الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مسئول أمني أمريكي: قطر حمت العقل المدبر لـ"11 سـبتمبر"

تفجيرات سبتمبر
تفجيرات سبتمبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت تقارير إعلامية عالمية أن قطر كانت ملاذًا للعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، مشيرةً إلى أن هذا الدعم استمر لمدة 20 عامًا على الأقل.
وقال الكاتب الأمريكي ريتشارد كلارك، في مقالة له بصحيفة "ديلي نيوز" إن العادة درجت على ربط اسم أسامة بن لادن بالقتل الجماعي في هجمات 11 سبتمبر، وكان هناك رجل آخر كان القائد الحقيقي يسمى خالد شيخ محمد.
وأشار كلارك إلى أن خالد شيخ محمد أحد الأشخاص الذين ارتبطت أسماؤهم بالهجوم على مركز التجارة العالمي عام 1993، وكان لديه قدرة فائقة في تنظيم الهجمات الإرهابية، وهو ما كان يفتقر إليه أسامة بن لادن، حسب صحيفة "البيان" الإماراتية.
وخالد شيخ محمد باكستاني نشأ في الكويت، لكنه أمضى 4 سنوات في ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة للحصول على البكالوريوس، وبعد هجوم برج التجارة عام 1993، ظهر في مانيلا عام 1995 عندما كان متورطًا فيما تسمى مؤامرة بوجينكا لتفجير الطائرات الأمريكية في المحيط الهادئ.
وفي عام 1996، وبسبب عمليتي نيويورك ومانيلا، اعتبر خالد شيخ محمد أخطر إرهابي كبير فارّ من العدالة، ثم في وقت لاحق من ذلك العام كان هناك اتهام جنائي اتحادي مختوم، وحاولت المخابرات الأمريكية تحديد مكانه كمسألة ذات أولوية عالية.
وحسب كلارك، فإنه بعد كل هذه المطاردة تم العثور عليه في قطر؛ حيث حصل على وظيفة في إدارة المياه، ثم جاء القرار بشأن ما يجب عمله بعد ذلك إلى لجنة مشتركة بين الوكالات، وكان يرأسها كلارك نفسه، وهى مجموعة الأمن لمكافحة الإرهاب.
وأضاف "كلارك" الذي كان مسؤولًا أمنيًّا أمريكيًّا رفيعًا في إدارتي بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، أنه عقد اجتماعًا للجنة المعنية بمكافحة الإرهاب، وتوصل الحضور إلى إجماع أنه لا يمكن الثقة بحكومة قطر بما فيه الكفاية لكي تفعل ما يجب عليها، وهو الطلب من جهاز الأمن القطري اعتقال وتسليم خالد شيخ محمد.
وأرجع كلارك عدم تسليم الدوحة هذا المطلوب إلى أن للقطريين تاريخًا من التعاطف مع الإرهاب، مشددًا على أن أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر كان متورطًا في دعم الإرهاب على نحو وثيق، وله علاقات عميقة مع تنظيمات مثل القاعدة.
ونبه الخبير الأمريكي في مقالته إلى أن القرار الذي اتفقوا عليه، القيام بعملية لخطف خالد شيخ محمد من قبل فريق أمريكي، ثم نقله على الفور إلى الولايات المتحدة، لكنه يشرح أن عقبات قانونية وإجرائية أعاقت العملية، خصوصًا الجهة التي يجب أن يخضع للمحاكمة أمامها.
وذكر كلارك أن موظفي الأركان المشتركة، طوروا عملية عسكرية لها أوجه تشابه مع غزو الحلفاء للنورماندي، رصد لتنفيذها آلاف الأفراد العسكريين برًّا وجوًّا وبحرًا على الأراضي القطرية، إلا أن الطريقة السلبية للقيادة العسكرية كانت مناسبة للقول إنها لا تريد أن تكون متورطة في انتهاك أراضي دولة ذات سيادة لانتزاع رجل واحد.
وشدد على أنهم واجهوا وضعًا مماثلًا للقبض على أحد الإرهابيين في العاصمة السودانية الخرطوم، فكانت الخطة المقدمة للقبض على رجل واحد أصعب من الاستيلاء على كامل الخرطوم، مضيفًا: "من المخيب أن نقول إنه قبل 11 سبتمبر، كانت القيادة العسكرية الأمريكية مترددة جدًّا للمشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب".
وفي مواجهة مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع التي ادعت أنها غير قادرة على خطف خالد شيخ محمد في قطر، أو القيام بذلك فقط بطريقة كان من المرجح أن تبدو كأنها غزو؛ تُركت إدارة بيل كلينتون مع خيار واحد فقط: التقرب من القطريين.
وللتخفيف من المخاطر الكامنة في تلك الخطوة، طلب من السفير الأمريكي أن يتحدث فقط إلى الأمير (حمد بن خليفة)، ويطلب من الأمير أن يتحدث فقط إلى رئيس جهاز الأمن القطري، وكان الطلب هو أنه يجب عليهم القبض على خالد شيخ محمد والاحتفاظ به لبضع ساعات حتى يتمكن فريق مكافحة الإرهاب من اعتقاله ونقله إلى الولايات المتحدة.
وقال كلارك: "في غضون ساعات من اجتماع السفير الأمريكي مع الأمير، اختفى خالد شيخ محمد في الدوحة؛ هذه المدينة الصغيرة. لم يتمكن أحد من العثور عليه. وفي وقت لاحق، قال لنا القطريون إنهم يعتقدون أنه غادر البلاد، ولم يقولوا لنا كيف، وبدأ خالد شيخ محمد منذ ذلك الحين في التخطيط للهجمات الإرهابية".
وكان شيخ محمد وراء هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، وتفجيرات بالي في إندونيسيا، وقتل الصحفي الأمريكي دانيال بيرل، وغيرها من الهجمات الإرهابية.
وفي عام 2003، قبض عليه مسئولون أمريكيون في باكستان، وهو اليوم في معتقل جوانتانامو بكوبا، وفقًا لكلارك الذي اختتم مقالته بالقول: "لو كان القطريون قد سلموه إلينا كما طلب في عام 1996، ربما كان العالم مكانًا مختلفًا جدًّا".