منذ البداية عملت تركيا على تعقيد الأزمة الخليجية بمحاولة تعويض قطر عن الحصار الذي فرضته عليها شقيقاتها العرب وإفراغه من مضمونه بإمدادها بالسلع الغذائية الرئيسية ما زاد الدوحة عنادا وتسبب في مزيد من التصعيد للأزمة.
فبالإضافة إلى أكثر من 3000 جندي تركي أرسلتهم تركيا إلى قطر منذ بدء الأزمة لحماية منشآتها وقصورها الرئاسية، أرسلت تركيا أكثر من 144 طائرة على متنها مواد غذائية أساسية لدعم النظام التركي وكسر الحصار المفروض على الدوحة.
كما وصلت أول سفينة تركية محملة بالغذاء إلى ميناء حمد في الدوحة أمس قادمة من ميناء إزمير التركي وعلى متنها ثلاثة آلاف طن من المواد الغذائية وفقا لوكالة "قنا" القطرية.
وقال وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، في تصريحات سابقة، إن "تأمين احتياجات دولة قطر عن طريق الطائرات لا يمكن أن يستمر، لتكلفته الباهظة".
وأقلعت نحو 144 طائرة تحمل المواد الغذائية من تركيا باتجاه الدوحة منذ بداية الحصارعلى قطر، حيث وصل حجم الصادرات من تركيا إلى قطر نحو 33 مليون دولار خلال عشرين يوما فقط.
ومن جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن بلاده لن تغلق قاعدتها العسكرية في قطر إلا بطلب من الدوحة، وفقا لوكالة "الأناضول" التركية.ً
وأضاف أردوغان:"هناك أزمة حقيقية في كل من سوريا والعراق، والآن لا نريد حدوث أزمة في منطقة الخليج"، مؤكدا أن مطالب الدول المقاطعة لقطر تلغي صفة الدولة عن الأخيرة، مشددا علي أن قطر دولة ذات سيادة.
وتابع أردوغان أنه لا يمكن القبول بفرض عقوبات على استيراد قطر للأغذية والأدوية والملابس، وأنه من غير الممكن أبدا اعتبار قطر بمثابة دولة "إرهابية".
وأوضح السفير محمد المنيسي، سفير مصر السابق في الدوحة، أن تركيا وإيران الدولتين الداعمتين لقطر تحاولان مساندتها وتقليل آثار الحصار علي الرغم من أن الأزمة الخليجية لن تسهم في تقريب تركيا وإيران بل أنها تعمل علي تأجيج الصراع بين مطامعهما بإحياء الإمبراطورية الفارسية في الخليج وإعادة الخلافة العثمانية في منطقة الشرق الأوسط.
ومن جهته، قال السفير جلال الرشيدي، عضو وفد مصر الدائم في الأمم المتحدة سابقا، أن تركيا لها ذراع عسكري في الدوحة وتم توقيع اتفاقية عسكرية بين الجانبين، لافتا إلي قيام تركيا بإرسال 3000 جندي إلي الدوحة منذ بدء الأزمة.
وأضاف مساعد وزير الخارجية، في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"أن تركيا كانت أكثر المستفيدين من الأزمة الخليجية لأنها سمحت لها بوضع قدمها في الخليج العربي وإحياء تطلعات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعادة الخلافة العثمانية.