الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مواطنون يروون لـ"البوابة نيوز" معاناة صرف المعاشات.. الحاج مجدي: الحكومة تتعمد إذلالنا كل شهر.. الديب: نحترق في أشهر الصيف تحت وطأة الشمس.. مكاتب بريد صغيرة وغالبًا بلا سيولة مالية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بين الأمل واليأس تختلط نظرات آبائنا وأجدادنا من أصحاب المعاشات، ففي الأول والعشر من كل شهر يقفون بالطوابير أمام مكاتب البريد أو أمام ماكينات الصراف الآلي لصرف معاشاتهم، وفي ظل حرارة الجو تحترق أموالهم من طول الانتظار.
من أمام مكتب بريد الجيزة تساءل الحاج مجدي عبدالمحسن: "إلى متى يتحمل أصحاب المعاشات المهزلة المهينة لصرف نقودهم من مكاتب البريد التي لا تحترم آدمية رجال ونساء عجائز من المفترض أن يعاملوا معاملة كريمة وبالذات في أوقات الصيف؟ ".
وأضاف: أعاني كل شهر بسبب عدم وجود إدارة جيدة في مكاتب البريد تبتكر حلولا توفر على العجائز العناء لكن دون جدوى ".
وأشار إلى أنه على سبيل المثال لا الحصر نجد أن مكتب بريد "عرب الساحة " لا يوجد به سوى صراف للشئون الاجتماعية، وآخر للمعاشات، والمكتب مكتظ بالعشرات من أصحاب المعاشات في زحام رهيب على أمل صرف الجنيهات التي تعينهم على المعيشة.
وأشار الحاج مجدي إلى أن ما يناهز 80% من أصحاب المعاشات لم يستطيعوا الصرف في الوقت المخصص الذى خصصته الوزارة لصرف المعاشات للتيسير عليهم، ولكن مكاتب البريد لهم رؤية أخرى وهي إذلال المواطنين، وهذا يتم شهريًا، وتكون الحجج على غرار إما أن الموظفين في إجازة، أو بحجة عدم وجود سيولة.
والله مهانة وقسوة" هكذا استهل مهدي الديب، حديثه، قائلا "بعد رحلة العمر والكفاح المرير نقف نحن في الشمس الحارقة لكي نتسلم المعاش بتلك الطريقة المهينة في الوقت الذي لم يعد يصلح معنا روشتة الطبيب إذا ما أصيبنا بضربة شمس".
وأضاف، للأسف لا يوجد أي اعتبارات للعمر لتسهيل صرف المعاش فإذا كان الرجل منا لا يوجد لديه من يصرف نيابة عنه عليه الانتظار والوقوف في الطابور الطويل الذي لا يوجد به أي وسيلة للراحة.
مشيرًا إلى أن ما يزيد الأمر صعوبة ومرارة هو أن المعاش لا يكفي حتى مواصلات العودة للمنزل فيتم توزيعه في الطريق سواء على الجزار أو البقال أو الخضري.
من جانبه، علق خالد الغرياني، مواطن:"ده الطبيعي في مصر اللي رايح يعمل أي مصلحة لا بد أن يجد عراقيل أمامه" متسائلًا عمن يجب أن يتحمل المسئولية.
واستنكر الغرياني، عدم تفكير المسئولين في معاناة الكثير من أصحاب المعاشات الذين يتعدى سنهم 60 و70 عامًا، مبديا استنكاره لعدم وجود خدمة توصيل المعاش للمنازل وبسعر مناسب وهو الأمر الذي يضطرهم إلى الذهاب لمكاتب البريد من أجل الصرف.
وقال صلاح هاشم، أستاذ التنمية والتخطيط، إن أفضل خدمة هي للحصول على أموال المعاشات هي مكاتب البريد، لاسيما أنها يمكن من خلالها الحصول على الأموال بصورة أسرع، لافتًا إلى أنه إذا لم تكن هناك ماكينات فيمكن أن يتم الاعتماد على صرف المعاش من خلال بطاقة الفيزا أو من خلال الوحدات الاجتماعية أو البنوك ولكن أفضل طريقة هي استخدام البريد المصري.
وأرجع هاشم، السبب وراء الأزمة في عدم اقتصار مكاتب البريد على تقديم الخدمات لأصحاب المعاشات فحسب، وإنما للكثير من المواطنين وهو ما يجعل هناك ضغطا داخل تلك المكاتب، لافتًا إلى أنه من المستحيل أن يتم توصيل الأموال للمنزل من خلال خدمة خاصة نظرًا لأن الأمر يحتاج جيشا من الموظفين للقيام بتلك المهمة.