أردوغان ساند بشدة قطر فى أزمتها الأخيرة.. ما أهدافه وراء ذلك؟
- أردوغان يتدخل فى الشرق الأوسط، وبخاصة مصر والسعودية والإمارات وسوريا والعراق، ولكن لماذا؟ لأن أردوغان غير سياساته الأساسية، وكانت قضيته الأكبر «مافى مرمرة»، ورغم ظهوره معاديا لإسرائيل، إلا أنه تصالح فى النهاية معها، كما كان أردوغان حليف للملك سلمان ملك السعودية، ولكن فى يوم وليلة تحول إلى عدو للمملكة بسبب قطر، حيث اختار المصالح.
تدخلات أردوغان فى شئون الدول ليست مدروسة، وإنما دائمًا مناورات سياسية فقط، بسبب المشاكل الداخلية أو الخارجية، وعندما أسقطت تركيا الطائرة الروسية، كادت موسكو أن تحارب أنقرة، ولكنه غير موقفه من روسيا وتصالحا فى النهاية.
■ هل يمكن أن نرى ثورة ضد أردوغان؟
- المظاهرات قد تحدث مرة أخرى، ولكنى لا أعتقد أنها سوف تسقط أردوغان، لأن الثقافة التركية تغيرت كثيرًا وأصبحنا نؤمن بالصناديق.
■ لماذا الصمت على اعتقالات أردوغان العشوائية خاصة من الاتحاد الأوروبي؟
- الاتحاد الأوروبى والدول الغربية أدانت سياسة أردوغان القمعية وتسييس القضاء، ولكن ماذا سيفعلون أكثر من هذا، فقد علق الاتحاد عضوية تركيا.
ألمانيا منعت تأييد اتباع أردوغان للاستفتاء على الدستور، كما منعت دولًا أخرى المخابرات التركية من العمل ضد المواطنين الأتراك المتواجدين على أراضيها.
■ قدم العديد من النواب فى السويد مذكرات تتهم أردوغان بارتكاب إبادة جماعية ضد الأكراد.. هل يمكن سجن أردوغان؟
- أردوغان ظلم الأكراد كثيرًا، ولكنه تصالح مع حزب العمال، وكانت هناك ردود فعل على هذا التصالح، لأن هذا التنظيم إرهابى مسلح، ويستغل اسم الأكراد فقط، ويداه ملوثتان بدم ٤٠ ألف جندى تركي، واستمر التصالح ثلاث سنوات، وخلال تلك الفترة، أدخل الحزب الأسلحة، وهنا تدخل أردوغان بسبب هذا، وانتقد الحزب وأقال مسئولين نتيجة هذا، ولكن تساءل البعض: لماذا انتظر أردوغان كل تلك الفترة لمعرفة إن كانت هناك أسلحة يدخلها حزب العمال.
■ ما رؤيتك لمستقبل أزمة قطر خلال الأيام المقبلة؟
- لا بد من الحل السياسي، ولا بد أن تتخذ جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجى موقفًا لحل تلك الأزمة، وعدم انتظار تدخل أمريكا أو غيرها، وأما عن وساطة الكويت فلا بد أن يتم الأخذ بها.
ولا أعتقد أن قطع العلاقات مع تركيا سيكون مفيدًا، إلا إذا استمر أردوغان فى عناده.