الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الوعود الخمسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لقد وعد الله عباده -وهو أصدق القائلين فى كتابه- بوعود جميلة ومبشرة بالخير الكثير.
أولها: أنه سبحانه إذا أنعم على عبد من عباده بنعمة الحمد والشكر فكان هذا العبد من الحامدين لله، الذين يشكرون نعمه وفضله وإحسانه دائمًا فإن الله يبشره بوعده بأنه سيزيده من فضله، ألم يقل سبحانه (ولئن شكرتم لأزيدنكم)، ولك الفضل يا ربنا أن جعلت الحمد فى كلمتين يسيرتين وهما (الحمد لله) حتى يقولهما الأمى والمتعلم وكل البشر ببساطة شديدة.
وثانيهما: أنه سبحانه إذا أعطى العبد نعمة الدعاء فليعلم أن الله قد أعد له الاستجابة، ألم يقل سبحانه (ادعونى أستجب لكم)، وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول والله إنى لا أحمل هم الإجابة، ولكنى أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه، وهكذا إذا فتح الله على عبده بالدعاء، فالجأوا لله ولا تتركوا الدعاء، وإن لم تجدوا الاستجابة فورًا ففى صحيح البخارى عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل بقول دعوت فلم يستجب لي).
أما الوعد الثالث: فإذا تفضل الله وأنعم عليك بالاستغفار والمداومة عليه فجعل الإنسان كلما وقع فى الخطأ يستغفر دائمًا ويطلب غفران ما مضى من ذنبه، فليعلم هذا العبد أن الله قد أعد له الغفران، ألم يقل سبحانه (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا)، وقال أيضًا (غافر الذنب وقابل التوب).
وعن الوعد الرابع: إذا جعلك الله تتوب توبة نصوحة، أى التوبة التى ليس فيها عودة للذنب بل تحمل فى طياتها ندما شديدا على ما مضى وعزما على ألا يعود إلى الذنب أبدًا، هذه التوبة النصوحة تَجُب ما قبلها وتتحول سيئات العبد إلى حسنات كما قال سبحانه (إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيما)، فإذا تاب العبد توبة حقيقية، فليشكر الله لأن توبته هذه محاطة بتوبتين من الله، توبة سابقة قبلها وهى إذن من الله وإلهام وتوفيق للعبد فيتوب العبد فيتوب الله عليه توبة بعدها لاحقة قبولًا وإثابة أى يقبلها الله من العبد ويثيبه عليها، وإذا فتح الله على العبد بذلك فليستبشر بأن الله قد أعد له قبول التوبة منه، ألم يقل سبحانه (وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات).
وأخيرًا الوعد الخامس: إذا أنعم الله عليكم بنعمة التصدق فأبشروا، لأنه قد وعدكم بتقبلها منكم وادخارها لكم فى الآخرة، بل ويثيبكم عليها أعظم الجزاء، لأنه سيدخرها لكم فى بنك الآخرة (أى بنك الحسنات) وأبشروا بقوله تعالى (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرا).
نعم.. نحن نقدم لأنفسنا، لأننا نجعل هذا المال يسبقنا فى بنك الحسنات فى الآخرة.
إخوتى وأخواتى فى الله وعدنا الله سبحانه وتعالى وعودًا سامية وما علينا إلا أن نتقرب إلى الله، فيفتح علينا بها لنحصل على البشارات الخمس.