الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

إكرام لمعي يكتب: هل الكنيسة سؤال فكري؟

اكرام لمعي
اكرام لمعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سؤال هام: هل فكرت الكنيسة في ذاتها بوصفها سؤالًا فكريًا مجتمعيًا؟، بمعني أن يكون المجتمع مهمومًا بكيان وفعل الكنيسة متطفلًا عليها متفاعلًا معها منخرطًا فيها.
إن الكنيسة في كل أعمالها واتصلاتها الاجتماعية تقدم خدمات دون أن تدرس أو تتعمق أو تفهم أو تسأل لعلها تدري كيف يفكر المجتمع في طبيعتها وفكرها ونشاطاتها بوصفها سؤالًا فكريًا للمجتمع هذا الأمر لم يخطر على بال وقيادات وعلماء ومثقفي الكنيسة.
أرى أنه لابد للكنيسة أن تسأل نفسها هذا السؤال ترى أنا ككنيسة (مؤسسة دينية) وصلت أو نجحت أو أثرت في مجتمعي للدرجة التي فيها أصبح سؤالًا فكريًا عند هذا المجتمع الذي أعيش فيه؟ لماذا تسأل الكنيسة مثل هذا السؤال والإجابة ببساطة لأن المجتمع يشكل المجال الحيوي للفكر الكنسي وبه ينمو ويزدهر ومن دونه أو من دون هذا الفكر تتغير صورة الكنيسة وتتبدل وجهتها وتتعثر مهمتها وتتقلص فاعليتها، فالمجتمع يعلم أنه لا يوجد فكريرغب في عدم التواصل مع مجتمعه أو ينقطع عنه بإرادته إلا أن يكون فكرًا باليًا أو فكرًا ميتًا أو فكرًا غير منتبه لذاته أو متبصر لحاله من هنا يأتي لاهوت الانفصال عن المجتمع لأنه شرير وضرورة عدم الاختلاط بفلسفات المجتمع وتوجهاته فإذا كان الانفصال عن المجتمع هو صلب عقيدة الكنيسة و هي تقدم مجرد خدمات ولا تجيب على السؤال الفكري للمجتمع عنها فهي بهذا تحكم على نفسها بالموت إن عاجلًا أو آجلًا.
والأخطر من الموت هو أن تستدير الى الداخل ويصبح أعضاءها وكهنتها وقسوسها ومفكريها وأكاديمييها وروؤسائها هم السؤال الفكري لبعضهم البعض وهذا ما نراه على صفحات الفيس بوك والواتساب نري كنيسة تتراشق بالاتهامات نحو بعضها البعض بأسئلة فكرية وقد نسيت أن الكنيسة ككيان هي سؤال فكري من المجتمع أسف هي لم تنس هي بررت انعزالهابأنه وصية ألهية فنحن نخدم المجتمع لكننا لا نجيب على سؤاله الفكري من نحونافنحن لا نهتم بما سيقوله المجتمع عنا لأنناعملنا وحرصنا على مدى عشرات بل ومئات السنين ألا نكون كجماعة سؤالًا فكريًا للمجتمع الذي نعيش فيه.
عندما تكون الكنيسة سؤالًا فكريًا للمجتمع هنا سيقوم المجتمع بمحاججتها ومجادلتها ومساءلتهاعن كل ما يتصل بهاويكيانها وماينبغي أن تكون عليه وعن حاجاته ومتطلباته وتأخرها وتقدمها وحاضرها ومستقبلها، وهذه المساءلة لو حدثت سوف تحفز الكنيسة على النهوض وعلى التخلق بالفكرو العناية بالعلم والتنبه للذات والثقة بالإرادة والأمل في المستقبل الواعد بما يحقق تطلعات المجتمع وطموحاته، أتذكر د.القس صمؤيل حبيب عقد مؤتمرًا في التسعينات في بيت إطسا دعى إليه سياسيين ومثقفين مسلمين ومسيحيين لهم علاقة بالكنيسة والهيئة وجلسنا طوال المؤتمر نستمع إليهم كيف يرونناوكيف يفكرون فيناوماذا يريدون منا؟وبالطبع لم يتكرر المؤتمر ولم يلتقط أحد الفكرة، مساءلة المجتمع للكنيسة في حقيقته هو فعل تواصل والكنيسة لا تدرك أن فعل التواصل هذا هو مبرر الوجود وهى لا تدرك ذلك لعدم إتقان لغة المجتمع وذلك بسبب الإنصراف والاستغراق في أعمالها التجريدية البعيدة التي لا تلامس الأرض ولا الناس من تغييب للعقل والترفع والتسامي عن المجتمع والانعزال بطرق كثيرة ومتنوعة وهذا التغييب والإنعزال والتسامي هو من موارد ابتلاء الفكر الكنسي والديني بشكل عام. ولو كانت الكنيسة تدرك وتمارس أن المجتمع بالنسبة لهاهو سؤال فكري مهمومة به وأنها هي سؤالًا فكريًا للمجتمع مهموم بها ما رأينا هذا التراشق بين الأكاديميين الليبراليين والمحافظين والأصوليين والاجتماعيين والكهنة والقسوس والعلمانيين- إن صح التعبير-.
المشكلة أن كل واحد منا سؤال فكري للآخر لكن المجتمع لم يكن في يوم من الأيام سؤالًا فكريًا للكنيسة ولا الكنيسة لم تكن في يوم من الأيام سؤالًا فكرياًاللمجتمع لذلك حتى الْيَوْمَ لم تقدم الكنيسة لمجتمعها والعالم لاهوتًا مصريًا عربيا معاصرًا لأن المجتمع ليس سؤالًا فكريًا لها ولا هى سؤالًا فكريًا للمجتمع لأنها مغيبة من سنين هذا عددها.