الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الأحد.. وزير الآثار يفتتح أعمال ترميم 3 مبانٍ أثرية بشارع المعز

 الدكتور خالد العناني
الدكتور خالد العناني وزير الآثار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يفتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار في السابعة من مساء بعد غد الأحد مباني محب الدين أبو الطيب وسبيل وكتاب خسرو باشا وقبة الصالح نجم الدين أيوب بشارع المعز، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها ورفع كفاءتها.
ومن المقرر أن يحضر مراسم الافتتاح مجموعة من الوزراء وسفراء الدول الأجنبية بالقاهرة ومديري معاهد الآثار الأجنبية بمصر وعدد من الشخصيات العامة.
وأوضح محمد عبدالعزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية ان هذه المباني الثلاثة هي أول مجموعة يتم افتتاحها من ضمن 7 مبان أثرية يتم ترميمها حاليا وهي مقعد الأمير ماماي السيفي والمدرسة الصالحية وسبيل خسرو باشا وقبة الصالح نجم الدين وقاعة محب الدين أبو الطيب وخانقاة سعيد السعداء ومجموعة أبو الذهب، ما يأتي في إطار الحملة القومية التي دشنتها وزارة الآثار عام 2015 لإنقاذ 100 مبنى أثري بالقاهرة التاريخية.
وكانت وزارة الآثار ممثلة في مشروع تطوير القاهرة التاريخية قد رصدت مبلغ 9 ملايين جنيه مصري لترميم المباني السبعة والتي ستؤتى أولى ثمارها يوم الأحد القادم بافتتاح المباني الثلاثة.
قاعة محب الدين أبو الطيب 
توجد هذه القاعة بمنطقة النحاسين وتتميز تصميمها المعماري المتكامل حيث تعد من أجمل وأكمل القاعات المملوكية، كما أنها تتميز باكتمال العناصر المعمارية للقاعة حيث يوجد بها ملقف، شخشيخة، شاذروان ونافورة. 
يرجع تاريخ هذا الأثر لعام 751 هـ / 1350 م، أنشأه الشيخ محب الدين الشافعي أحد المعاصرين لفترة حكم السلطان الناصر حسين ابن الناصر محمد بن قلاوون. وقد سكن هذا الأثر الكثيرون منهم الأمير عثمان كتخدا في القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي.
وأشار شريف فوري المنسق العام لشارع المعز إلى أنه لم يتبق من هذا الأثر سوى القاعة الرئيسية وبعض الغرف المجاورة الموزعة على طابقين.
وتتكون العمارة الخارجية لهذه القاعة من واجهة رئيسية تطل على شارع بيت القاضي بها ثلاثة أدوار.
أما عمارتها الداخلية فهي عبارة عن دهليز به سلم حجري يصعد بواسطته للدورين العلويين، وعلى يسار الداخل حجرة صغيرة يغطيها سقف خشبي حديث وتجاورها فتحة باب تفضي إلى درقاعة على جانبيها سدلتين صغيرتين يغطي كل منهما سقف من البراطيم الخشبية أسفلها إزار خشبي عليه كتابات نسخية أما السدلة الأخرى فعليها لوحة تأسيسية حجرية.
وأشار عبد العزيز إلى أن القاعة كانت تعاني من بعض الشروخ وتدهور حالة البلاط، بسبب ارتفاع نسبة الأملاح والرطوبة والأمطار ما دفع وزارة الآثار للبدء في مشروع ترميم القاعة بما يضمن حمايتها وصيانتها.
وقد اشتمل مشروع الترميم على علاج وترميم الأحجار وكذلك العناصر الرخامية والجصية والخشبية كما تم تنظيف وترميم الأسقف المزخرفة والمذهبة بالإضافة إلى ملء الشروخ والتشققات.
سبيل كتاب خسرو باشا
يقع هذا السبيل بشارع المعز لدين الله الفاطمي أمام مجموعة السلطان قلاوون. ويعتبر من أقدم الأسبلة العثمانية الباقية بمدينة القاهرة.
وأكد عبد العزيز أنه رغم بنائه في العصر العثماني إلا أنه يعد امتداد للنموذج المحلي المصري في تخطيط الأسبلة والذي كان سائدا خلال العصر المملوكي، وأعلى السبيل يوجد الكتاب. 
بني هذا الأثر خسرو باشا، الوالي العثماني على مصر في الفترة ما بين 941: 943 هـ / 1535م: 1537، وهو يعتبر أقدم سبيل مستقل غير ملحق بمبان أخرى متبقي من العصر العثماني بالقاهرة. 
التخطيط المعماري للسبيل متميز حيث يوجد به واجهتان مطلتان على الشارع أحدهما شمالية غربية والأخرى شمالية شرقية ويتوج كل منهما من أعلى نص تأسيسي بخط الثلث يشمل اسم منشئه وتاريخ الإنشاء.
يتكون السبيل من حجرة مستطيلة يوجد في الضلع الشمالي الغربي منها دخلة مستطيلة بها شباكين تسبيل مغشيان بمصبعات من النحاس وفي مقدمة كل شباك منهما يوجد رف من الرخام كان مخصصا لوضع طاسات وكيزان للشراب.
ويتم الوصول إلى الكتاب الذي يعلو السبيل مباشرة عن طريق سلم حديدي، وتأخذ حجرة الكتاب نفس تخطيط حجرة السبيل. 
وأوضح فوزي أن عوامل الرطوبة أدت إلى تدهور حالة السبيل والكتاب، فقامت الوزارة بإعداد مشروع لترميمه ورفع كفاءته، وتغيير منظومة الإضاءة به.
واشتمل المشروع على علاج بعض الأحجار الأصلية بالسبيل ومعالجة تأثيرات الرطوبة والعوامل المناخية، كما تم تنفيذ أرضيات حجرية لتسهيل الوصول لغرفة التسييل.
كما تم الانتهاء من أعمال الترميم الدقيق والذي شمل ترميم ومعالجة الأحجار والعناصر الرخامية والخشبية والأحجبة النحاسية.
قبة الصالح نجم الدين أيوب 
تقع قبة الصالح نجم الدين بمنطقة النحاسين بشارع المعز لدين الله الفاطمي، وتمتاز بالنسب الجميلة والزخارف الفريدة والتي تعد من أبدع زخارف القباب في مصر. وقال عبد العزيز ان الملكة شجر الدر انشأت هذه القبة عام 648 هـ 1250 م لنقل رفاة زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب إليها بعد وفاته بالمنصورة ونقل جثته إلى القاهرة لدفنه بإحدى قاعات قلعة الروضة.
وتتكون هذه القبة من مساحة مربعة لها واجهة واحدة رئيسية يشغلها ثلاث دخلات معقودة بعقود منكسرة، يشغل المستوى السفلي لكل منها فتحة شباك مستطيل مغشى من الخارج بحجاب من مصبعات حديدية.
يؤدي المدخل إلى دركاه مستطيلة، واستطرد عبد العزيز قائلا: أما الغرفة الضريحية من الداخل فهي عبارة عن غرفة مربعة المساحة فرشت أرضيتها بالرخام ويتوسط أرضيتها تابوت خشبي مستطيل يحيط به مقصورة من خشب الخرط ونقش على التابوت كتابات بخط النسخ لآيات قرآنية ونص باسم صاحب القبر.
ويتصدر الجانب الجنوبي الشرقي منها حنية محراب على هيئة حنية نصف دائرية يتقدمها عقد مدبب يرتكز على عمودان من الرخام، ويؤزر جدران القبة الضريحية الأربعة إفريز خشبي عليه كتابات بخط النسخ، ويعلو هذا الإفريز إطار مثمن كان مخصصا لحمل المشكاوات والقناديل لإضاءة القبة من الداخل، ويعلو مربع القبة منطقة انتقال تحصر فيما بينها أربعة نوافذ ثلاثية يلي ذلك رقبة القبة ثم الخوذة وهي ملساء خالية من الزخارف ويتدلى من مركزها ثريا من النحاس.
وأكد عبد العزيز أن استدعى هبوط أرضية المدفن وانفصال أرضيات الأحجار وخاصة بالمدخل إلى التدخل الفوري لإنقاذ القبة وترميمها. فتمت معالجة الهبوط الحادث بالأرضيات، وكذلك معالجة الشروخ الناتجة عن زيادة نسبة الرطوبة، بالإضافة إلى ترميم كافة العناصر الخشبية بالقبة من أحجبة وأبواب وشبابيك، ورفع كفاءة شبكة الإضاءة والكهرباء بها.