اعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن إطلاق كوريا الشمالية أمس الثلاثاء لأول صاروخ باليستي قادر على الوصول إلى الأراضي الأمريكية يشكل تهديدا لاستراتيجية الولايات المتحدة في آسيا.
وذكرت الصحيفة، في تقرير أوردته اليوم على موقعها الإلكتروني، أن عملية الإطلاق تعد أمرا يهدد بتصعيد المواجهة الدبلوماسية وتغيير توازنات القوى الاستراتيجية المستمرة منذ عقود في منطقة المحيط الهادئ.
وأشارت إلى أن هذا التطور يقدم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحد أكبر التحديات لسياسته الخارجية ويثير التكاليف المحتملة للقيام بعمل عسكري ضد بيونج يانج.. ويأتي في وقت أعرب فيه ترامب عن إحباطه إزاء عجز الصين عن كبح برنامج الأسلحة الكوري الشمالي المتطور.
ومن المرجح أن يؤدي اختبار الصاروخ الباليستي إلى وضع كوريا الشمالية على رأس أجندة اجتماع قادة مجموعة العشرين المقرر انعقاده يومي الجمعة والسبت في ألمانيا، حيث من المقرر أن يعقد ترامب اجتماعا منفصلا مع زعماء اليابان وكوريا الجنوبية.
وتسعى إدارة ترامب لزيادة الضغط على الصين باعتبارها أكبر شريك تجاري وحليف لكوريا الشمالية لاتخاذ المزيد من الإجراءات لوقف شريان الحياة الاقتصادية مع بيونج يانج.. ومن المقرر أن يلتقي ترامب الرئيس الصيني شي جين بينج على هامش قمة العشرين في هامبورج.
ووفقا للصحيفة، بدأت واشنطن باستخدام ما يسمى بالعقوبات الثانوية والتي تستهدف الشركات التي تتعامل مع كوريا الشمالية من أجل عزل الأخيرة اقتصاديا وفرضت عقوبات على أحد البنوك الصينية الأسبوع الماضي.. ويمكن أن تتخذ أمريكا خطوة أخرى كملجأ أخير هي إلغاء سفر الأمريكيين إلى كوريا الشمالية.
ونفذت القوات الأمريكية والكورية الجنوبية تدريبات مشتركة صباح اليوم أطلقت خلالها صواريخ تكتيكية أرض - أرض في المياه الواقعة قبالة كوريا الجنوبية لمواجهة ما وصفوه بالأعمال المزعزعة للاستقرار وغير المشروعة لكوريا الشمالية.
كما أعلن الجيش الثامن الأمريكي الذي يقود القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، في بيان له، أنه ملتزم بالدفاع عن كوريا الجنوبية بشكل حازم.
وأدانت إدارة ترامب في وقت متأخر أمس الثلاثاء كوريا الشمالية وطالبت الإدارة باتخاذ إجراء دولي ضدها بعد أن تبينت أن بيونج يانج أطلقت صاروخا باليستيا عابرا للقارات.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في بيان له، "إن اختبار صواريخ عابرة للقارات يمثل تصعيدا جديدا للتهديد المحدق بالولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا والمنطقة والعالم".
