السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

ليبيا.. دولة الميليشيات المسلحة

داعش والإخوان وأنصار الشريعة وبقايا القاعدة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خبراء: أطر داخلية وخارجية تدعم الإرهاب فى طرابلس.. والتنظيمات ستتجه نحو الغرب
تنوعت وتعددت التنظيمات المتطرفة داخل الأراضى الليبية، التى نتجت عن صراعات دامت لوقت طويل، لتصبح ليبيا دولة للميليشيات المسلحة، ومنبعا لتسلل تلك العناصر الإرهابية، لتصبح تلك الجماعات الإرهابية وعناصرها المنتشرة داخل الأراضى الليبية، مصدر خطر عليها وعلى دول الجوار أيضًا، ومن هنا ننشر خريطة الجماعات المتمركزة داخل ليبيا، وبنغازى.
تعتبر من كبرى الجماعات المسلحة ذات التوجه الجهادى فى ليبيا، وتضم مجموعة من المقاتلين الأجانب، التى تتنوع جنسياتهم من المغرب العربى وبعض الدول الإفريقية، والتى قادت عددا من عمليات التصفية والاغتيالات، ودخلت حربا طويلة مع الجيش الليبى بقيادة «حفتر»، لتصدر مؤخرا بيانا لحل نفسها بعد الخسائر التى تكبدتها فى المواجهة.
وتورطت «أنصار الشريعة» فى عدد من العمليات الإرهابية قبل إدراجها على لائحة الإرهاب، وكانت من أبرز العمليات التى وقفت خلفها استهداف وقتل السفير الأمريكى فى بنغازى فى سبتمبر ٢٠١٢.

ميليشيا درع ليبيا
تعتبر تلك الميليشيا من الأذرع الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، وتتمركز فى مدينة مصراته، وتضم داخلها ثلاث أولوية رئيسية، من بينها لواء درع المنطقة الوسطى، والذى يتخذ من مدينة مصراته مقرا له، لواء درع المنطقة الشرقية فى بنغازى، ولواء المنطقة الغربية فى الخمس وطرابلس، وتدعى تلك الميليشيا أنها قوة نظامية تابعة لوزارة الدفاع الليبية، غير أن قادتها لا ينتمون للمؤسسة العسكرية الرسمية.

كتيبة ثوار طرابلس
ميليشيا ذات توجه إسلامى، وتمثل إحدى أذرع «الإخوان»، وهى مقربة من زعيم حزب الوطن والأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة، عبد الحكيم بالحاج، يقودها العضو السابق فى الجماعة الليبية المقاتلة المهدى الحاراتى، والذى أسس من قبل «جيش الأمة»، إحدى الكتائب الجهادية المقاتلة فى سوريا، ويتركز نشاط الكتيبة فى منطقة طرابلس، والمنطقة الغربية.

مجلس شورى شباب الإسلام
يعتبر مجلس شورى الإسلام من أبرز التنظيمات التى أعلنت انتمائها لتنظيم «داعش»، عبر «إنشاء محكمة إسلامية.. وشرطة إسلامية»، والتى قادت عمليات إعدام وجلد علنية، كما واصلت ارتكاب جرائم قتل جرى غالبيتها فى بنغازى ودرنة ومع غياب ضبط الحدود والاقتتال الداخلى بين القبائل ساهم فى تدهور وتفاقم الوضع الأمنى، وسمح باستمرار الإتجار بالبشر والمُخدرات والأسلحة عبر الحدود الليبية مع تشاد والسودان، ومصر، والجزائر، ويتمركز التنظيم فى منطقة درنة أقصى الشرق الليبى.

غرفة عمليات ثوار ليبيا
تعتبر تلك الميليشيا من بين الميليشيات التى تمتلك توجهات إسلامية، وهى إحدى الأذرع القوية لجماعة الإخوان الإرهابية، والتى استغلتها الأخيرة فى عدد كبير من الصراعات السياسية لمواجهة الخصوم، وقادت عددا من عمليات الخطف والإرهاب، أبرزها اختطاف رئيس الوزراء الأسبق، على زيدان، من منزله فى ١٠ أكتوبر ٢٠١٣ الماضى بعد خلافات مع الجماعة داخل البرلمان.

كتيبة شهداء بوسليمى
وهى تمثل جماعة جهادية صغيرة تابعة للقاعدة، وزعمت مع بداية تشكيلها عدم صلتها بتنظيم القاعدة بزعم أنها كتيبة مسلحة مستقلة، ولكن على أرض الواقع، تعتبر إحدى الأذرع التابعة للقاعدة، وهى تتكون من معتقلى الجماعة الليبية المقاتلة سابقا فى سجن أبو سليم، ممن لم يلتزموا بمراجعات الجماعة لعام ٢٠٠٨، وما زالوا يحملون الأفكار الجهادية المتماهية مع فكر تنظيم القاعدة، ويتركز نشاطها فى مدينة درنة، أقصى شرق البلاد.

كتيبة الفاروق
تعتبر من الكتائب الشرسة التى تمثل إحدى الأذرع لتنظيم «القاعدة»، وتتواجد فى مصراته وشاركت فى القتال، بعدما قصف طيران الجيش الوطنى الليبى بقيادة اللواء خليفة حفتر أهدافا للمتطرفين فى مدينة مصراته، ومؤخرا، بايعت تلك التنظيمات تنظيم «داعش» الإرهابى، لكن سرعان ما نقضت البيعة، وهو ما جعل «داعش» تقتل أحد قيادتها عقابا لها على نقض البيعة.

مجاهدى ليبيا
يعتبر هذا التنظيم من أهم التنظيمات التى أعلنت مبايعة «داعش»، ووجهت القوات المصرية عددا من الضربات إليها بعد حادث المنيا، ونشر التنظيم فى بداية تشكيله بيانا صوتيا يعلن مبايعته لـ«داعش» بثلاث ولايات أهمها برقة وفزان وطرابلس، وارتكبت عددا من جرائم وأنشطة الحسبة والدعوة، بالإضافة إلى أعمال العنف المتعلقة بإعدام الرهائن المختطفين، وكان آخر هذه الأنشطة، إعدام ٢١ مصريا قبطيا على الشواطئ الليبية.

سرايا الدفاع عن بنى غازي
هى تكتل من جماعات إرهابية متطرفة فى ليبيا، ويشن هجمات ضد المرافق والمؤسسات العامة، ويستهدف جنود الجيش الوطنى الليبى، وحاول التكتل حرق النفط الليبى خلال السيطرة على الهلال النفطى.
وتشكلت جمعية «سرايا الدفاع عن بنى غازي» فى يونيو ٢٠١٦ بمدينة الجفرة جنوب ليبيا من فلول مجلسى «شورى ثوار بنغازى وأجدابيا» و«مجلس شورى مجاهدى درنة»، وهى جماعات تابعة لـ«تنظيم أنصار الشريعة»، المصنف من قبل مجلس الأمن الدولى جماعة إرهابية، وبقايا حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم جضران، وتتلقى الدعم بملايين الدولارات من دول قطر وبعض المسئولين فى المؤسسات الليبية بشكل غير مباشر.

كتيبة ١٧ فبراير
وتمثل تلك الكتيبة أكبر الكتائب المحسوبة على جماعة الإخوان، لضمها عددا كبيرا من المقاتلين، كما تمتلك عددا كبيرا من التجهيزات العسكرية، ومقرها مدينة بنغازى، وتتخذ مقرا لها من أحد قواعد الجيش النظامى فى منطقة قاريونس.
تأسست بعد ثورة ١٧ فبراير ٢٠١١، وتعد أكبر الميليشيات الإسلامية العسكرية تجهيزًا فى شرق ليبيا، حيث تتألف من ١٢ سرية على الأقل، وتضم مجموعة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، بالإضافة إلى مرافق التدريب، ويُقدَر عدد أفرادها بنحو ١٥٠٠ إلى ٣٥٠٠.
وبسبب تواجدها فى بنغازى لاقت رفضًا من المواطنين معتبرين إياها قوة عسكرية خارج إطار الجيش والشرطة، كما أنها تشغل معسكرًا تابعًا للجيش، ولا تأتمر بقيادته رغم تبعيتها الرسمية لوزارة الدفاع، تسببت عدة حوادث واشتباكات وقعت أمام مقرها أسفرت فى عدة مناسبات عن وقوع قتلى وجرحى، كما تم إخراج مواطنين تم اعتقالهم داخل معسكرها فى مرات عديدة.

سرايا رأف الله السحاتي
يبرز نشاطها فى مدينة بنغازى شرق البلاد، وتحتفظ بعدد كبير من المعسكرات والأسلحة، وتعتبر من أبرز الميليشيات التى دخلت فى أول مواجهة مع اللواء «حفتر» قائد الجيش فى بداية عملية «كرامة ليبيا»، والتى قادها الجيش الوطنى، وبدأت تلك المجموعة كجماعة منظمة فى «كتيبة شهداء ١٧ فبراير»، قبل أن يتم توسيع نطاقها لتصبح مجموعة قائمة بذاتها.
تأسست خلال الحرب التى تلت ثورة ١٧ فبراير ٢٠١١ وأطلق اسمها تيمنًا على أحد الذين قتلوا أثناء التصدى لقوات القذافى التى دخلت مشارف بنغازى فى مارس ٢٠١١، ويقدر تعداد أفرادها بألف فرد.

تنظيم أنصار الشريعة
من الأذرع الرئيسية لتنظيم القاعدة، وهى نتاج عدد كبير من التنظيمات التى توحدت فى تنظيم واحد حمل هذا الاسم، وضلع هذا التنظيم فى عدد من العمليات الإرهابية، إذ استهدف الكتيبة ٢١ صاعقة التابعة للقوات الخاصة الليبية فى ٢٩ إبريل ٢٠١٤ فى مدينة بنغازى شرق البلاد، ويضم التنظيم عشرات من العناصر الإرهابية من كل من تونس والجزائر، وأخرى عائدة من سوريا، ويعتمد فى تمويله على أموال منهوبة من مؤسسات الدولة الليبية إبان ثورة ١٧ فبراير.
وأسسها محمد الزهاوى فى مطلع ٢٠١٢، تركزت خصوصا فى بنغازى ودرنة شرق، ثم امتدت إلى سرت وصبراتة غرب، واستولت على ثكنات ومواقع عسكرية كانت تابعة للنظام السابق وحولتها إلى معسكرات لتدريب مئات المقاتلين الراغبين بالقتال فى سوريا والعراق.

كتائب عمر عبدالرحمن
لقبت تلك الكتيبة باسم الشيخ عمر عبد الرحمن، زعيم الجماعة الإسلامية الذى توفى فى أحد السجون الأمريكية مؤخرا، وهو يقضى عقوبة السجن المؤبد فى الولايات المتحدة لتورطه فى الهجوم على مركز التجارة العالمى عام ١٩٩٣، من بين مخططات أخرى، ورغم الغموض الذى يسيطر على عدد كبير من قادتها، إلا أنها كانت مسئولة عن سلسلة الهجمات التى وقعت فى بنغازى، أبرزها الهجوم الذى شنته على اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهجوم قنبلة ضد القنصلية الأمريكية، وعلى موكب السفير البريطانى.

الجماعة الليبية المقاتلة
هى تنظيم مسلح يحمل فكر السلفية الجهادية، أنشأه مجموعة من الشباب الليبيين الذين عادوا إلى ليبيا، بعد أن شاركوا فى الحرب الأفغانية السوفيتية، قام بعمليات مسلحة فى مواقع مدنية وأمنية بليبيا فى تسعينيات القرن العشرين بهدف إسقاط نظام القذافى، إلا أن القوات المسلحة الليبية وأجهزة الأمن قضت عليهم، واعتقلت مجموعة كبيرة منهم، وفى عام ٢٠٠٩ قام زعماء الجماعة بمراجعة أفكارهم وقدموا اعتذارًا للدولة، الأمر الذى أدى إلى إطلاق سراحهم.
انخرطت الجماعة الليبية المقاتلة فى القتال صفًا واحدًا مع تنظيم القاعدة ضد السوفييت والمجموعات الأفغانية المعادية لطالبان، وفى عام ٢٠٠٧ أعلن أيمن الظاهرى فى بيان مشترك مع أبوالليث الليبى انضمام الجماعة لتنظيم القاعدة تحت إمرة أسامة بن لادن، غير أن الإرهابى عبد الحكيم بلحاج، وثيق الصلة بقطر، أعاد الجماعة الليبية إلى الواجهة عندما كان قائدًا للمجلس العسكرى فى طرابلس إبان ثورة ١٧ فبراير.

مستقبل الجماعات الإرهابية
وعن مستقبل الجماعات الإرهابية داخل الأراضى الليبية، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن القوات الليبية تبذل جهدا كبيرا فى تنظيف المنطقة الشرقية، وحققت ناجحات واضحة.
وأضافت أن انتشار التنظيمات وعناصرها فى ليبيا، يجعل من المبكر تحديد مستقبلها فى حربها ضد القوات الليبية، مبينة أن فى حال خروج هذه العناصر والتنظيمات من بنى غازى يجعلها تتجه إلى مناطق أخرى لترتيب أوراقها ومن ثم تعاود الهجوم على بنغازى.
ولفت إلى أن الأخطر من هذه التنظيمات، وجود الأطر التى تدعم الإرهاب داخل ليبيا، سواء من الداخل أو الخارج، موضحة أن فى الداخل حكومة «السراج» لا تحارب هذه التنظيمات بالشكل المطلوب، إضافة إلى البرلمان السابق الذى كان ينتمى إلى جماعة الإخوان، وبالتالى يدعم تواجد هذه التنظيمات.
ومن جانبه، توقع الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن فى حال نجاح القوات الليبية فى طرد الجماعات المسلحة من داخل بنى غازى، سيكون اتجاه عناصر التنظيمات نحو غرب ليبيا، لأنها تتمتع بحواضن إرهابية كثيرة لا تزال قائمة، إضافة إلى أن حكومة الغرب لا تقاوم الإرهاب مقاومة كافية.