الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

اللواء أحمد جاد مساعد وزير الداخلية السابق يتحدث لـ"لبوابة": الاختفاء القسري "كلام فارغ".. ومواجهة الإرهاب "فكريًا" ضرورة.. ومقاطعة قطر تجفف منابعه.. والإرهابيون يتمركزون في الصعيد ويستعدون لتقسيم مصر

اللواء أحمد جاد مع
اللواء أحمد جاد مع محررة البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نؤهل طلاب الشرطة على معاملة المواطنين باحترام


أكد اللواء الدكتور أحمد جاد منصور، مساعد وزير الداخلية ورئيس أكاديمية الشرطة السابق، أن مصر لن تنكسر فى مواجهة الإرهاب، وقدرة الجيش وأجهزة الأمن على دحر العمليات الإرهابية كبيرة. 
وأضاف فى حوار مع «البوابة» أن أكاديمية الشرطة تحرص على تدريب وتأهيل الطلبة على كيفية معاملة المواطنين باحترام، وهناك كتب عن أخلاقيات العمل الشرطي، وكيفية حماية حقوق الإنسان داخل أقسام، الشرطة، مشيرا إلى أن الحديث عن وجود حالات اختفاء قسرى فى مصر «كلام فارغ». 
وفيما يلى نص الحوار... 
■ كيف تقرأ المشهد الحالى ومواجهة الدولة للإرهاب؟ 
- الإرهاب ظاهرة عالمية، ومصر عانت منه كثيرًا خلال السنوات الماضية، بدايةً من التسعينيات وحتى الآن، إلا أن إرهاب التسعينيات كان يختلف فى أمور كثيرة عما تواجهه مصر حاليا، لأن منفذيه كانوا من جماعات الإسلام السياسي، وجهاز المعلومات بأمن الدولة يعرفهم سواء قبل وقوع الجرائم أو بعدها، وتم القضاء على الظاهرة فى التسعينيات خاصة بعد تعديل قانون العقوبات عام ١٩٩٢، مما أدى إلى توافر الأدوات القانونية لمواجهة الإرهاب.
وأضاف، أن الإرهاب الذى توجهه مصر بعد ٣ يوليو ٢٠١٣، يختلف شكلًا وموضوعًا عن إرهاب التسعينيات بسبب التطور التكنولوجي، ووسائل الاتصال التى أسهمت فى انتشار الإرهاب فى جميع أنحاء العالم وليس مصر فقط. 
■ أين يتمركز الإرهاب حاليًا؟ 
- الإرهاب حاليًا متمركز فى شمال سيناء بسبب أعداد الإرهابيين الكبيرة والأسلحة التى تدفقت خلال سنوات الفوضى بعد ٢٥ يناير عبر الحدود مع ليبيا والسودان وعبر الأنفاق من خلال الجماعات «المتأسلمة» وتعاونها مع حماس، بجانب وجود مخطط أن تكون سيناء نواة قيام الدولة الإسلامية «ولاية سيناء - داعش» تمهيدًا لتقسيم مصر إلى عدد من الدول، وفقًا للمخطط الذى وُضع لتقسيم المنطقة العربية بأكملها بدعم من تركيا وقطر وإيران والتنظيمات الدولية المتحالفة مع تنظيم الإخوان الإرهابي.
■ لماذا يتمركز بعض الإرهابيين فى «الصعيد» مقارنة بالدلتا؟ 
- ذلك يرجع إلى المُخطط الذى رُسم لتقسيم مصر من المنيا وأسيوط وقنا والأقصر وأسوان ومحافظات الصعيد بشكل عام لإعلان «الدولة المسيحية» بجنوب مصر، بخلاف إعلان الدولة الإسلامية فى سيناء، ويهدف المخطط إلى تقسيم البلاد لثلاثة أقسام، وذلك يفسر ضرب الكنائس واستهداف الأقباط فى صعيد مصر، ومحاولة زرع الفتنة الطائفية والتفرقة بين جناحى الأمة، ولكن فشلوا لأن كل هذه المحاولات باءت بالفشل رغم سقوط الشهداء.
ولكن تمت مواجهة تلك الجرائم كما تم فى حادث المنيا الأخير وإعلان الرئيس بأن أى جماعة من الإرهابيين سيهددون الأمن القومى فى مصر سواء داخل الوطن أو خارجه ستتم مواجهتهم على الفور، ولعل قرار رئيس الجمهورية بتوجيه ضربات عسكرية لمراكز داعش فى ليبيا أبلغ رد ودليل. 
■ كيف ترى الموقف المصرى السعودى الإماراتى من قطع العلاقات مع قطر؟ 
- الحظر الذى قررته مصر وبعض دول الخليج على قطر يرجع إلى ثبوت أن قطر من أكثر الدول التى تدعم الإرهاب وتموله وتؤوى على أرضها الإرهابيين والهاربين، سواء من مصر أو من الدول الأخرى. 
■ هل ستنخفض العمليات الإرهابية فى مصر والمنطقة بعد حصار قطر؟ 
- بالتأكيد، لو حدثت هذه المواقف مع أى دولة ترعى الإرهاب مثل قطر، فبالتالى الدعم سيتوقف وإيواء الإرهابيين سيكون محل مراجعة، فالموقف تجاه قطر عبرة لكل دولة تدعم الإرهاب، وهذا الأمر يؤدى إلى ضبطهم ومحاصرتهم. 
■ هل من الممكن حدوث قطيعة مع تركيا على غرار قطر؟ 
- بالنسبة لتركيا تلك، فالتوازنات فى هذا الأمر لها أبعاد سياسية تحتاج إلى مباحثات على المستوى الإقليمى والدولى من خلال منظمة الأمم المتحدة، وقرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين أى دولة تدعم الإرهاب، ومجلس الأمن لديه صلاحية توقيع عقوبات اقتصادية أو عسكرية ضد الدول الممولة للإرهاب، فلا شك أن القرارات التى تم اتخاذها ضد قطر سوف تكون لها تأثير إيجابى للحد من دعم وتمويل الجماعات الإرهابية.
■ ما ردك على الادعاءات بأن الشرطة تمارس الإخفاء القسرى ضد المواطنين؟
- الاختفاء القسرى ضمن التعبيرات التى انتشرت لتكون كالوقود لإشعال التظاهرات وانتشار أعمال العنف، وتعبير الاختفاء القسرى لم يكن يعلمه أحد من قبل، وجاء من الخارج لأنه جريمة دولية ضمن جرائم القانون الدولي، وبالتالى يعرض الدولة للمسئولية الدولية، ويختلف تماما عن الجريمة الداخلية كجرائم القتل والسرقة.
وبدأ انتشار الشائعات والادعاءات بأن مصر بها اختفاء قسرى، وأن الشرطة والسلطات تقوم بإخفاء مجموعات كبيرة من المواطنين، وبالتالى هذا يشكل جريمة دولية وتهدف لإحداث تحقيق دولى من المجلس الدولى لحقوق الإنسان مع مصر، وتحريك الأمم المتحدة ضدنا.
■ ما دور المجتمع المدنى فى مكافحة الإرهاب؟
- على المستوى الوطنى لا بد أن تكون المواجهة على محورين «أمنى وفكرى»، والمحور الأمنى يكون بمواجهة كل الإرهابيين الذين يتسببون فى الجرائم والحوادث الإرهابية، ويجب أن تتم بكل حسم وقوة، ولكن الأكثر أهمية المواجهة الفكرية بمعنى تصحيح المفاهيم، والأفكار المغلوطة، وبالتالى هناك دور على جميع مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية لاتخاذ جميع الإجراءات المطلوبة لتصحيح الفكر الخاطئ لدى البعض، ولا بد أن يضعوا كل الآليات التى تكفل تصحيح هذه الأفكار، وحل المشاكل التى تعتبر مسببات للبطالة والإرهاب، وأن تكون مواجهة الإرهاب على المستوى الإقليمى والدولي، ولا بد من وجود رغبة موحدة واتجاه واضح للعالم فى محاربة الإرهاب.
■ كيف ترد على الشائعات التى تتحدث عن أن طلاب أكاديمية الشرطة يدرسون مواد تحض على العنف؟ 
- من يتم اختيارهم فى كلية الشرطة أفضل العناصر، ويمتازون بالوطنية والأخلاق والدين، وهم أبناؤنا وأقاربنا، وشخصيا أنا أدرس لطلبة الدفعة الأولى عن كيفية حماية الحقوق والحريات للمواطن المصري. 
كما أن الكلية يوجد بها قسم شرطة للتدريب العملى وتأهيل الطلبة على كيفية معاملة المواطنين باحترام، وهناك كتب عن أخلاقيات العمل الشرطى وكيف تتم حماية حقوق الإنسان داخل أقسام الشرطة، والالتزام بالقانون والمساواة بين المواطنين، كل هذا ويتهموننا بتعليمهم العنف، فتلك شائعات مغرضة ضد طلاب أكاديمية الشرطة للوقيعة بين الشعب وأفراد الشرطة. 
■ كيف يتم تأهيل الطلبة معنويا ونفسيا للعمل بعد التخرج خصوصا بعد سقوط عدد من الشهداء؟
- طلبة كلية الشرطة لديهم الوطنية والانتماء، ويعلمون بأن مصر تحتاجهم لتلبية دورهم الوطني، وهم يستجيبون للعمليات التدريبية الشديدة والإقبال زاد، ويرجع ذلك للشعور بالحس الوطني، والرغبة فى حماية الوطن، ورغبتهم فى أخذ حق الشهداء.