الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

المخابرات الأمريكية تقود المنطقة.. وإسرائيل الرابح الأكبر

رؤية تحليلية لتطورات الأحداث فى الشرق الأوسط

اللواء محمد رشـاد
اللواء محمد رشـاد وترامب وتميم وبوتين ونتنياهو وروحاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
روسيا بدأت فى جنى ثمار توغلها بالمنطقة.. «CIA» مسئولة عن تحقيق الأمن الأمريكى بالعالم
واشنطن تسعى لتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات من خلال «الفوضى الخلاقة»
الهدف من تغذية الصراع ضد إيران هو دمج إسرائيل في الإقليم

تمر منطقة الشرق الأوسط بتطورات خطيرة، حيث بدأت روسيا تجنى ثمار تدخلها القوى فى سوريا وتحقيق نتائج إيجابية فيها بعد توغلها فى المنطقة، بحيث أصبحت قوة فاعلة فيها وإنشائها حلفا مع إيران وتركيا لحماية المناطق الآمنة فى سوريا، بالإضافة إلى استمرار الصراع بين دول مجلس التعاون الخليجى وإيران نتيجة توغل الموقف الإقليمى على موقف الدول العربية وما ترتب عليه من اختلال موازين الأمن وتهديده للأمن القومى العربي.
وازداد الموقف اشتعالا فى المنطقة بعد زيارة الرئيس ترامب والتى شملت المملكة العربية السعودية وإسرائيل بالشكل الذى يمس السعودية وباقى دول منطقة الخليج العربى والدول الإسلامية ومنها جمهورية مصر العربية، الأمر الذى يتطلب إلقاء الضوء على الموقف فى الشرق الأوسط والآثار التى ترتبت على هذه الزيارة وردود فعلها.

الموقف الأمريكى
1- ثوابت الموقف الأمريكى تتمثل فى أن المخابرات المركزية الأمريكية هى المسئولة عن تحقيق الأمن القومى الأمريكى على مستوى العالم من خلال استراتيجية واضحة ومحددة تحقق أهداف الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها القومية، وعلى الإدارة الأمريكية إدارة هذه الأهداف والحفاظ على مصالح واشنطن بدون تعديل، وكل ما يمكن أن تقوم به الإدارة الأمريكية إذا لزم الأمر هو تغيير أسلوب تحقيق الأهداف دون المساس بها.
2- إن الهدف الرئيسى للمخابرات الأمريكية هو إعادة بناء الشرق الأوسط الجديد وصولا إلى تقسيم دوله إلى دويلات من خلال إطلاق استراتيجية الفوضى الخلاقة منذ سنة ٢٠٠٦ والتى فشلت نتيجة عدم قدرة إسرائيل على النيل من حزب الله خلال الحرب بينهما سنة ٢٠٠٦، وتحولت بعد ذلك إلى تدريب مجموعات من شباب دول منطقة الشرق الأوسط على عمليات التواصل الاجتماعى وحشد الجماهير للتحرك ضد الأنظمة الحاكمة للضغط عليها لإحداث التغييرات اللازمة لانطلاق التحول الديمقراطي، وهو ما أطلقت عليه الربيع العربي، إلا أن هذه الضغوط أدت إلى التخلص من الأنظمة الحاكمة فى تونس ومصر، وترتب عليها الفوضى وعدم استقرار هذه الدول والتى ما زالت تعانى منه حتى الآن، الأمر الذى أدى إلى الانهيار الاقتصادى لها، وامتدت الفوضى وانعدم الاستقرار إلى ليبيا وتدخل مساعدات حلف شمال الأطلنطى بالأسلحة والمعدات للمتظاهرين فيها والتى نجحت فى التخلص من نظام معمر القذافى بقيادة الجماعات الإسلامية والتى ما زالت تعبث بالأمن القومى الليبى حتى الآن.
3- واستكمالا لتحقيق هذا الهدف فقد التقطت المخابرات الأمريكية نوايا جماعة الإخوان المسلمين بعد تقلدها الحكم فى مصر سنة ٢٠١٣ لإنشاء الخلافة الإسلامية من خلال مشروع الإسلام السياسي، وتعاونت معها لدعم هذا المشروع وصولا إلى تقسيم الشرق الأوسط إلى مشروعين أحدهما الخلافة الإسلامية والآخر المشروع الصهيونى واضعة فى اعتبارها بالنسبة للمشروع الإسلامى أن إنشاء الخلافة الإسلامية على المدى القريب سيتحول إلى دويلات فى ظل عدم اتفاق الحكام العرب الذين نادرا ما يتفقون، وبذلك يتحقق الهدف الأمريكى بدون جهد أمريكى مباشر بالإضافة إلى أنه مع بدء إنشاء الخلافة الإسلامية سيزيد التعصب الإسلامى وستتولى دولة الخلافة الإسلامية الحد من المتعصبين أو تصفيتهم وبذلك يتقلص الإرهاب الإقليمى والدولي.
4- ومع تنحية نظام حكم الإخوان المسلمين فى مصر فلقد فقدت المخابرات الأمريكية ركيزة أساسية لتقسيم الشرق الأوسط، مما أدى إلى محاولة الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس أوباما الضغط على مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو سنة ٢٠١٣ لإشراك جماعة الإخوان المسلمين فى المنظومة السياسية لمصر وما زالت أهداف المخابرات الأمريكية قائمة ومن المتوقع استمرارها وإن كان من الممكن تغيير الأسلوب فى ظل رئاسة ترامب الحالية.
5- وتأتى زيارة الرئيس ترامب للمملكة العربية السعودية، والتى تضمنت ثلاثة لقاءات أولها مع المسئولين بالسعودية والتى تمخضت عن إبرام اتفاقيات عسكرية لإمدادها بأسلحة متطورة بقيمة ١١٠ مليارات دولار بالإضافة إلى اتفاقيات أخرى فى جميع المجالات خلال عشر سنوات بإجمالى إلى حوالى ٣٠٠ مليار دولار، وثانيها اجتماع مع دول مجلس التعاون الخليجى تم خلاله إبرام اتفاقيات عسكرية للإمارات العربية، وثالثها اجتماع مع رؤساء ٥٥ دولة إسلامية لوضع استراتيجية للقضاء على الإرهاب وحماية دول منطقة الشرق الأوسط من الخطر الإيرانى وحاجة دول منطقة مجلس التعاون الخليجي.
6- ومن خلال تقييم زيارة الرئيس ترامب للمنطقة بدءا بالمملكة العربية السعودية فإننا نشير إلى التالي:
- إن جميع الاتفاقيات التى تمت مع المملكة العربية السعودية ودول منطقة الخليج العربى تتوافق مع توجه الرئيس ترامب وحملته الانتخابية وما قبلها، والتى تضمنت ضرورة أن تدفع دول منطقة الخليج العربى تكلفة الحماية الأمريكية من عدوها الرئيسى إيران طبقا لمعطيات دول مجلس التعاون الخليجى واتفاق الإدارة الأمريكية معها، وتأتى صفقة الأسلحة والمعدات الأمريكية للمملكة العربية السعودية لتحقيق الحماية ضد إيران، وفى هذا المجال لا بد من الإشارة إلى أن بناء ترسانات الأسلحة إذا وصلت إلى مرحلة التشبع من الأسلحة المتطورة فإنه ينصب عليها نفس التعامل مع الأسلحة الذرية (تجميد استخدامها) وبالتالى يقتصر استخدامها على التلويح بالردع العسكرى دون الدخول فيه لقدراتها ونتائجها التدميرية لجميع دول المنطقة بما تشير أيضا إلى أن حسابات ميزان القوى بين الدول لا تخضع لجداول مقارنة القوات لكن عناصره الأساسية تكمن فى محصلة المقدمات الفاعلة من تسليح وتدريب وتطوير.
- إن الهدف الأمريكى من تغذية الصراع ضد إيران يحقق استراتيجية المخابرات المركزية الأمريكية فى مجالات إثارة الفوضى وعدم استقرار المنطقة لتهيئتها للتقسيم بالإضافة إلى أن أخطرها هو دمج إسرائيل فى المنطقة والتى عجزت تحقيقه منذ نشأتها فى ظل ما ورد بالبند رقم (٢) من قمة الرياض لإنشاء تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجى لتحقيق السلم والأمن فى المنطقة والعالم، وبالتالى تتهيأ الفرصة الذهبية لها لاختراق منطقة الخليج العربى من خلال مخططها الاستراتيجى لتحقيق خطة الاقتصاد الإقليمي، والذى يهدف إلى أن تصبح إسرائيل مركزا اقتصاديا إقليميا يتبعه كل اقتصاديات الدول العربية وما يترتب عليه من التأثير فى القرار السياسى العربى انطلاقا من ان القاطرة الاقتصادية تقود القاطرة السياسية.
- تشغيل الآلة العسكرية الأمريكية وتنشيط الاقتصاد الأمريكى وتحويل دفة التنافس الداخلى حول العلاقة مع روسيا إلى العلاقة مع إيران وتضخيم خطرها على دول منطقة الشرق الأوسط بما يخدم المزيد من مبيعات الأسلحة لدول الخليج العربي.
- استنزاف أموال دول الخليج العربى فى التسليح الأمريكى وما ترتب عليه من دخول إسرائيل فى هذا المجال لابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية والحصول على أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة ٢٨ مليار دولار للدفاع عن نفسها أيضا ضد إيران.

الموقف الإيراني
تصاعدت حدة الصراع الأمريكى الإيرانى بقيادة الرئيس ترامب وتطابقه مع موقف دول مجلس التعاون الخليجى منها الأمر الذى يتطلب إلقاء الضوء على ثوابت المواقف الإيرانى وتطوراته كالتالي:
1- إن امتلاك إيران للتكنولوجيا النووية لم يحدث فى غيبة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث فرضت معايير الأمن والسلم الدولى فى العالم والذى تديره المخابرات الأمريكية ضرورة موازنة النشاط النووى الإسرائيلى بالسماح بإنشاء قوة نووية أخرى بالمنطقة.
2- وعندما وصلت إيران إلى بداية المستوى كدولة نووية، دفعت الولايات المتحدة الأمريكية مجلس الأمن الدولى ومعه ألمانيا لاتخاذ قرار بالسيطرة على النشاط النووى الإيرانى من خلال مباحثات دول (٥+١)، وتم تسوية الموقف مع إيران بعد مباحثات مضنية شملت الترغيب والترهيب من الولايات المتحدة الأمريكية خلال المباحثات ولقد كان الدافع فى المباحثات هو النشاط النووى الإيرانى والسيطرة عليه بالقدر الذى لا يصل مستواه إلى تصنيع القنبلة الذرية، بالإضافة إلى أن الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة يمكن استغلالها فى التنمية الإيرانية ومردوها الذى يرفع مستوى الطبقة المتوسطة فى المجتمع الإيرانى والذى يؤدى إلى تحقيق التعصب العقائدى (الشيعى ) ويهيئ الظروف لنمو الديمقراطية فى إيران.
3- إن تسوية الملف النووى الإيرانى دون النص على إجراءات لتحجيم إيران ومنه نشاطها المضاد لدول مجلس التعاون الخليجي، أدى إلى ردود فعل سلبية من هذه الدول تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وخلف حالة من الغضب الشديد تجاهها خاصة من المملكة العربية السعودية الحليف القوى لها فى المنطقة، ولقد حاول الرئيس السابق أوباما فى زيارته الأخيرة للسعودية امتصاص غضب الرياض ومعها دول مجلس التعاون الخليجى بتبريره أن ذلك هو حدود وإمكانيات الإدارة الأمريكية فى ظل منظومة الأمن القومى لواشنطن، وهو ما أدى بالإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس ترامب إلى ضرورة التحول من سياسة الاحتواء لإيران إلى سياسة تحجيم إيران من خلال زيادة تسليح دون مجلس التعاون الخليجى وخاصة المملكة العربية السعودية والذى يتوافق مردوده المالى مع توجيهات ترامب بضرورة دفع دول الخليج تكلفة الحماية الأمريكية لها.

الأزمة القطرية
1- لقد كانت الأزمة القطرية أحد روافد زيارة الرئيس ترامب للمملكة العربية السعودية، والتى ركزت على محاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله وحماية دول مجلس التعاون الخليجى من الأخطار الإيرانية وأشارت كل الدول العربية إلى قطر عندما أثار الرئيس ترامب خلال المؤتمر ضرورة القضاء على الإرهاب باعتبارها من الداعمين الرئيسيين له، وتطورت الأحداث بعد الزيارة على إثر الانتقادات التى وجهها حاكم قطر ووسائل إعلامه ضد قرارات المؤتمر وخاصة التصعيد ضد إيران، بالإضافة إلى تطاول وسائل إعلامه على السعودية والنظام الحاكم بها، وترتب عليها أن وجهت المملكة العربية السعودية ومعها دول الإمارات العربية والبحرين ومصر صفعة قوية ومفاجئة لقطر تضمنت قطع العلاقات معها وجميع وسائل الاتصال والمواصلات برا وبحرا وجوا وترحيل القطريين من هذه الدول.
2- ولما كانت قطر تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية فى الشرق الأول (العديد) والتى تحتوى على ٨ آلاف من العسكريين الأمريكيين وثلاثة آلاف من دول أخرى، وتستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية فى توجيه الطلعات الجوية ضد داعش فى سوريا والعراق، كما أن دولة قطر تقوم بتنفيذ الأدوار التى تكلف بها من المخابرات الأمريكية ومنها فتح قنوات اتصال مع حركة حماس وحركة طالبان للاتصال بهما عند الحاجة، بالإضافة إلى أية اتصالات غير مباشرة مع إيران، ولذلك فلقد توالت ردود فعل مقاطعة قطر من الجانب الأمريكى كالتالي:
1- أعلن وزير الخارجية القطرى أن علاقة قطر استراتيجية وممتازة من المؤسسات الأمريكية الرسمية ولا تقاد عبر المؤسسات الهامشية.
2- وفى نفس الوقت فقد تناولت وسائل الإعلام الأمريكية تعليقات المسئولين الأمنيين والعسكريين والدبلوماسيين حول الأزمة منها بعدم الموافقة على عزل قطر فى ضوء أهميتها بالنسبة للمصالح العسكرية والدبلوماسية الأمريكية، بالإضافة إلى أن الإدارة الأمريكية شعرت بالصدمة من قرار المملكة العربية السعودية وباقى الدول العربية ولذلك فإنها ستحاول تهيئة الأجواء لرفع العزل عن قطر لأهميتها لتحقيق المصالح العسكرية والدبلوماسية للولايات المتحدة الأمريكية لدرجة تستدعى عدم عزلها.
3- وانطلاقا مما سبق، فإن تصريحات المسئولين الأمريكيين عسكريين ودبلوماسيين تؤكد أن قطر تلعب دورا هاما لصالح الولايات المتحدة الأمريكية مخابراتيًا وعسكريا، ولعبت هذا الدور مع الجماعات الإسلامية فى سوريا بالوكالة عن المخابرات المركزية الأمريكية منذ بدء الصراع مع النظام السورى سنة٢٠٠٧، واستمرت فى ذلك لدعم الجماعات الإسلامية على مستوى الشرق الأوسط كله ومن هنا يتطلب الأمر مناقشة وتقنين موقف الولايات المتحدة الأمريكية من جماعة الإخوان المسلمين، لأنه بالرغم من طلب معظم الدول العربية وخاصة مصر أن تضع الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب باعتبارها جماعة إرهابية إلا أن المخابرات المركزية الأمريكية ومراكز صناعة القرار الأمريكية لا توافق على هذا الإجراء بحجة أن ذلك يحولهم إلى إرهابيين وتظل هذه القناعة قائمة حتى الآن ولن تتغير لأنها من أدوات المخابرات الأمريكة لإنشاء الشرق الأوسط الجديد وتقسيم الدول حاليا إلى دويلات لصالح الكيان الصهيوني.
4- ولكل المعطيات والعوامل السابقة وعلى إثر زيارة الرئيس ترامب للمنطقة وعودة مفتاح المنطقة للاستقرار فى البيت الأبيض الأمريكى ومراكز صناعة القرار (المخابرات الأمريكية) فى واشنطن، ورغبة الولايات المتحدة الأمريكية متمثلة فى المنظومة الأمنية والدفاعية والدبلوماسية فى رفع الحصار عن قطر فإنها ستمارس الدعوة للمصالحة بين قطر والسعودية والإمارات العربية والتنسيق مع جهود الكويت وبقية دول مجلس التعاون الخليجى ومن المتوقع الوصول إلى حل وسط بين الطرفين لإزالة الخلافات بين أطراف الأزمة خاصة وأن البديل هو إنضمام قطر إلى الحلف الروسى الإيرانى التركى والذى يهدد الأمن القومى الأمريكى والمصالح الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط وينال من قطبية الولايات الأمريكية عالميا وهو ما لا تسمح بحدوثه الولايات المتحدة الأمريكية.

منطقة الشرق الأوسط
1- مع استبعاد المواجهات العسكرية والصراع العسكرى بين المملكة العربية السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجى وإيران فى ظل خطورة استخدام ترسانات الأسلحة بينهما واقتصاره على التلويح بالردع العسكرى دون الدخول فيه، فإن الصراع السياسى والعسكرى بينهما سيتحول فى ظل الحرب الباردة إلى صراع طائفى خاصة مع تصميم إيران على استكمال مشروعها التوسعى الإقليمى وهو ما يؤدى فى حالة استمراره إلى إنهيار المنطقة كاملة لصالح الكيان الصهيوني.
2- أنه من الأسباب الرئيسية لتمدد إيران فى المنطقة يكمن فى تفجر صراعات المنطقة وليس فى توقيع الاتفاق النووي.
3- إن القضية الفلسطينية ستستمر معلقة بدون أية عوامل إيجابية لحلها فى ظل غياب الإدارة العربية والتى تلاشت نتيجة الصراعات بين الدول العربية، والتى أدت إلى تحول الصراع العربى الإسرائيلى إلى صراع حضارى يحكمه الإمكانيات الاقتصادية والتكنولوجية الإسرائيلية، وتسانده قوة عسكرية قادرة على حمايته وتركيز الحكومة الإسرائيلية على السلام الاقتصادى مع الفلسطينيين فقط دون غيره، مع إرجاء حل الدولتين الذى لو اضطرت لتنفيذه سيكون مطبقا للتصور الإسرائيلى الذى يؤدى إلى أن تصبح الدولة الفلسطينية جزر منعزلة نتيجة التمسك بالاستيطان فى الضفة الغربية مع التمسك أيضا بحقها فى التوغل داخل الدولة الفلسطينية مع الوضع فى الاعتبار أن أمن إسرائيل فى هذه الحالة يبدأ من نهر الأردن.
4- إن المواقف والإجراءات العربية والأمريكية فى المنطقة تصب جميعها فى مصلحة الكيان الصهيونى بدون أدنى جهد منه ويحقق الفرصة الذهبية له لاختراق اقتصاديات دول المنطقة من خلال مخططه الاقتصادى الاستراتيجى لتصبح إسرائيل مركزا اقتصاديا اقليميا يتبعه كل اقتصاديات دول المنطقة وما يترتب عليه من التأثير على القرارات السياسى بها.