رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الدوحة تختار الاستمرار في سياستها الداعمة للإرهاب.. الدول الأربع لا تزال تفتح باب التوبة أمام قطر وتوقعات بتصعيد في قمة المنامة وتجميد عضويتها في مجلس التعاون الخليجي

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد رد الدوحة السلبي على مطالب الدول الأربع المناهضة لإرهاب قطر إصرار الأخيرة على الاستمرار في سياستها الداعمة للإرهاب وعدم مبالاتها بالعودة إلى الصف العربي والخليجي مرة أخرى ما تسبب في تصاعد الأزمة الحالية وأنذر باستمرارها لفترة أطول.
ورغم انعدام الثقة في الجانب القطري في ظل اتباعه لسياسة المماطلة وتنصله الدائم من العهود إلا أن بيان القاهرة الصادر عن الدول الأربع المقاطعة ترك الباب مفتوحا أمام الدوحة للتوبة والعودة عن مواقفها السابقة قبل القيام بمزيد من التصعيد الذي قد يضع النظام القطري في موقف خطير.
وعبر وزراء خارجية الدول المقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر في بيانهم المشترك، عقب اجتماعهم في القاهرة أمس الأول الأربعاء، عن أسفهم، من "الرد السلبي الوارد من دولة قطر من تهاون وعدم جدية التعاطي مع جذور المشكلة".
ورفض وزراء الخارجية التعليق على الرد القطري مُكتفين بالتأكيد على الثوابت، لافتين إلى أن عدم قيام قطر بإعادة النظر في السياسات والممارسات يعكس عدم استيعاب لحجم وخطورة الموقف.
واتخذ وزراء الخارجية الأربع لهجات تصعيدية في خطابهم عن قطر، فبينما حذر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عن "إجراءات قادمة" سيجري التشاور بشأنها، و"سنتخذها في الوقت المناسب"، ترك نظيره الإماراتي عبد الله بن زياد آل نهيان باب التوبة مفتوحا أمام قطر للعودة إلى الصف العربي مرة أخرى قائلا: "إننا سنبقى في حالة انفصال عن قطر، إلى أن تقرر قطر تغيير هذا المسار، من مسار الدمار إلى مسار الإعمار".
فيما قرر وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة "أنه سيتم اتخاذ قرارات مدروسة وواضحة".
وهدد آل خليفة، في تصريحات صحفية، أن مجلس التعاون سيناقش تعليق عضوية قطر في أول جلسة له، دون تحديد موعد لذلك.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري الأربعاء، في تصريحات عقب الاجتماع، إن المطالب التي قدمتها القاهرة مع 3 دول عربية لقطر "ليست محل تفاوض.... وليس هناك حل وسط".
وعلق وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش، في تغريدة له على "تويتر"، بأن "جدية مؤتمر القاهرة الرباعي مؤشر إلى أزمة ستطول، وستضر قطر وموقعها وسمعتها، تحرك الدوحة ومناوراتها لم تبعد عنها وقائع دعمها للتطرف والإرهاب".
وأضاف قرقاش: "الخطوات القادمة ستزيد من عزلة قطر، وموقعها سيكون مع إيران والعديد من المنظمات الإرهابية المارقة، أين الحكمة في هذا التهاون مع التطرف والإرهاب؟".
وأكد قرقاش، في تغريدة أخرى، أن ثقة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بدولة قطر "صفر"، وأضاف قائلا: "فقد انعدمت الثقة في قطر منذ زمن إلا أن الروابط التي تجمع قطر مع جيرانها دفعت الدول الأربع إلى محاولة إرجاع الشقيق الأصغر إلى الحضن العربي وحثه علة وقف دعم الإرهاب والتعامل مع قوى إقليمية لضرب استقرار المنطقة، عبر القنوات الدبلوماسية".
ومن جانبه، أكد السفير محمد المنيسي، سفير مصر السابق في الدوحة، على أن الرد السلبي لقطر كان متوقعا، لافتا إلى أن الأزمة ستستغرق وقتا طويلا ولن يقتصر على عدة أسابيع، إذ إن استمرار الحصار لعدة أشهر علي قطر سيجعلها ترضخ للمطالب العربية.
وتوقع المنيسي، في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، أنه في حالة عدم استجابة قطر للمطالب العربية فإنه من المتوقع أن تلجأ الدول العربية إلى إجراءات تصعيدية في مقدمتها تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي وإقناع مزيد من الدول العربية بفرض مقاطعة مماثلة على الجانب القطر.
ومن جانبه، اعتبر السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن بيان القاهرة محاولة غير مباشرة لإعادة صياغة المطالب الأخرى بناء على الوساطات والتدخلات العربية والدولية لرأب الصدع داخل البيت الخليجي.
وأضاف حسن، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن بيان القاهرة صياغة سياسية لفتح الحوار وعدم تحديد مهلة محددة للتوصل إلي ترضية أو ضمانات، لافتا إلى أن البيان ركز في المقام الأول على مكافحة الإرهاب ووقف تمويل الجماعات الإرهابية.
وتابع حسن أن الاجتماع المقبل سيعقد في المنامة لدراسة الرد القطري على البيان الجديد، متوقعا أن يؤدي بيان القاهرة إلى التوصل إلى حل وسط أو أرضية مشتركة تحفظ ماء الوجه للطرفين.
ودعا حسن الجانب القطري إلى الإنصات إلى صوت العقل وعدم اللجوء إلى مزيد من العناد، ولاسيما أن بيان القاهرة كان من الحكمة وفتح المجال لبدء الحوار.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن بيان القاهرة لا يزال يفتح باب التوبة أمام الدوحة، متوقعا أن يشهد اجتماع المنامة القادم إجراءات قاسية ضد قطر إذا لم تلتزم قطر بما طلب منها من التوقف عن دعم الإرهاب وتمويله.
بينما أوضح السفير جلال الرشيدي، عضو وفد مصر الدائم في الأمم المتحدة سابقا، أن بيان القاهرة أكد أن الدول الأربع لا تريد قطع الخيط الأخير مع الدوحة حتي الأن، إلا أنه شدد علي التصميم كذلك علي ضرورة استجابة الدوحة لوقف تمويلها للإرهاب كمطلب رئيسي.
وأضاف الرشيدي، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه على الرغم من التوقعات بأن الدول الأربع ستصدر بيانا أكثر عنفا إلا أنها لا تزال حريصة على عدم إحداث شق في البيت الخليجي مهما حدث.
وتوقع الرشيدي خلال الفترة القادمة ظهور عدة وساطات لتقريب وجهات النظر من جانب بعض الدول العربية والغربية مثل عمان والأردن وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.