لاقت رواية "المهرج" التي أصدرتها مؤسسة بتانة الثقافية مؤخرا للكاتب نعيم صبري اهتماما بالغًا من قبل عدد كبير من النقاد؛ نظرا لخصوصية تجربة نعيم من جانب ولتريثه في الإبداع من جانب آخر فرغم مسيرته الطويلة من فترة الثمانينات وحتى الآن، إلا أنه لم يصدر له سوى تسعة كتب عاشرهم كان تلك الرواية.
الاحتفاء بالرواية اتضح بشكل كبير خلال حفل التوقيع والمناقشة التي نظمته مؤسسة بتانة لأجل رواية نعيم صبري الجديدة؛ وكان حاضرها لفيف من الأدباء والنقاد ومحبي الأدب.
محمود الضبع ناقد أدبي كان من بين الحاضرين ومن ضمن الذين ناقشوا العمل وتحدثوا عن تجربة نهعيم والذي قال عن صبري إنه روائي تشغله قضايا محددة منها تفكك المجتمع وتحولاته والطبقية في المجتمع المصري، والفساد السياسي والاجتماعي والأخلاقي؛ وتأتي روايته "المهرج" لاستكمال ذلك المشروع الروائي، إذ يتقاطع فيها ثلاثة خطوط سردية؛ أولها خط الراوي السارد في مسار حياته وسفره مع زوجته إلى ليبيا ثم عودته للحياة في مصر الجديدة وانشغاله بالكتابة والموسيقى وتحليل منشورات الصحف وحياة ابنته المتزوجة من سويسري وانتقالها لفترة مؤقتة للحياة في مصر متزامنًا مع أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، وإقدامه وإحجامه للمشاركة في الثورة وأحداثها ولجانها الشعبية؛ وثانيها يتمثل في رصد ثورة المصريين ضد الاحتلال الفرنسي عام 1798، والثورة الثانية عام 1800، وذكر مقاطع من تاريخ مصر القومي للرافعي، وثالثها خط مانشيتات الصحف المتزامنة مع ثورة يناير.
ورأى "الضبع" أن البطل عبر الرواية يمتلك وعيًا وله علاقة بكبار مثقفي مصر، الأحياء منهم والأموات، أمثال نجيب محفوظ ورءوف عياد وعمار الشريعي وغيرهم، وهو قاريء متميز، لكنه مأزوم نفسيًا رغم كل ما سبق، وتتكشف هذه الأزمات عبر مشاهد عدة في الرواية تتصل به أحيانًا إلى زيارة طبيبة نفسية، ويتناول العقاقير المضادة للاكتئاب غير أن هذه الأزمات يرجعها الروائي إلى طبيعة المرحلة في مصر التي عاني ويعاني فيها المصريين بكل طبقاتهم.
