الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد البساطي.. شاعر القصة القصيرة

الكاتب محمد البساطي
الكاتب محمد البساطي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"تأتي النوّة وتذهب.. تُخلّف وراءها ما تُخلّف.. مياه عكرة تغطي المساحات الشاسعة من الأرض البور بامتداد الشاطئ سرعان ما تجف.. ونفايات تذروها الرياح، وجثث يتناقص عددها من نوّة لأخرى..ويقول رجالنا: سيُريحنا البحر منهم.. يصفو الجوّ وتهدأ البحيرة بعد أن انحسرت عنها أمواج البحر.. تتلاحق أمواجها في كسل.. الشواطئ والجُزُر الصغيرة المُخضرّة وقد عادت للظهور تنفض عنها البلل.. الأرض البور تكسوها طبقة جديدة هشّة من الملح، تبدو بِكرًا وكأن الأقدام لم تطأها من قبل".
يلقب النقاد الكاتب محمد البساطي بشاعر القصة القصيرة وأميرها؛ حيث تتسم كتاباته بالتكثيف في الكلمات والمعاني واستحداث أفق شعري، يبرز فيه جوهر النفس البشرية. اهتم البساطي خلال مشروعه الأدبي بالمهمشين فلم تخرج رواياته عن الريف المصري بشخصياته المختلفة.
نشر البساطي أول قصة له عام 1962م وذلك أن حصل على الجائزة الأولى من نادي القصة. تبعها بعدد من الأعمال يصل عددهم إلى عشرين عملًا ما بين الروايات والمجموعات القصصية.
محمد البساطي أديب معاصر ينتمي إلى جيل الستينيات القصة والرواية الذي يضم كلا من بهاء طاهر، وجمال الغيطاني، وخيري شلبي، وصنع الله إبراهيم، وإبراهيم أصلان، ويوسف القعيد، لكنه يختلف عنهم في بعض التصورات الخاصة بالكتابة القصصية. فلم ينشغل البساطي في مشروعه الأدبي بجدل النظريات الفلسفية والاجتماعية والسياسية بل كانت رواياته منشغلةً بالأساس بطبيعة الإنسان المصري والعربي وجوهره الممتلئ بالتناقضات.فركزت رواتيه بجوهر الإنسان،وشبابه وشيخوخته، فوضويته ومثاليته، حياته وموته، سجنه وحريته، ذكورته وأنوثته، قرويته ومدنيته.
ولد البساطي عام 1937 في بلدة الجمالية بمحافظة الدقهلية. وحصل على بكالوريوس التجارة.عمل مديرًا عامًا بالجهاز المركزي للمحاسبات، تولي رئاسة تحرير سلسلة "أصوات" الأدبية التي تصدر في القاهرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. تدور معظم أعماله في جو الريف من خلال التفاصيل الدقيقة لحيوات أبطاله المهمشين في الحياه الذين لا يهمهم سطوة السلطة أو تغيرات العالم من حولهم.
عرف البساطي بكاتب الإيماءات والرموز واللمحات السريعة الخاطفة. وفاز بجائزة العويس وجائزة الدولة التقديرية وترجمت أعماله إلى لغات عدة منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
حصل البساطي على جائزة أحسن رواية لعام 1994 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عن روايته"صخب البحيرة" كما حصل على جائزة ''سلطان العويس'' في الرواية والقصة لعام 2001 مناصفة مع السوري زكريا تامر.ووصلت روايته "جوع" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية - البوكر.رحل البساطي في الرابع عشر من يوليو 2012 متأثرًا بسرطان الكبد وذلك بعد حصوله على جائزة الدولة التقديرية في الآداب قبيل وفاته بأيام قليلة.