الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

روجيه جارودي.. صرخة شفافة في زمن الأقنعة الزائفة

روجيه جارودي
روجيه جارودي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حارب الصهيوينة، ولم ترهبه الهجمات الوحشية من الإعلام الغربي المدعوم ببعض رجال الأعمال المنتمين إليها، وآمن بأن مهمة المفكر هي تحطيم الأصنام والأساطير والأغلال الذي يرزح تحتها العالم الآن، ومنها الخرافات التي صاغت الدولة اليهودية في إسرائيل؛ وهو صاحب كتاب "الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل" الذي قدمه للمحاكمة والسجن مع إيقاف التنفيذ وآخر عطائه الفكري "أمريكا طليقة الانحطاط"؛ هو المفكر الفرنسي "روجيه جارودي" الذي تحل ذكرى ميلاده في يوليو، وكان تحوله للإسلام أكبر التحولات في حياته، لقد تعرف على الإسلام مبكرًا جدًا، حيث عاش في بداية الحرب العالمية الثانية تجربة فريدة من نوعها؛ لأن قوات الاحتلال الألماني قبضت على المجموعة الأولى للمقاومة الفرنسية حين سقطت باريس، وصدر الأمر بنقلها إلى معسكر "الجلفة" في جنوب الجزائر، وكان جارودي أحد أفراد هذه المجموعة الذين دعوا إلى تمرد في السجن اعتراضا على السياسة النازية، وبعد ثلاثة إنذارات من قائد المعسكر أصدر أوامره للجنود بإطلاق النار عليهم ففوجئوا برفض الجنود ذلك حتى بعد تهديدهم بالسياط، وكان هؤلاء الجنود من الجزائريين المسلمين، الذين يرون أن شرف وأخلاق المحارب المسلم تقتضي ألا يطلق النار على إنسان أعزل؛ اكتشف حينها جارودي أنه أمام منظومة قيم متكاملة لها اعتبارها، بعكس ما كان يعتقد في السابق أن المسلم شخص متوحش وهمجي.
أطلق سراحه، وبقى في الجزائر مدة عام، وخلاله التقى بالشيخ البشير الإبراهيمي، رئيس رابطة العلماء المسلمين الجزائريين الذي شرح له جوانب من حياة الأمير عبد القادر الجزائري - عدو فرنسا - كبطل محارب وعابد ناسك؛ بل كواحد من أعظم أبطال القرن التاسع عشر.
أعلن جارودي موقفا صريحًا برفضه للاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في صيف 1982 على صفحة كاملة بصحيفة اللوموند الفرنسية اشتراها لحسابه الخاص موجهًا نقدًا لاذعًا لإسرائيل والصهيونية لإقدامها على اجتياح لبنان لتغذي غرور الغطرسة والهوس المزمن الذي تزكية أمريكا، وكانت هذه المقالة بمثابة الطلقة الأولى التي خرجت من حنجرته لتعلن بداية حرب ضروس ضده.
كتب جارودي عن "كارل ماركس" و"فكر هيجل" و"النظرية المادية للمعرفة" و"ماركسية ضد العصر" حيث حاول التقريب بين الوحدوية والشيوعية فقد كتب عن حوار الحضارات بغرض كشف ادعاء مقولة صراع الحضارات ومن بين كتبه الهامة "البديل" و"ملف إسرائيل" و"أحلام الصهيونية وأضاليلها" و"الأساطير المؤسسة للسياسية الإسرائيلية" وأخيرًا كتاب "أمريكا طليعة الانحطاط".