الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

صحيفة يابانية: الصراع المسلح بين "داعش" والفلبين يدق ناقوس الخطر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرت صحيفة "نيكاي" اليابانية أن الصراع بين المسلحين التابعين لتنظيم داعش الأرهابي وبين الجيش الفلبينى فى جزيرة مينداناو الجنوبية يضع معظم الدول الإسلامية فى جنوب شرق آسيا في حالة من التأهب القصوى بسبب الدلائل على أن التطرف يتشعب في المنطقة.
فقبل أسابيع، احتشد قياديو جماعتين مسلحتين نشيطتين في مينداناو في مكان لم يكشف عنه، ليخططوا بالتفاصيل لعملية الاستيلاء الكامل على مدينة مراوي. ويظهر شريط فيديو أن أكثر من 10 رجال كانوا يتشاورون أمام خريطة مرسومة باليد ويناقشون خططا لإطلاق سجناء من السجن واحتجاز رهائن من مدرسة.
وحضر الاجتماع ايسنيلون هابيلون رئيس جماعة ابو سياف الاسلامية المسلحة والإخوان عبد الله واورمهايام موت مؤسسو جماعة "موت" وهى منظمة متطرفة آخرى. وقد تعهدت كلتا المجموعتين بالولاء لتنظيم داعش الإرهابي. وعندما حاولت قوات الأمن الفلبينية القبض على هابيلون يوم 23 مايو، وضعت مجموعة "موت" الخطة قيد التنفيذ، وبدأ الاشتباك الدموى مع الجيش الذي دفع الرئيس رودريجو دوتيرت إلى وضع كل جزيرة مينداناو تحت الأحكام العرفية. ويبدو أن مانيلا طلبت مساعدة قوات العمليات الخاصة الامريكية بالرغم من أن الرئيس أمر الجيش الأمريكى بالخروج من البلاد.
وإذا كانت هذه الجماعات تتجذر في جنوب شرق آسيا، فإن اقتصاد المنطقة المزدهر قد يتعثر. وفي حين أن الأعمال التجارية التي تقام في الفلبين ليست في جزيرة مينداناو، إلا أن هناك قلقا من أن الاستثمار الأجنبي في المنطقة قد يقل على نطاق أوسع. فالشركات الأجنبية من اليابان وأماكن آخرى التي تعتمد على السوق الضخمة في المنطقة في خطر أيضا.
يذكر أن أكبر معاقل داعش الإرهابي فى الشرق الأوسط، مدينة الموصل في شمال العراق، هي الآن على حافة الانهيار أمام القوات العراقية بمساعدة التحالف بقيادة الولايات المتحدة. 
وقال جينز واردناير، باحث مشارك في معهد الأبحاث البريطاني للدراسات الاستراتيجية، إنه بينما تتراجع سلطة التنظيم في تلك المنطقة، يتجه الأعضاء إلى جنوب شرق آسيا وتقوي الروابط مع الجماعات المتطرفة المحلية هناك.. إن هذا التدفق يهدد بعرقلة الخطة التي رسمها دوتيرت للتنمية الاقتصادية في الفلبين - التي تهدف إلى تحسين الأمن لجذب الأعمال الأجنبية لدفع بالاقتصاد ككل.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنشطة تنظيم داعش الإرهابي تمتد في الواقع إلى المنطقة، فلقد كان مواطنون من اندونيسيا وماليزيا والمملكة العربية السعودية من بين المقاتلين الذين قتلوا في حصار مراوي. وقامت الجماعات والمتطرفون الأفراد الذين تبنوا الأيديولوجية المتطرفة من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية، بهجمات، بما في ذلك تفجيرات انتحارية، في مختلف الدول. 
وقال الجنرال جاتوت نورمانتيو في يونيو الماضي في اندونيسيا أن هناك "خلايا لداعش" في كل مقاطعة تقريبا في إندونيسيا. وقال مسؤولون أمنيون أن جماعة انشاروت دولا الاندونيسية التي تعهدت بالولاء لتنظيم داعش كانت وراء التفجير الانتحاري الذي وقع في جاكرتا في مايو الماضي وأسفر عن مقتل أو جرح عشرة أشخاص.
كما تقف الجماعات المتطرفة وراء سلسلة من عمليات الاختطاف فى المياه قبالة مينداناو وهى منطقة تحدها الفلبين واندونيسيا وماليزيا. وقد بدأت الدول المجاورة الثلاث دوريات بحرية مشتركة للسيطرة على هذه المسألة.
جدير بالذكر أن محاولات قمع التمرد في الفلبين، بما في ذلك القصف الجوي الذي شنه الجيش الفلبيني، أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص، من بينهم 44 مدنيا وحوالي 300 من أصل 500 مقاتل من جماعة موت.
يذكر أن نحو 90 في المئة من سكان الفلبين من المسيحيين. ولكن المناطق الجنوبية للبلاد موطن لعدد كبير من المسلمين. وبدأت جماعة أبو سياف كمجموعة انفصالية محلية، ثم تبنت تدريجيا أيديولوجية المتطرفين لتنظيم داعش. 
وكان لجماعة "موت" أعضاء بارزون في مجتمع منطقة مرواي قبل أن تصبح متطرفة. ومنذ ذلك الحين شاركت كلتا المجموعتين فى عمليات التفجير والاختطاف. ويعتبر هابيلون زعيم تنظيم داعش في جنوب شرق آسيا.