حالة من الحرب الباردة بدأت بين الحكومة المغربية، وحزب العدالة والتنمية، المحسوب على تيار جماعة الإخوان، هذه الأيام، وذلك بعد مطالبة قيادات الحزب، بمساءلة الحكومة المغربية، بخصوص العنف الذى تمارسه السلطات في حق متظاهري الريف المطالبين بالانفصال عن البلاد.
وكان الحزب دعا على لسان أمينه العام، عبدالإله ابن كيران، لمساءلة الحكومة المغربية، بخصوص العنف المفرط الذي مارسته السلطات الأمنية في حق المتظاهرين المتضامين مع معتقلي "حراك الريف المغربي".
وتوجه كل من نبيل شيخي، وعبدالعلي حامي الدين، عضوي البرلمان المغربي، والمنتميين للحزب الإخواني، باستجواب عاجل إلى وزير الداخلية، عبدالوافي الفتيت، حول موضوع استخدام العنف لفض وقفات احتجاجية سلمية من طرف قوات عمومية.
وقال ميلود القاضي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك محمد السادس، في تصريحات صحفية، إن جماعة الإخوان في المغرب تحاول بكل الطرق حل الأزمة التي حدثت بين قيادات الجماعة، والحكومة، خاصةً بعد تصريحات ابن كيران.
وتابع "القاضي" أن هناك أزمة حقيقية تعيشها جماعة الإخوان، وذراعها السياسية "العدالة والتنمية" في المغرب، بسبب دعم الجماعة للاحتجاجات، ورفضها لمنع الحكومة لهذه التظاهرات، ومواجهتها بالعنف.
في السياق ذاته، قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إن الوضع في المغرب معقد جدًا، خاصةً أن هناك مشكلات كبيرة داخل جماعة الإخوان، وحزب العدالة والتنمية، بسبب المعركة الدائرة على المناصب بين عبدالإله بن كيران، أمين الحزب، وسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، والمحسوب على الجماعة أيضًا.
وتابع "عودة" أن حزب العدالة والتنمية يعيش أزمة حقيقية، في ظل الصراع الكبير بين تيار عبدالإله ابن كيران، الأمين العام للحزب، وتيار سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، والذي يشغل أيضًا منصب رئيس المجلس الوطني للحزب، وهذا الصراع من الممكن أن يؤدي إلى حدوث أزمات كبيرة، من الممكن أن تعصف بالجماعة من المشهد المغربي.
وأكد "عودة" أن جماعة الإخوان في المغرب، من الممكن أن تصطدم قريبًا مع الملك، خاصة أن عددا كبيرا من قيادات الجماعة أعلنت تضامنها مع معتقلي الريف المغربي الرافضين للنظام في الدولة المغربية، والمطالبين بالاستقلال.
