رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قمة دول "فيشجراد" ترحب بالسيسي.. المجر: مصر تستضيف ملايين اللاجئين.. سلوفاكيا: ندعم القاهرة في التنمية ودحر الإرهاب والتطرف.. الاتحاد الأوروبي يتحمل مسئولية الأزمة الليبية

قمة دول فيشجراد
قمة دول "فيشجراد"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، في قمة تجمع دول "الفيشجراد" وقادة دول المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا، ووجهت الدعوة لمصر كأول دولة في الشرق الأوسط يتم دعوتها للمشاركة في قمة التجمع.
وفي ختام الاجتماعات عقد قادة الدول الأربعة والرئيس السيسي مؤتمرًا صحفيًّا لعرض نتائج اجتماعات قمة التجمع.

وقال الرئيس السيسي خلال كلمته: أود أن أتقدم بجزيل الشكر لحكومة وشعب المجر الصديق على حسن الاستقبال والحفاوة التي لقيناها منذ وصولنا إلى بودابست، وعلى حسن تنظيم قمة تجمع "فيشجراد" ومصر.
وأضاف: أن العلاقات بين جمهورية مصر العربية والدول الأعضاء في تجمع "فيشجراد" هى علاقات صداقة تاريخية، نعتز بما تشهده من تعاون وثيق فى عدد كبير من المجالات، وبالمستوى الرفيع من التنسيق والتعاون على المستويين الثنائي والمتعدد، ونؤكد تطلعنا لمواصلة تطوير مجمل هذه العلاقات لنصل إلى شراكة استراتيجية بين الجانبين.
وأوضح: أن المكانة المتميزة لتجمع "فيشجراد" داخل الاتحاد الأوروبى وعلى المستوى الدولى تُؤهّله لأن يقوم بدورٍ هام في العديد من المناطق الجغرافية في العالم، بل وعلى المستوى الدولي كذلك، وهنا تكمن أهمية تعزيز الشراكة بين مصر ودول "فيشجراد" لتعزيز الاستقرار والأمن بمنطقة جنوب المتوسط، وتحقيق تطلعات شعوبنا إلى مزيد من النمو والازدهار.
وقال: لقد تناول الاجتماع اليوم سبل تعزيز العلاقات بين مصر ودول التجمع في مجالات مُحددة تحظى بأولوية لدينا جميعًا، سواء فيما يتعلق بتطوير علاقاتنا الثنائية أو مع الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: كما ناقشنا سبل تعزيز التعاون لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف، وأكدنا أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لها. كما تطرقنا إلى سبل تطوير التعاون الأمني المشترك بما يمكننا من التعامل مع مختلف التهديدات. وأود في هذا الصدد أن أؤكد اتفاقنا جميعًا على ضرورة التصدى للإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وأهمية العمل المشترك لمواجهة الفكر المتطرف، وتجفيف منابع الإرهاب والتضييق على من يرعاه من دول أو جهات تقدم الدعم المالي واللوجستي والسياسى للجماعات الإرهابية.
وقال: وتطرقنا كذلك إلى أزمة اللاجئين وأساليب التعامل معها بما يضع حدًا لمعاناة الأبرياء الذين يتعرضون للتشريد بسبب الحروب والاضطهاد، وبحثنا سبل تعزيز التعاون لإنهاء هذه المأساة الإنسانية، واتفقنا على أهمية تكاتف المجتمع الدولى للقضاء على الأسباب التي تشجع على الهجرة غير الشرعية، مثل تردى الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وأكدنا أهمية مواصلة العمل على إيجاد حلول سياسية للنزاعات التي تعد سببًا رئيسيًا لتلك الظاهرة.
وقال: ولقد تبادلنا الرؤى كذلك حول آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة الأزمات في سوريا وليبيا واليمن والعراق والمساعي القائمة لإيجاد حلول سلمية لها، واتفقنا على ضرورة بذل المجتمع الدولي لمزيد من الجهود لوضع حد لتلك الصراعات. كما تشاورنا حول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة مبنية على القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة بما يضمن تحقيق حل الدولتين.
وتابع: إن ما تم بحثه اليوم من قضايا هامة، إنما يمثل بداية لمرحلة ممتدة من التعاون الفعال مع دول "فيشجراد"، سواء بشكلٍ ثنائى أو من خلال صيغة "فيشجراد- مصر"، وذلك بهدف مواصلة الارتقاء بالعلاقات بين الجانبين وتكثيف التشاور بينهما على كافة المستويات.
وقال: وفي الختام، فإنني أتوجه بالشكر مرة أخرى للمجر على استضافة هذه القمة ولكافة دول تجمع "فيشجراد" على حرصهم على التنسيق والتشاور مع مصر، بما يسهم في تعزيز العلاقات بين دولنا ويلبى طموحات شعوبنا.
وأعرب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان، عن ترحيب دول تجمع "فيشجراد" بمشاركة الرئيس السيسي في هذه القمة، مؤكدا أن دول التجمع عبرت عن تقديرها للعمل الذي تقوم به مصر من أجل تحقيق استقرار منطقة الشرق الأوسط، مبديا تطلع دول التجمع لبناء تعاون اقتصادي جيد مع مصر ووسط أوروبا.
واعتبر أوروبان خلال المؤتمر الصحفي الخماسي الذي عقده قادة دول تجمع فيشجراد الأربع والرئيس السيسي، عقب أعمال قمة فيشجراد ومصر التي استضافتها العاصمة المجرية "بودابست" أن معدل التعاون الاقتصادي الحالي ما زال دون المطلوب، لذا شهدت القمة حديثا عن اتخاذ إجراءات للارتقاء به، من خلال إيجاد صيغة واضحة للتعاون المثمر.
وأوضح أوروبان أن القمة بين قادة التجمع والرئيس السيسي ركزت على مناقشة قضيتين رئيسيتين هما الشق الأمني الممثل في تحديات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية واستقرار جنوب المتوسط، والجانب الآخر هو تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والاتحاد الأوروبي.
وأكد أن ما تقوم به مصر في مكافحة الإرهاب لا يخدم فقط أمن واستقرار مصر، ولكن عمل مصر يخدم مصالح أمن أوروبا، قائلا: "نحن قريبون من مصر والشرق الأوسط تلك المنطقة غير المستقرة ونشكر السيسي لأنه يحمي المجر".
وقال فيكتور أوروبان: إن مصر تستضيف ملايين اللاجئين حاليا، وتوفر إجراءات حقيقية تحول دون هجرتهم غير الشرعية إلى أوروبا وهذا يشكل عبئا كبيرا على الحكومة المصرية.
وأضاف: "تحدثنا عن الأوضاع في ليبيا وسبل مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى أوروبا، وذكرنا للرئيس السيسي أن ليبيا تشكل تهديدا لأوروبا".
وتابع: "نحن مسئولون عن هذا الوضع عندما تدخلنا في هذا البلد دون خطة لتأمين الاستقرار به وتركنا الحدود مفتوحة دون تأمين، واتفقنا على أنه يجب خلق الاستقرار وتضافر الجهود لتفعيل دولة القانون وخلق حكومة قادرة على إدارة الدولة الليبية".
وقال أوروبان: "نريد تقوية الاتحاد الأوروبي من الداخل والخارج"، لافتا إلى أن المجر التي ستقوم بتنسيق جدول أعمال دول التجمع في الفترة القادمة.
ولفت إلى أنه تم عقد القمة هذا العام في مبنى أكاديمية الثقافة والفنون المجرية "هيجادا"، على غير العادة بعقد اللقاء في مبنى البرلمان، موضحا أن وزراء خارجية دول القمة ناقشوا أمن أوروبا والهجرة في اجتماع منفصل صباح اليوم قبل اجتماع القادة في القمة.
وقالت بياتا سيدلو، رئيسة وزراء بولندا، إنها سعيدة بأن قمة دول تجمع "الفيشجراد" حيث جمعتهم بشخص مهم جدا هو الرئيس السيسي.
وأضافت: "القمة بحثت الموضوعات المتعلقة بالأمن في المنطقة وتحديات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية واستقرار جنوب المتوسط".
وتابعت: "نقدر دور مصر لاستقرار المنطقة وشمال أفريقيا.. ومصر تبقى شريكا مهما في الإشراف ومنع الهجرة غير الشرعية وأوقفت الأجهزة الأمنية المصرية بشكل ناجح جدا الهجرة غير الشرعية ويجب أن نساعدها في هذا المجال".
وتابعت أنهم خلال اجتماعهم أعربوا عن دعمهم للحكومة المصرية وتشجيعها لمزيد من التنمية.
وأعرب بوهسلاف سبوتكا رئيس وزراء التشيك عن تقديره لدور مصر المحوري في المنطقة وما تمثله من دعامة رئيسية لتحقيق السلام والاستقرار بها، مشددًا على مساندة دول التجمع لما تبذله مصر من جهود في مجال مكافحة الإرهاب ودفع عملية التنمية الاقتصادية.
كما أكد رئيس الوزراء التشيكي ترحيبه بمشاركة مصر في قمة تجمع دول "فيشجراد"، مؤكدًا حرص دول التجمع على تطوير علاقاتها مع مصر.
وأضاف: "ناقشنا آخر التطورات على صعيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتوفير الأمن والاستقرار لكافة المواطنين وتحديات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية واستقرار جنوب المتوسط".
وقال رئيس وزراء سلوفاكيا، إن مصر لها دور محوري ويبلغ تعداد سكانها ما يقرب من 100 مليون نسمة وتلعب دورا كبيرًا في مكافحة الإرهاب، وقادرة على حماية حدودها وتسهم في تأمين الوضع في ليبيا الذي يتحمل الاتحاد الأوروبي مسئولية ما حدث به ويدفع حاليًا ثمن ذلك.
وأكد دعم دول تجمع الفيشجراد بشكل كامل للرئيس السيسي والإجراءات التي تتخذها مصر لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى أننا ندعم أيضا إقامة حكومة قوية في ليبيا.
وقال: "عرضنا على السيسي المساعدة في إزالة الألغام بمصر من خلال التعاون المشترك ودعم الأجهزة الأمنية لتعزيز مكافحة الإرهاب والحصول على نتائج سريعة".
وأوضح فيتسو، أن هناك تعاونا كبيرا بين دول التجمع ومصر في مجال الطاقة خاصة النووية، لا سيما أن القاهرة تتطلع لإطلاق برنامجها النووي السلمي وهو مشروع عملاق لتوليد 1200 ميجاوات، حيث إن 3 من دول التجمع الأربع لديها بالفعل خبرة كبيرة في هذا المجال وبولندا تستعد أيضًا لإطلاق برنامجها النووي السلمي.
المفاعلات
وأشار إلى أن المسألة لا تقتصر فقط على بناء المفاعلات النووية إنما تمتد أيضا لتشمل مهمة تشغيله وصيانته ومعالجة الأخطاء التي قد تقع فيه ودول التجمع يمكنها المساهمة في هذه الأمور بشكل جيد.
وأكد رئيس وزراء التشيك، أن 99% من سكان تجمع دول فيشجراد يرون في مصر مكانا جيدا لقضاء العطلة، مشيرا إلى أن اجتماعات القمة اليوم ببودابست تطرقت إلى مناقشة سبل تعزيز التعاون مع مصر ومواجهة الهجرة غير الشرعية وحماية الحدود الخارجية والتعاون مع البلدان المصدرة للمهاجرين والدول التي تعاني من عدم الاستقرار.