اجتماع الفن والسياسة معادلة من الصعب أن تجتمع فى شخص واحد، فالخيال والإحساس المرهف والإبداع الذي يخلقه الفن، قد لا يلتقى مع الحكمة والدراسة والتحليل التي تتطلبه السياسة، لكنها بحنكتها وشجاعتها استطاعت أن تجمع بين الشيئين فأصبحت فنانة ومطربة مرهفة الحس وأثبتت وجودها بشكل قوي، وكانت موفقة بشكل كبير في أن تكون السياسية المخضرمة التي صعدت لتكون نائبة في مجلس الشعب عدة دورات عن دائرة الخليفة بالقاهرة، بعد أن توقفت عن الغناء. وترأست لجنة الثقافة والإعلام والسياحة في مجلس الشعب.
انها الفنانة والسياسية الراحلة فايدة كامل، التي تحل اليوم ذكرى ميلادها.
ولدت فايدة كامل فى 12 يوليو عام 1932، وحصلت على دبلوم المعهد العالي للموسيقى. غنت مجموعة من الأغاني الوطنية منها نشيد الوطن الأكبر عام 1960م، تزوجت فايدة من وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل، وفايدة كامل هي شقيقة الموسيقار عبد الرحمن الخطيب والموسيقار الراحل سليمان جميل ومطربة الأوبرا أميرة كامل.
اشتغلت بالعمل السياسى واصبحت نائبة بالبرلمان فى العام 1971 عن حى الخليفة بالقاهرة وترأست لجنة الثقافة بمجلس الشعب ودخلت موسوعة جينيس كأقدم برلمانية بالعالم.
حياتها الفنية والدراسية
بدأت موهبتها الفنية تظهر منذ سن الثامنة وكانت وقتها بمدرسة البهية البرهانية الابتدائية بحي الخليفة (أحد أحياء القاهرة الشعبية)، وشاركت في برنامج «بابا شارو» في الإذاعة، وفي سن الحادية عشرة التحقت بمعهد الموسيقى العربية مع الفنانة نجاة الصغيرة. ثم التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية والغنائية وكان يزاملها الفنان المرحوم عبد الحليم حافظ والمرحوم أحمد فؤاد حسن والموسيقار الراحل علي إسماعيل، وحصلت على دبلوم المعهد العالي للموسيقى المسرحية. وأثناء مسيرتها الفنية التحقت بكلية الحقوق وحصلت على الليسانس إضافة إلى دبلوم المعهد العالى للموسيقى.
منذ أن تولت فايدة كامل المسئولية في مجلس الشعب منذ عام 1971 كانت قضايا الوطن هي شغلها الشاغل وكذلك آمال أهل دائرتها والتي استطاعت أن تساهم إلى حد كبير في تحقيق الكثير منها، مثل إدخال مشروع الصرف الصحي ومياه الشرب ورصف الطرق وبناء 11 مدرسة وإنشاء خمسة مراكز للشباب إلى جانب بناء مؤسسات خيرية لرعاية الفقراء والأيتام وبناء المستشفيات.
استطاعت فايدة كامل كنائبة في البرلمان أن تمثل المرأة المصرية في كثير من المؤتمرات الدولية سواء الأوروبية منها أو العربية أو الإفريقية.
كما خاضت الكثير من المعارك في البرلمان من أجل أن تحصل المرأة المصرية على حقوقها كما نص الدستور خاصة في قانون الأحوال الشخصية وقانون الخلع وإعطاء الجنسية المصرية لأبناء الأم المتزوجة من أجنبى وكانت آخر أعمالها خلال رئاستها للجنة الثقافة والإعلام والسياحة هو إعدادها مشروع قانون الحفاظ على التراث السينمائي المصري، وهو من شأنه أن يحفظ لذاكرة الأمة المصرية الأفلام السينمائية التي تعتبر تدوينا وتسجيلا لثقافة الشعب المصري وحماية هذه الأفلام في ظل عصر العولمة والسماوات المفتوحة التي تسعى لطمس ثقافتنا المصرية.
لها الكثير من الأغانى الوطنية مثل دع سمائى التي ألهبت حماس الشعب أثناء العدوان الثلاثى على مصر وأغنية وطنى حبيبي الوطن الأكبر عام 1960 مع مجموعة من الفنانين مثل الفنان عبد الحليم حافظ وصباح ووردة الجزائرية وشادية ونجاة الصغيرة وغنت أيضا «عاد السلام يا نيل» التي تغنى بها الشعب العربي كله.، ولها عدد من الأغانى الدينية منها "إلهي ليس إلاك عونا فكن عوني على هذا الزمان".
