رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

شهادات حية تفضح جرائم تنظيم الدم فى الموصل

العراق بعد قطع رأس «داعش»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القوات العراقية تتقدم بعد 9 أشهر من القتال.. والمدنيون يدفعون الثمن
نصف مليون من سكان الموصل «نازحون».. وأكثر من نصفهم أطفال
خيام النازحين لا تقى لهيب الحر ولا زمهرير الشتاء.. والتسمم يقتل 750
 الدواعش هدموا 1800 موقع أثرى.. وتفجير مسجد النورى آخر جرائمهم
 دفنوا 25 ألف عراقى فى «مقبرة الخفسة» الجماعية.. وأحاطوها بالألغام
 «الحشد الشعبى» استغل الأحداث لارتكاب جرائم «تطهير عرقى» بحق السُنة
جندوا مئات الأطفال وقتلوا براءتهم بالتدريب على السلاح وعمليات الذبح

فى خضم الحرب العالمية على تنظيم داعش الإرهابى ومعاقله فى العراق، تتجه الأنظار إلى متابعة تطورات القتال، وما تحرزه القوات العراقية من تقدم على الأرض على حساب سيطرة التنظيم المتطرف المتراجعة، وقرب الاحتفال بتحرير مدينة الموصل من قبضته، بينما لا تشغل المآسى الإنسانية المفجعة التى يعيشها أهالى المدينة المنكوبة نفس الحيز من الاهتمام الإعلامي، وكأنه قد كُـتب عليهم أن يُـنكبوا بمحنتين: معاناتهم تحت حكم تنظيم داعش، والضريبة الباهظة للتخلص منه.
وقد دفع أهالى الموصل ضريبة طرد التنظيم الإرهابى من دمائهم وأمنهم وأموالهم، فالمواجهات العنيفة كانت تنتقل من منزل إلى آخر، إذ قرر التنظيم الإرهابى ألا يترك المدينة إلا وقد تحولت إلى ركام تفوح منه رائحة الدم المختلطة بدخان القذائف والرصاص، ولم يكن الفارون من جحيم المعارك بأحسن حظا ممن حبسهم القتال بين جنبات المدينة، إذ شهدوا بدورهم ظروفا أقل ما يقال عنها إنها «غير آدمية».
فبحسب التقديرات، ما زال مئات الآلاف من النازحين من جحيم الحرب يعيشون فى المخيمات، بعد أن اضطرتهم المواجهات إلى ترك منازلهم، وقد صرح وزير الهجرة العراقى جاسم الجاف، أن نحو نصف مليون شخص من سكان الموصل ما زالوا يعيشون فى مخيمات النزوح، فى حين تشير تقديرات أخرى إلى أن الأعداد الحقيقية تتجاوز ٩٠٠ ألف نازح.

وتحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة مؤخرا عن أن الكثير من العائلات الموصلية اضطرت للفرار من منازلها تاركة خلفها كل شيء فى هذه الظروف الاستثنائية والصعبة للغاية، إلى جانب أن مناطق أخرى عديدة مثل هيت فى محافظة الأنبار، ومنطقة الشرقاط فى محافظة صلاح الدين والقيارة جنوب محافظة نينوى، وغيرها، شهدت نفس ما تشهده مدينة الموصل ومحيطها، حيث تعرضت فيها مئات من الأسر للتهديد بالتشريد القسرى غير القانونى.
وتفتقر الحياة فى مخيمات النزوح تلك إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية، وسط هذا التكدس الرهيب الذى يزيد على طاقتها الاستيعابية، إذ تتحدث تقارير عن نزوح ما يقارب ١٤٠٠ مدنى من المدينة المنكوبة بصورة يومية، لينضموا لمئات الآلاف ممن سبقوهم إلى مخيمات بعيدة على أطراف محافظة الأنبار التى تشتهر بمناخها القاسي، ليصلوا فى النهاية إلى العيش فى خيام لا تصمد فى وجه العواصف ولا تقى من لهيب الحر ولا زمهرير الشتاء، إضافة إلى سوء التغذية الذى يصيب الكثير منهم فى هذه المخيمات وأدى إلى وفاة أعداد ممن فروا من جحيم الحرب إلى مخيمات الموت، ففى واقعة واحدة أصيب نحو ٧٥٠ نازحا بالتسمم الغذائى فى مخيم حسن شام، فيما قيل إنه قد يكون بسبب أغذية فاسدة تم توزيعها على اللاجئين.
ورغم كل ما قيل عن الاستعدادات الحكومية والمعونات الدولية للنازحين قبل بدء المعركة وبناء مخيمات جاهزة لاستقبال الفارين من القتال خشية تأثرهم بتداعيات القتال؛ فإن كل ما تم التحذير منه قد تحقق، ووجد اللاجئون أنفسهم بين شقى رحى الحرب والتشرد فى الصحراء فى طريق شديد الوعورة إلى المخيمات التى وجدوا فيها ألوانا جديدة من المعاناة أنستهم ما فروا من أجله.
ومع تواصل موجات النزوح، قرر كثير من السكان العودة إلى منازلهم المدمرة، على اعتبار أن الحياة وسط الدمار أفضل من المخيمات التى تضيع فيها كرامتهم الإنسانية، وقد شهدت الفترة الماضية عودة بعض الأهالى إلى منازلهم المتهالكة غير الصالحة للعيش، لانقطاع المياه والكهرباء، هذا إن كانوا من المحظوظين القلائل الذين لم تتحول منازلهم إلى كومة من التراب.

ولم تكن طريق العودة بأحسن حال من طريق النزوح، فقد كان الموت يلاحقهم من الجانبين، فمقاتلو داعش لم يكونوا ليقبلوا بفقدان تلك الدروع البشرية التى يحتمون بها، وفى نفس الوقت لم تخل الطريق خارج المدينة من فرق الموت الطائفية التى كانت تترصد النازحين العزل وتسومهم سوء العذاب، ليشاهد أطفال فى عمر الزهور فى سنهم الصغيرة هذه فظائع وجرائم لا ينبغى لمن فى سنهم أن يسمعوا عنها فضلا عن أن يشاهدوها، ناهيك بالصدمات النفسية التى تعرض لها من فقدوا أشخاصا قريبين منهم فى تلك الأحداث، بشكل يجعل من الحديث عن حق الأطفال فى التعليم والحياة الكريمة نوعا من الترف، فى الوقت الذى تؤكد فيه منظمة الهجرة الدولية أن ٥٥٪ من النازحين من الموصل هم من الأطفال.
وتتعدد القصص التى يرويها الناجون من جحيم الحرب عن مآسى استغلال الأطفال وتجنيدهم فى الحرب الدائرة على أيدى تنظيم داعش ومنها قصة الطفل «أحمد كورو» ذو الـ١٤ ربيعا، حيث باغت داعش أهالى قريته فى قضاء سنجار، واختطفه وأخاه «أمين» ١٣ عاما، و٤ من أبناء عمومته، لكن داعش وصل إلى الوالد قبل أن يصل إليهم وخطف أحمد ومن معه.
كان أحمد من بين ٢٠٠ طفل أيزيدى تم إرسالهم لمخيم تدريب فى تلعفر، حيث كان يبدأ يومهم فى الصباح الباكر بالتدريبات العسكرية.
ودرب داعش الأطفال كما يقول أحمد، على استخدام الكلاشينكوف وأرغموهم على مشاهدة تسجيلات فيديو لكيفية استخدام الأحزمة الناسفة والقنابل أو قطع الرءوس، وكانوا يكررون على الأطفال أنهم أصبحوا مسلمين ولم يعودوا إيزيديين بعد الآن.
أما «أكرم راشو» فكان فى السابعة من عمره عندما استولى داعش على بلدته خضر شيخ سيبا فى ٢٣ أغسطس ٢٠١٤، وعندما حاولت أسرته الهرب أطلق مسلحو داعش الرصاص فأصيبت أم أكرم، وأصيب هو بشظايا فى بطنه ووجهه. كانت تلك آخر مرة يرى فيها أسرته، فى حين يعتقد أن والدته ما زالت محتجزة لدى التنظيم غرب الموصل.
ويتذكر «أكرم» الذى أصبح اليوم فى العاشرة من عمره أن إحساسه بالجوع كان أشد قوة من إحساسه بالخوف، وتم تهريبه إلى مخيم لداعش فى الرقة السورية، حيث كانوا يضربون رءوس الأطفال بكرات قاسية، ومن يبكى منهم يكون مصيره الضرب، أما من يتحمل فيمتدحونه لصلابته ويقولون له إنه سيكون فى المستقبل انتحاريا.
وكان التدريب العسكرى للأطفال يتضمن تجاوز حواجز من الإطارات المحترقة بالزحف أو القفز من أماكن عالية، ولصغر حجم أكرم حكم عليه أن يصبح خادما فتم بيعه لأكثر من مسلح.
وبعد عامين وثلاثة أشهر، انتهت مأساة أكرم عندما قرر مسلحو داعش أن يرسلوا إلى من تبقى من أهله لدفع فدية مقابل تهريبه، فكان الثمن ١٠.٥٠٠ دولار استدانها عمه الذى يقيم أكرم معه الآن فى مخيم كابارتو قرب دهوك.
أما أحمد فتمكن من الهرب بعد ٩ أشهر من اختطافه عندما تسلل مع أخيه خارج مخيم التدريب فى تلعفر لينطلقا فى رحلة الهروب مشيا على الأقدام لمسافة ٩٠ كيلومترا على مدى ٥ أيام كانوا يسيرون خلالها ليلا باتجاه شروق الشمس، ليصلوا إلى نقطة أمنية لقوات البيشمركة فى جبال سنجار حيث تم إنقاذهم.
تدمير التراث الحضارى
ولم تترك المعركة آثارها السلبية على البشر فقط، بل لم يسلم حتى الحجر من آثارها المروعة، فقد تأذت المبانى التاريخية بالموصل من جراء المعارك ومثل تفجير منارة جامع النورى علامة بارزة فى مسيرة العنف والدمار، وإنما امتدت أعماله القذرة نحو طمس تاريخ حضارى كامل بتحطيمه لآثار يعود تاريخها لآلاف السنين فى الموصل، حيث دمر كل ما طالته يده من مقدرات بشرية وفكرية وثقافية، فى بلاد الشام والرافدين، إضافة إلى النهب والتدمير المنظم للآثار خصوصا، وبيع واستثمار قسم آخر منها.
وبعد التضييق على تنظيم «داعش» الإرهابي، فى معقله بمدينة الموصل العراقية، قام مسلحو «داعش» بتفجير جامع النورى ومنارة الحدباء التاريخية، الذى تكثفت عليه المعارك منذ أشهر لاستعادة جامع النورى الكبير فى الجانب الأيمن من مدينة الموصل، للقضاء على التنظيم المتطرف وخلافته المزعومة، التى أعلنها أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم «داعش» من على منبر الجامع عام ٢٠١٤. 

ليست هذه هى المرة الأولى التى يقوم بها تنظيم داعش بمثل هذه الأعمال الإجرامية التى يهدف منها إلى طمس الهوية التاريخية للموصل والعراق، فقبل أكثر من عام قام هذا التنظيم المتطرف بتفجير جزء من «سور نينوى» التاريخى الذى يعود للحضارة الآشورية وهو من الآثار المميزة فى الشرق الأوسط وشاهد على عظمة الحضارة الآشورية وقوتها منذ آلاف السنين.
واعتبرت المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، واقعة تفجير الجامع النورى ومئذنته الحدباء التاريخية بمدينة الموصل فى العراق، على يد تنظيم «داعش»، مأساة ثقافية وإنسانية.
واستند التنظيم الإرهابى فى القيام بالأعمال الإجرامية ضد التراث العراقي، بحجج شاذة وواهية ومضللة لا تستند إلى أسانيد شرعية، وهى حجة تحريم وجود التماثيل باعتبارها أصناما ينبغى تدميرها، حيث عمل «داعش» على طمس هوية العراق التاريخية، وتغذية الطائفية والتطرف العنيف والنزاعات، ليسهل عليها تمزيق البلاد وتقسيمها، لتحقق ما تزعم به من خلافة.
وأظهر الفيديو الذى نُشر على الإنترنت عناصر من التنظيم فى متحف الموصل تقوم بهدم تماثيل ضخمة باستخدام المطارق وأدوات الحفر، من بينها تماثيل لآلهة تعود إلى حضارات بلاد الرافدين وتمثال للثور الآشورى المجنح الذى يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وهو رمز الحضارة الآشورية التى ازدهرت فى العراق وامتدت سيطرتها حتى وادى النيل، ويرمز إلى القوة والحكمة والشجاعة والسمو.
وأحرق التنظيم فى الوقت ذاته من نفس العام، آلاف الكتب والمخطوطات، عندما فجر المبنى المركزى لمكتبة الموصل فى وسط المدينة، وبداخلها مؤلفات نادرة، وأما ما نجا من الهدم من تحفٍ أثرية قديمة فكان مصيره البيع لتمويل حملة التنظيم الدموية الشائنة، ونتيجة للعمل الوحشى الذى يعكس طبيعة التنظيم الإجرامية ضد التماثيل والكتب الباقية من آثار الحضارات فى العراق، سقط تحت سيطرة التنظيم ١٨٠٠ موقع أثرى من أصل ١٢ ألف موقع.

مقبرة «حفرة الرعب».. جحيم العراقيين على الأرض
كثيرة هى الأساليب التى انتهجها «داعش» فى المناطق التى سيطر عليها، بين تعذيب وخطف، وقتل واغتصاب، أو نحر وحرق.
لم يدخر عناصره جهدًا فى ابتداع طرق تعذيب جديدة. فبمحاذاة قرية العذبة، التى تقع على بعد ٢٠ كيلو جنوب الموصل، أعدم التنظيم المئات من العراقيين بجوار حفرة قطرها ٣٥ مترًا، يطلق عليها «حفرة الخفسة»، وألقوا بالجثث فى جوفها شديد العمق.
ومن مقابره الجماعية التى خلفها، كانت تلك الحفرة التى سميت بـ«حفرة الرعب»، والتى احتضنت مئات العراقيين فى فبراير الماضي، وفشلت الفرق الأممية والطبية التابعة لوزارة الصحة العراقية، فى الوصول إليها والكشف عنها، حيث ألغت كوادر طبية تابعة لوزارة الصحة العراقية والطب العدلى زيارتها المقررة إلى منطقة الخفسة، بتوصية من القوات الأمنية، بسبب صعوبة الوصول إلى موقع المقبرة؛ بعد قيام عناصر تنظيم داعش بتلغيم المنطقة ومحيط الموقع قبل انسحابه منها.
وذكر ناجون من معتقلات داعش أن محققى التنظيم كانوا يهددون المعتقلين لديهم بنقلهم إلى حفرة الرعب فى إشارة لإعدامهم فى حال عدم تعاونهم مع التنظيم، واضطر عدد كبير من الأفراد والعوائل إلى النزوح من المنطقة، فى فترات تراخى قبضة عناصر داعش عن المنطقة، إلى المناطق والبلدات المجاورة، حيث سارع الأهالى بجلب مواد غذائية لإغاثتهم.
وتضم منطقة الخفسة مقبرة جماعية تحتوى على الكثير من جثث أفراد القوات الأمنية والمنتسبين وأهالى مدينة الموصل المعارضين لتنظيم داعش والرافضين لوجوده داخل المدينة. والذين قدرتهم منظمة هيومان رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان، بـ٢٥ ألف شخص فى مقبرة الخفسة، أعدمهم تنظيم الدولة، وأوصت السلطات العراقية بتحويلها إلى نصب تذكاري، وتعويض أسر الضحايا.
وتشير المنظمة إلى أن المقبرة هى الأكبر بين عشرات المقابر الجماعية التى عُثر عليها بين العراق وسوريا، وليس من الممكن تحديد عدد من أعدموا فيها تحديدًا، ولكنها تقديرات السكان الذين شاهدوا عمليات إعدام للسكان والقوات العراقية، والتى يقولون إنها تصل إلى الآلاف وفق ما أخبرهم به مقاتلو داعش فى المنطقة.

براءة اختراع تجنيد الأطفال
ومن الجرائم الجديدة التى سيسجلها التاريخ باسم إرهابيى «داعش»، استغلال الأطفال فى الحرب، بحسب ما أصر التنظيم على إظهاره من خلال إصداراته المرئية التى تبثها الوكالات الإعلامية التابعة له.
ففى إصدار بلغت مدته ١٤ دقيقة، أصدره المكتب الإعلامى لولاية «الجزيرة» بالعراق، وحمل اسم «أقضوا مضاجعهم»، ظهرت أعداد كبيرة من الأطفال، ينتمون إلى جنسيات مختلفة «روسيا وتركيا والعراق وبريطانيا»، يتدربون على السلاح وعمليات الذبح، ويقدمهم التنظيم على أنهم «أكثر قوة من رجال الدول، وسيكونون هم أبطال المستقبل».
ومع هذا الإصدار يعود للأذهان ما كشف عنه التنظيم نهاية ٢٠١٤، من معسكرات تدريب خاصة بالأطفال فى كازاخستان، يتم خلالها تعليمهم اللغة العربية وتجويد القرآن قبل الانتقال إلى معسكر التدريب على السلاح.
وقد كشف عدد من المتخصصين فى الحركات الإسلامية، أن الخسائر فى المقاتلين، هى السبب الرئيسى وراء تجنيد الأطفال، لأنه خلال العام الماضى وبعد مرور ما يقرب من ٧٠ يوما على انطلاق عملية تحرير الموصل، كان التنظيم قد خسر نحو ٩٩٠ قتيلا و١٠٠ أسير، حسبما أعلن القيادى فى القوات الخاصة العراقية، اللواء عبدالغنى الأسدى.
ومع نهاية الشهر الماضي، كشفت إحصاءات غير رسمية أن الخسائر البشرية لتنظيم «داعش» تتراوح بين ٤ و٥ آلاف مسلح، فضلا عن مئات الجرحى، وغالبيتهم من الجنسيتين العراقية والسورية، بينهم نحو ٣٠ قياديًا بارزًا بالتنظيم، اعترف «داعش» بمقتل ١٠ منهم، ضمن إصدارات بثتها «مؤسسة الفرقان» الإعلامية التابعة للتنظيم، كان آخرها إصدار «موكب النور ٢».
انتهاكات ميليشيات الحشد الشعبى
يمارس الحشد الشيعى فى العراق انتهاكات بحق أهل السنة ويرتكب جرائم حرب وهجمات انتقامية وحشية بحق النازحين من مدينة الموصل، حيث تعرض العشرات للقتل والتعذيب على أيدى الميليشيات الشيعية، وهو ما أظهرته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى من صور ومقاطع فيديو كان آخرها تسجيل يوثق قيام ميليشيا الحشد بعمليات تعذيب وحشية ضد الأطفال.
الميليشيات اختطفت نحو ٢٠٠ شاب نازح من قضاء الحضر جنوب غربى الموصل، فى إطار انتهاكاتها للمدنيين بغية تغيير ديمغرافية محافظة نينوى تنفيذا للمخطط الإيراني، كما اختطفت ١٠٠ شاب آخرين فارين من مناطق عمليات داعش، دون تدقيق أمني.
وبث ناشطون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو مروعا، يوثق تنفيذ ميليشيات «الحشد» الشيعية عمليات تعذيب بحق أطفال العراق السنة، إضافة إلى فيديو آخر يظهر قيام الميليشيات الشيعية بـ«تكسير للعظام» بواسطة «مطرقة حديدية» بحق أبناء السُنة الذين نزحوا من مدينة الموصل شمالى العراق، نتيجة العمليات العسكرية التى تشهدها المدينة لطرد تنظيم داعش.
وأكدت منظمات دولية أن ما تقوم به الميليشيات من انتهاكات ترتقى إلى عمليات «التطهير العرقي»، بحق السنة، فى المدن العراقية المحررة من «داعش»، واتهمت عدة أطراف سنية عراقية، ومنظمات حقوقية دولية، وحتى الأمم المتحدة، الحشد الشعبى بارتكاب عدة جرائم على خلفية طائفية ضد المدنيين السنة، فى المدن المحررة، خلال الفترة ما بين ٢٠١٤ و٢٠١٦.
وتنوعت جرائم «الحشد الشعبى» فى المناطق السنية بين التعذيب، والإخفاء القسري، وقتل مدنيين وأسرى تحت التعذيب، ونهب مدن وبلدات محررة قبل حرق ونسف آلاف المنازل والمحال بها، يضاف إلى ذلك تدمير قرى بالكامل، ومنع النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم بهدف تغيير التركيبة السكانية لهذه المدن، ولم تسلم مساجد السنة من التدمير والحرق، وكذلك المحاصيل الزراعية.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، فى تقرير لها، إن لديها ما يثبت أن ميليشيات «الحشد الشعبي» نهبت ممتلكات المدنيين السُنة الذين فروا بسبب القتال، وأحرقت منازلهم ومحالهم، ودمرت على الأقل قريتين اثنتين عن بكرة أبيهما، وأشارت إلى أن الميليشيات، التى أمكن التعرف إليها عن طريق المركبات والشارات، تضم فيلق بدر، وعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله العراقي، وسرايا طلائع الخراساني، وكلها منضوية تحت لواء «الحشد الشعبي».