الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مارسيل بروست.. روائي من الزمن الضائع

مارسيل بروست
مارسيل بروست
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالقرب من مدينة باريس ولأب كاثوليكي وأم يهودية ولد الروائى والناقد الفرنسى مارسيل بروست فى مثل هذا اليوم 10 يوليو من عام 1871 وتخرج من إحدى مدارس الليسيه الفرنسية المرموقة كما درس في السوربون، وعاش حياة اجتماعية واسعة مختلطًا بالطبقة الراقية التي شكلت مادة خصبة لكتاباته الروائية.
عانى مارسيل بروست كثيرا فى حياته فإصابته بالربو منذ طفولته ووفاة والدته فى 1905 جعل منه شخصا منعزلا، ولكنه علي الرغم من صحته الهشة، واصابته المبكرة بالربو، إلا أنه كان شابا ممتلئا حيوية. بل أنه في سنوات المراهقة أسس مجلة أدبية سماها "المائدة" ولم تكفه المعارف التى حصل عليها بجهده الخاص، بل حصل على شهادات عليا في الفلسفة والقانون.
اشتهر بروست بروايته " بحثا عن الزمن المفقود" والتى تتكون من 15 جزءًا و7 مجلدات حيث صدر الجزء الأول من الرواية عام 1913 واكتملت في جزئها السابع عام 1927.
ومن المثير للتعجب هو أنه عندما بدأ بروست فى كتابتها كان يتسائل "هل أنا روائى؟"، حتى أصبحت روايته من أشهر الروايات التى كتبها إلى يومنا هذا والتى تدور حول نظرته الى العالم عبر تفتت الزمن. فالرواية تضم شخصيات متآكلة ومندثرة تقول: ان زمنها - على الرغم من تشبثها به - قد انتهى أو كاد، ولابد من انتظار الشيخوخة البائسة والموت والزوال. كما فى وصفه للحب قال أنه نوعًا من المرض أو الوهم، ثم كتب فى موضوع الزمن الذي اعتبره بروست السيد النهائي للإنسان والكون، فلعل هذا التشاؤم والحزن نابعا من حياته التى حصرها فى الحزن والإنعزال.
فاز بروست بجائزة "غونكور" الشهيرة وذلك فى 10 ديسمبر 1919، ثم كتبت عنه الصحافة وعن عمله عشرات المقالات وبهذا اطمأن قلبه حيث أنه ظل ينتظر الشهرة كثيرا فأعتبر ذلك بمثابه حلمه الذى تحقق أخيرا وأصبح من مشاهير الكتاب في فرنسا.
لم يغفل بروست فى كتاباته ذكر الأجيال الصاعدة حيث قال أن الأجيال القادمة أو الصاعدة هي أجيال العمل الإبداعي الفريد. ولكن إذا صدر هذا العمل الفريد وتم تجاهله واختفاؤه وعدم الالتفات إليه مدة طويلة خلال عصره، ثم تم اكتشافه ولفت الأنظار إليه على يد الأجيال الأحدث، فإن هذه الأجيال لن تكون " الأجيال القادمة" بل سيكونون جماعة من المعاصرين توقفت بهم حركة التطور مدة اختفاء أو إهمال ذلك العمل الأدبي.
فارق بروست الحياة بعد أن أتم روايته فى البحث عن الحياة المفقودة بخمسة أعوام وذلك عن عمر يناهز 51 عاما.