رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مستعمرات مرضى الجذام تستغيث من الإهمال ونقص الإمكانيات.. توقف البرامج العلاجية والتغذية أدى للهروب من أماكن العزل.. نقص الشاش والقطن وأدوية السكر وغياب الأطباء.. وتسجيل 644 حالة مؤخرا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لا تتركوهم يموتون وحدهم لأنهم يعيشون في ظروف غير عادية ولا يجدون علاجا أو أي مساعدة مالية أو إنسانية تحترم آدميتهم من الحكومات المتعاقبة ومسئولي وزارة الصحة"، إنهم مرضى الجذام الذين يعيشون في ظروف استثنائية داخل مستعمراتهم، وهو ما دعا المركز المصري للحق في الدواء لإطلاق مبادرة مجتمعية لصالح دعم هؤلاء المرضى بعد أن تناساهم الجميع.
وكشف الدكتور صلاح عبدالنبي، عن أن عدد المرضى المصابين بالجذام، الذين تم تسجيلهم منذ عام1979 حتى 2012 أكثر من 36 ألف مريض، مشيرًا إلى أن مدة العلاج لا تزيد على سنة، أي أن هؤلاء المرضى تم شفاؤهم نهائيا، ما عدا الذين تم تسجيلهم حديثًا، حيث يبلغ عدد الحالات الجديدة المسجلة في مصر644 حالة، أي بنسبة اكتشاف تصل إلى 83 لكل 100 ألف
وأشار "عبدالنبي" إلى قيام إدارة مكافحة الجذام بوزارة الصحة، بموجب برنامج طبي واجتماعي متكامل من خلال مستعمرة الجذام بأبي زعبل والعامرية و18 عيادة للجلدية والجذام بالمحافظات برعاية وتأهيل المرضى صحيًا واجتماعيًا.
يوجد في مصر ثلاث مستعمرات لمرضى الجذام، أقدمهم العامرية التي تم أنشاؤها منذ 138 سنة، وأكبرها مستعمرة أبو زعبل التي تبلغ حوالي 12 فدانا، غير حوالي 100 فدان مخصصة لزراعة الموالح وأصناف أخرى لصالح الذين يعملون فيها من أجل 5 جنيهات يوميا، وتم إنشاؤها عام 1933 والتي تأوي أكثر من 600 مريض، منهم أكثر من 250 سيدة أكثر من 60% منهم فوق سن الستين، ثم مجموعة أخرى في قنا لم يتسن للمركز معرفة أعدادهم الحقيقية.
وتعرف منظمة الصحة العالمية، مرض الجذام، بأنه مرض مزمن لا ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر، وتسببه أحد أنواع البكتيريا العضوية، وعادة ما يؤثـر على الجلد والأعصاب الطرفية والغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي، وكذلك العيون، وإذا لم يتم علاج الجذام، فيمكن أن يؤدي إلى تلف دائم ومتزايد في الجلد والأعصاب والأطراف والعيون، ويؤدي تأثـر بعض الأعصاب الطرفية إلى أنماط مميزة من الإعاقة.

وتتمثل أعراضه في صورة طفح أو حبة "عقدة جلدية" ويمكن أن يكون أول علامة له منطقة من التنميل "الخدر" بالجلد، ويعتبر ظهور بقعة جلدية باهتة أو حمراء فاقدة للإحساس من العلامات المميزة للجذام.
واعتمدت مصر برتوكول منظمة الصحة العالمية، بالعلاج متعدد العقاقير "ريفامبسين + دابسون + كلوفازمين" وبنسبة شفاء كاملة 100٪ إذا أكمل المريض العلاج في المدة المحددة للعلاج "6 أو 12 شهرا" بطريقة منتظمة حسب نوع الجذام.
وتراكم الإهمال خلال السنوات الماضية بين مرضى الجذام، حيث تسبب هذا في نسيان مجتمعي لهم، وتوقفت البرامج العلاجية، وتوقفت برامج التغذية المناسبة، مما أدى لهروب المرضى من أماكن العزل، ومنذ فترة أطلقت إدارة المستشفى في أبوزعبل نداءً لذلك
ويعانون من عدم توافر أبسط أدوات العلاج الطبي مثل الشاش والقطن ونقص أدوية السكر والأنسولين ولا يجدون أطباء للكشف الطبي عليهم فى حالة إعياء أحد منهم داخل المستشفى، في ظل أن منظمة الصحة العالمية تعتبر أن مريض الجُذام يعتبر شخصًا معاقًا لا يستطيع الذهاب إلى أي مستشفى آخر للعلاج، وهم مقيمون بمستعمرة الجذام بصفة دائمة لا يستطيعون الخروج منها، بسبب إعاقتهم المرضية.
وكان يوجد بروتوكول بين محافظة القليوبية وسفارة فرسان مالطا بدأ في عام 2006 وانتهى 2016 لرعاية مرضى الجذام الموجودين بالمستشفى، وأنه بناءً على ذلك البروتوكول تم إعادة تحليل وتجديد شبكة المياه وإنشاء وحدة كهرباء بتكلفة 2 مليون جنيه في عام 2008 وتم توفير أتوبيس لنقل المرضى ووحدة أسنان وعيادة رمد وإعادة وتجديد 4 عنابر "الحريمي والرجال" ودورات المياه وكان فى التزام- بناءً على ذلك البروتوكول- بتسليم المستشفى "قطن وشاش" بقيمة 100 ألف جنيه سنويًا، وكان يتم دفع مرتبات الاطباء المتعاقدين من الخارج، وكل شهر 5 آلاف جنيه لصيانة "الحنفيات" ولكن مع انتهاء البرتوكول من عامين، لا يجد المستشفى أي دعم من الوزارة ويعيش علىي دعم المجتمع المدني.