رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الاثنين، أن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في الموصل تمثل ضربة عسكرية ونفسية وسياسية كبرى للتنظيم الإرهابي، حيث حقق داعش في الموصل ما يمكن وصفه بأكبر إنجاز عسكري له منذ تأسيسه عام 2014 حتى استولى على المدينة بالكامل في أربعة أيام، مما ألحق بالجيش العراقي هزيمة مُهينة، بل وجّه موجات صادمة عبر أنحاء المنطقة العربية برمتها.
وسلطت الصحيفة، في تقريرٍ لها بثّته على موقعها الإلكتروني، الضوء على زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إلى الموصل لتهنئة قواته بالنصر على تنظيم "داعش" الإرهابي، واعتبرت أن هذه الزيارة رفعت سقف التوقعات بأن يعلن العبادي من هناك عن نجاح قواته في استعادة ثاني أكبر المدن العراقية بشكل كامل، غير أن حقيقة الأمر تؤكد أن القوات العراقية ما زالت تقاتل داعش حتى يوم أمس، ناحية شريط ضيق من الأراضي الواقعة بالقرب من نهر دجلة، وفقًا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة العبادي للموصل تأتي بعدما يقرب من تسعة أشهر على بدء المعركة لتحرير المدينة من مقاتلي داعش، ليجتمع هناك مع القادة والسكان المحليين، فيما أصبح لتنظيم داعش الآن مساحة ضيقة من الأراضي داخل العراق.
ونقلت الصحيفة عن العبادي قوله، عقب اجتماعه مع القادة الأمنيين في مدينة نينوي بالموصل: إن النصر في الموصل محسوم، وأن بقايا داعش محاصَرون الآن في الامتدادات الأخيرة من الموصل، مشيرًا إلى أنها "مسألة وقت لنعلن لشعبنا الانتصار العظيم".
وتوقّع اللواء سامي العرضي، قائد في مكافحة الإرهاب وكان من بين الحاضرين في الاجتماع مع العبادي، أن يخرج الإعلان الرسمي بالنصر على أرجح تقدير في وقت لاحق من اليوم، وقال: "إن قواتنا تتقدم الآن، ونأمل أن يُتموا مهمتهم الليلة أو غدًا، حيث تحتاج قوات الجيش العراقي ليوم أو يومين للانتهاء من مهمتهم".
وفي واشنطن أبرزت "وول ستريت جورنال" أن السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، وصف عملية الموصل بالنصر المهم، لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن القضاء على تنظيم داعش يتطلب التزامًا أكثر استدامة من جانب العراق وتحالفًا قويًّا تقوده الولايات المتحدة لدعم القتال.
